المدرسة الالكترونية.. نافذة المعرفة عبر التواصل "الذكي"
ساهر عمرو
تشكل بيئة التواصل الإلكتروني المدرسي التي اطلقتها وزارة التربية والتعليم العالي، نافدة جديدة لدعم العملية التعليمية والتواصل بين جميع اطرافها، عبر توفير الخدمات الالكترونية الممكنة باستخدام أحدث الاساليب واكثرها تطورا.
التطبيق الخاص بأولياء الأمور والطلاب احدى أهم مكونات هذه البيئة.
يقول مدير تربية وسط الخليل عاطف الجمل، إنه جرى العمل على تطبيق المدرسة الالكترونية منذ فترة، وتم التركيز خلال العام الماضي على ادخال كافة البيانات الخاصة بالطلبة بشكل الكتروني، ومع نهاية هذا العام ستكون كافة مدارس الخليل تعمل ضمن هذا التطبيق.
ويهدف هذا المشروع الى رفع مستوى متابعة أولياء الأمور لأبنائهم باقل جهد ووقت ممكن، ويتيح الفرصة امام الأسرة للاطلاع على كل ما يتعلق بأبنائهم في المدرسة، سواء من حيث التحصيل العلمي أو الحالة السلوكية والاجتماعية لهم، وذلك عبر خلق بيئة تواصل مباشرة، يتم من خلالها تبادل الملاحظات والمعلومات التعليمية والسلوكية بين المدرسة والأسرة دون وسيط، وغالبا ما يكون هذا الوسيط هو الطالب وفي بعض الحالات لا ينقل المعلومة بشكل دقيق وكامل.
تطبيق المدرسة الالكترونية لاقى ارتياحا كبير لدى كافة اطراف العملية التعليمية، وخاصة اولياء الامور.
بسمه الشويكي ولية أمر لأربعة طلاب في مراحل مختلفة، تصف تجربتها بالمتابعة التقليدية لأبنائها، وتتحدث عن حجم المعيقات التي تواجهها في التواصل مع مدارسهم.. فهي موظفة حكومية وأولادها موزعون على اكثر من مدرسة، ولا تجد الوقت الكافي لتنفيذ زيارات دورية للاطلاع على اوضاع ابنائها العلمية والتربوية، الأمر الذي يحد من قدرتها على التأثير في سلوكهم حال وجود قصور لديهم، وذلك بسبب عدم حصولها على المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب.
"عادة ما أحصل على تقيم اداء ابنائي من خلال الشهادة المدرسية التي تصل بعد انقضاء الامتحانات بفترة، وعليه أفقد القدرة الفورية للتدخل ومعالجة القصور لديهم، ناهيك عن ضيق الوقت المتاح امامي لمناقشة مدرسي الأولاد بكيفية التدخل لتطوير ادائهم، وفي كثير من الأحيان اتوجه الى المدرسة ولا يتسنى لي مقابلتهم لانشغالهم في حصصهم" تقول الأم الشويكي، وتشير الى أن وجود ابناء لها في المرحلة الثانوية، يجعل من عملية التواصل التقليدية محرجة الى حد كبير، وغير مرحب بها من الأبناء خاصة الذكور منهم.
الشوبكي اعتبرت أن ما اقدمت علية الوزارة في استحداث نظام المدرسة الالكترونية، سيساهم بشكل بكبير في تذليل المعيقات التي كانت تواجهها وغيرها من أولياء الأمور للتواصل مع مدارس ابنائهم.
وفي السياق، تشير المواطنة سماح دويك ان هذا التطبيق يمثل اضافة نوعية ومتميزة للعملية التربوية، ساعدها كولية أمر على رفع مستوى متابعتها لأبنائها، وحصولها على المعلومة في وقت مناسب يتيح لها التدخل السريع والفوري لمعالجة قصور الأداء لدى ابنائها، فقد استطاعت في الفترة السابقة وبعد متابعتها لعلامة ابنها من خلال هذا التطبيق ملاحظة تقصيره في احدى المواد، فعملت بشكل فوري على معالجة ذلك، وكانت النتيجة تحسن ادائه في تلك المادة، الأمر الذي ما كان له ان يحصل لو لم يكن هذا التطبيق موجودا على حد قولها.
وتضيف دويك ان هذا التطبيق ساهم ايضا في زيادة مساحة التواصل مع المدرسين وادارة المدرسة ووفر لها امكانية مناقشتهم بحرية دون تعطيل أي طرف عن مشاغله، وبعيدا عن ضغوطات الوقت.
وعلى صعيد الطلبة، كان هناك تباين في مواقفهم تجاه هذا التطبيق. رهام احدى طالبات الصف العاشر تستخدم التطبيق وتتابع علاماتها من خلاله، وهي من قامت بإعلام ولي أمرها بوجوده، تقول: "إن والدتي كانت سابقا تأتي لزيارة المدرسة للاطلاع على ادائي، وقد كانت هذه الزيارات قليلة، الا أن هذا التطبيق جعل والدتي اكثر اهتماما من السابق، فهي تدخل اليه بشكل دوري ومستمر للاطلاع على ادائي ومتابعتي، وقد بدأت اشعر باهتمامها بشكل اكثر من السابق".
في المقابل، الطالبة ميسر من الصف العاشر، ترى أن إحدى اهم سلبيات هذا التطبيق انه لا يراعي رغبة الطالب في بعض الأحيان بعدم اطلاع اهله على تفاصيل تحصيله العلمي، وانها تفضل زيارة ولي أمرها وحضوره شخصيا للمدرسة، وانها كانت اكثر سعادة بذلك من الآن، حيث لم تعد والدتها تقوم بمثل هذه الزيارات معتمدة على تطبيق المدرسة الالكترونية بشكل كامل في متابعتها.
وتعلق مديرة المدرسة صباح مرقة، قائلة إن هذا السبب في تخوف جزء من الطلبة، خاصة اصحاب التحصيل المتدني، من هذا التطبيق، يمثل ايجابية رئيسية لهذا المشروع، فهو يضمن معرفة الأهل بالمستوى الحقيقي لتحصيل ابنائهم العلمي، فلا داعي لأن ينتظر ولي الأمر الشهادة المدرسية في نهاية كل مرحلة للاطلاع على أوضاع ابنائه، بل أصبح بالإمكان الحصول على هذه المعلومة مباشرة وأولا بأول، مما يتيح الفرصة للتدخل المباشر والسريع في تصويب الأخطاء ومعالجة الضعف لدى أبنائهم.
وفي سياق متصل طالب مدير التربية والتعليم، الأهالي أولا، وكافة مكونات العملية التعليمية، بالاستفادة من هذا التطبيق في زيادة مساحة التواصل، لتحقيق المنفعة العامة، محذرا في الوقت ذاته من أن هذا التطبيق يجب ان لا يلغي التواصل التقليدي مع المدرسة، لأهمية هذا النوع من التواصل في متابعة بعض القضايا التي تتطلب الحضور الشخصي لولي الأمر، حاثا اياهم الاستفادة من هذا التطبيق في زيادة مساحة التواصل القائمة حاليا والتي تعتمد الأساليب التقليدية، وعدم استبدال هذه الأساليب بشكل كامل بتطبيق المدرسة الالكترونية.