كتب المحرر السياسي
لا أحد يعرف ياسر عبد ربه افضل من الجبهة الديمقراطية، فهو الانشقاقي نصا وروحا والذي تطاول عل قيادته التاريخية، وخذل رفاقه في "فدا" فيما بعد ان طلق يساريته الماركسية لصالح المال السياسي الحرام الذي تدفق الى ارصدته من مصارف واشنطن وبعض ادواتها في المنطقة العربية..!!
وبقدر ما تعرف الجبهة الديمقراطية عبد ربه، نعرفه نحن ايضا كواهم محموم في الغرف التآمرية ضد الشرعية الفلسطينية الوطنية والدستورية ونذكر انه سعى بتعليمات مموليه الى ثني الرئيس ابو مازن عن القاء خطابه في الامم المتحدة قبل سنوات، الخطاب الذي طالب فيه الرئيس المجتمع الدولي منح فلسطين عضويتها في المنظمة الاممية..!!
وبقدر ما ان عبد ربه واهم محموم، بقدر ما هو مغالط لابسط الحقائق والوقائع والذي لايجد غير التطاول على الشرعية الفلسطينية ومناضليها في سبيل تمرير مغالطاته التي يريدها في المحصلة عرقلة حراك الشرعية النضالي الهادف الى اعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني من اجل مواجهة اجدى لسياسات الادارة الامريكية وقرارتها الصهيونية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها قرار الرئيس الامريكي اعتبار القدس الفلسطينية العربية عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
ومثله مثل كل الذين لايريدون للمجلس الوطني الفلسطيني ان يعقد دورته القادمة في قاعة احمد الشقيري بمقر الرئاسة في رام لله، وهي دورة القدس وحماية الشرعية الفلسطينية، يخربش عبد ربه رسالة لرئيس المجلس الوطني لا ليعترض فيها على اليات وقواعد اختيار اعضاء المجلس، وانما ليضيف تشكيكا جديدا بشرعية المجلس الوطني، بل وليطعن بهذه الشرعية، وهو ادرى ان اليات الاختيار وقواعدها تلزم اعتماد قوائم الفصائل كما تقدمها هذه الفصائل حيث ان "فدا " قد شطبت اسمه من قائمتها فأنه لم يعد هناك ما يسمح بدعوته لاجتماع المجلس الوطني بل ان لائحة المجلس القانونية في هذا السياق لا تسمح بذلك .
عدا ذلك لم يلتفت عبد ربه الى حقيقة ان حبل الكذب دائما ما يظل قصيرا وكذا حبل الفبركة والادعاء والتزوير، ولهذا اندفع بحماقة صاحب الحاجة الارعن الى تضمين رسالته الى رئيس المجلس الوطني فبركات مضحكة وتوليفات لمناصب لا وجود لها ومنها مثلا منصب لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد، بأن جعله "رئيسا للجنة المكلفة بالاشراف على عقد المجلس الوطني" ....!!! لا وجود لجنة من هذا النوع والاحمد ليس الا ممثلا لفتح في التحضير لعقد المجلس مع بقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية واكثر من ذلك ان الاحمد وفق رسالة عبد ربه "ممثل شرعي وحيد بشؤون الممثل الشرعي والوحيد" ...!! ولم يستطع عبد ربه هنا ان يسمي الذي يقصده بسبب جبنه، مثلما اصاب الاحمد في هذا التوصيف برسالته الى رئيس المجلس الوطني ردا على مغالطات رسالة ياسرعبد ربه.
وعلى اية حال الرسائل عادة تقرأ من عناوينها، ورسالة عبد ربه لا عنوان لها اوضح من عنوان الضغينة التي لا تأكل الا قلوب اصحابها، وهي لا ترمي الا الشجرة المثمرة بحجارتها البائسة التي لاتصيب شيئا من الشجرة المثمرة.