أعضاء مجلس وطني في لبنان: محاولات خلق بدائل لمنظمة التحرير ستفشل
وسام يونس
يلتئم المجلس الوطني الفلسطيني بدورته العادية تحت عنوان: "القدس، وحماية الشرعية الفلسطينية" في الثلاثين من الشهر الجاري في مدينة رام الله وسط ظروف بالغة الخطورة ومشاريع تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، وتحديات خطيرة تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.
المجلس الوطني يعتبر البرلمان الجامع للكل الفلسطيني في الوطن والشتات وتتمثل فيه جميع شرائح شعبنا الفلسطيني، لا سيما في لبنان، حيث واجه ابناء شعبنا المحاولات المتكررة لإسقاط وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية وحافظوا على القرار الوطني المستقل في أحلك الظروف.
وأكد عضو المجلس الوطني عن حزب الشعب غسان أيوب، في حديث لـــ"وفا"، أن انعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني تحمل أهمية كبرى خاصة أنها تنعقد داخل الوطن، حيث ميدان الصراع الشعبي والجماهيري مع الاحتلال.
ويشير إلى أن ما يميز هذه الدورة ويزيد من أهميتها أنها تأتي في سياق الحفاظ على مركزية جغرافية الصراع والتأكيد على أن ساحة الصراع الرئيسية والأساسية هي الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأراضي التي تسعى الفصائل الفلسطينية ومعها كل أبناء شعبنا بكل فئاته الاجتماعية إلى تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ويرى أيوب أن هذه الخطوة تشكل ردا على محاولات الاحتلال والإدارة الامريكية الحالية لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة لشعبنا المتمثلة بحق العود وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على الاراضي التي احتلت في العام 1967.
وأكد أن حزب الشعب دعا عبر سلسلة اللقاءات التي عقدها مع مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية لأن تكون دورة المجلس الوطني الفلسطيني هذه خطوة في سياق مشروع إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كونها السقف الأعلى الشرعي التمثيلي للشعب الفلسطيني في داخل الوطن المحتل وخارجه في كل أماكن شتاته، وفرصة لإعادة صياغة برامجها وآلياتها على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة في مؤسساتها بين مختلف الفصائل والقوى التي تنضوي تحت مظلتها.
ويعتبر ايوب أن مشاركة كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية التي أعلنت مقاطعتها كانت ستزيد هذه الدورة أهمية، ولكن عدم المشاركة والمقاطعة من أي فصيل كان لا يفقدها الشرعية بغض النظر عن حجم هذه الفصيل أو ذاك ممن قرروا مقاطعة أعمالها.
وشدد على أن التاريخ الفلسطيني سجل فشل كل المحاولات التي جرت لخلق بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية رغم كل الإمكانيات المادية والسياسية والعسكرية التي وضعت بين أيدي من حاولوا أن يشكلوا بدائل عنها، والفضل بذلك يعود إلى تمسك شعبنا بهذه المؤسسة وتضحياته الكبيرة التي قدمها دفاعا عن وجودها.
ودعا ايوب حماس إلى الاستجابة للإرادة الشعبية الفلسطينية والحاجة الوطنية لإنهاء الانقسام وتسليم قطاع غزة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني لإدارته بما يليق بشعبنا، وفق متطلبات تعزيز صموده في مواجهة محاولات الاحتلال الصهيوني لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
بدوره شدد عضو المجلس الوطني عن جبهة التحرير الفلسطينية ناظم اليوسف على أن انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني يوم الاثنين المقبل ضرورة وطنية وإنجاز وطني كبير في ظل الظروف المعقدة والصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية والمشروع الفلسطيني.
ويعتبر أن هذه الدورة مصيرية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وايضا هي رسالة نوجهها للعالم أجمع أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى الممثل الشرعي والوحيد لكل ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والمنافي بقيادة الرئيس محمود عباس.
ويؤكد اليوسف الاجماع الفلسطيني والالتفاف حول المجلس الوطني الفلسطيني وإنجاح هذه الدورة لنتمكن من مواجهة العدوان المتواصل على أرض فلسطين وخاصة الإعلان الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
وأشار اليوسف الى محاولات البعض شطب منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء الهوية الفلسطينية، "ولكنهم فشلوا لأن منظمة التحرير الفلسطينية ومنذ انعقاد أول جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني قدمت وما زالت تقدم عشرات آلاف الشهداء، وكان دائماً قادتها وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات في طليعة الشهداء من أجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وحماية المشروع الوطني الفلسطيني، واليوم الأخ الرئيس أبو مازن هو صاحب وحامل الأمانة الثابت على الثوابت الوطنية الفلسطينية يتصدى لكل المؤامرات والمتآمرين على القضية الفلسطينية وحتماً أي تجمع أو ملتقى في أي مكان في العالم سيكون مصيره الفشل."
من جانبه يؤكد عضو المجلس الوطني عن الجبهة العربية الفلسطينية محي الدين كعوش أن عقد المجلس الوطني يشكل بوابة هامة لتصويب الوضع الفلسطيني الداخلي وبناء استراتيجية وطنية قادرة على مواجهة ما يعصف بالقضية الوطنية خصوصا بعد اعلان الرئيس الامريكي ترمب حول القدس وما تبعه من إجراءات تخص قضية اللاجئين.
واعتبر ان المسؤولية الوطنية تتطلب من الجميع العمل بكل جهد من أجل إنجاح دورة المجلس الوطني والتأكيد على وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للكل الفلسطيني، مؤكداً أن الجبهة في حال تحققت المصالحة الوطنية وانتهى الانقسام ستكون مع عقد جلسة جديدة للمجلس.
ورأى كعوش ان المطلوب من المجلس الوطني في دورته الحالية تجديد أطر منظمة التحرير الفلسطينية ومدها بالطاقات والكفاءات لقطع الطريق على كل محاولات الالتفاف على المنظمة بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وانضاج برنامج عمل وطني يعمل على التصدي للمؤامرات التي تحاك ضد حقوقنا الوطنية والتأكيد ان شعبنا سيواجهها بكل قوته وسيبقى متمسكا بحقوقه الثابتة والمشروعة، لافتاً إلى أن الوضع الفلسطيني الراهن يتطلب تغليب المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة.
كذلك شدد عضو المجلس الوطني عن جبهة النضال الشعبي جمال خليل على أن انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني هو استكمال لدورة الحياة الشرعية للمؤسسات الوطنية الفلسطينية ومراجعة المرحلة السابقة بإنجازاتها وإخفاقاتها واستنباط الأساليب الملائمة لمواجهة التحديات الحالية والقادمة.
وأكد خليل الشرعية القانونية والشعبية والوطنية لقيادة الشعب الفلسطيني بعناوينها ومكانها وتفوضيها وأهمها ان الانعقاد سيتم في أرض الوطن رغم كل الضغوط والتشكيك والترغيب والتهديد.
ولفت إلى أن التئام المجلس الوطني يأتي على اعتاب ذكرى النكبة وموعد تنفيذ الادارة الأميركية لنقل سفارتها في 15 ايار، داعياً لرسم المسار السياسي والنضالي لمواجهة تلك المخاطر ولمواكبة مسيرات العودة التي ستتوج بذات الموعد.
وأشار إلى أننا ومنذ عام 2007 نعيش حالة شاذة حيث استولت حماس على مقاليد السلطة في غزة وغابت الوحدة الوطنية وفتح المجال أمام طرح مشاريع مشبوهة.
ورأى ان مقاطعة البعض للمجلس الوطني جاء نتيجة عدم الالتزام بالاتفاقيات الهادفة إلى اعادة توحيد شطري الوطن وعودة غزة الى كنف الشرعية الفلسطينية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تأدية كامل مهامها، مؤكداً أن كل تلك المحاولات لن يكتب لها النجاح وجربت سابقا، وأن التراث النضالي الزاخر والمتجدد والمتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية لن يوقفه تجمع من هنا او هناك.
وتمنى خليل من البعض أصحاب التاريخ النضالي الطويل وبناة الوحدة الوطنية الفلسطينية عدم الانضواء تحت أي لواء تقسيمي .
أما عضو المجلس الوطني عن جبهة التحرير العربية حسين رميلي فأكد أن انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة والمصيرية تتطلب التوجه الى ممثلي شعبنا وفصائله ومؤسساته المختلفة والشخصيات والكفاءات الوطنية من أجل توجيه رسالة واضحة للجميع بأن القرارات الصادرة عن المجلس الوطني الفلسطيني هي قرار الشعب والذي ينبع من مصلحتنا الوطنية العليا فقط.
واعتبر ان انعقاد هذه الدورة في هذا الظرف المصيري حيث نواجه أصعب وأقسى مؤامرة في تاريخنا ومسيرتنا النضالية والتي تستهدف النيل من حقوقنا الوطنية والغاء حق شعبنا الفلسطيني وتصفية قضيته الوطنية يستدعي من الجميع تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا واعتماد استراتيجية مواجهة جديدة، وان يفهم العالم ان شعبنا الفلسطيني وفصائله ومؤسساته المختلفة والشخصيات والكفاءات الوطنية يقفون جميعا وقفة واحدة في حماية الحقوق وصون دماء الشهداء.
وشدد رميلي على ان الدعوة التي وجهت من رئيس المجلس الى الكل الفلسطيني لحضور هذا الدورة تؤكد الحرص الكبير والوعي والمسؤولية التاريخية في هذه الظروف الصعبة والمصيرية وعلى ضرورة تجاوز الخلافات من اجل التصدي المشترك لهذه المؤامرات.
ولفت الى ان صراعنا اليوم هو بين المشروع الوطني الفلسطيني ومشاريع الاخرين في الهيمنة واحتواء المنظمة، مؤكدا ان الفشل سيكون حليفهم وسيبقى القرار وطنيا فلسطينيا مستقلا.