ذبابة الزيتون تهدد الموسم
عيد ياسين
يتهدد قطاع الزيتون في محافظة طولكرم بالدمار هذا العام، جراء تفشي مرض "ذبابة اوراق الزيتون" في مختلف المناطق.
وينتشر هذا المرض في أراضي المواطنين، بدءا من أراضي قفين شمالا، إلى أرضي الكفريات جنوبا، امتدادا إلى أراضي وادي الشعير شرقا.
ويتمثل هذا المرض بظهور انتفاخات (درنات) تظهر على الاوراق، والعناقيد، والبراعم الزهرية، حسب المختصين في قطاع الزيتون والمزارعين.
وشدد مختصون بأمراض الزيتون على ضرورة العمل وتجميع جهود العاملين في هذا القطاع، والقيام بمسح شامل لانتشار هذه الآفة، لوضع خطة وطنية لمكافحتها خلال هذا العام.
وأوضح مدير زراعة طولكرم المهندس باسم حماد أن هذه الآفة موجودة منذ ثلاث سنوات، حيث بدأت في منطقة سلفيت، واتشرت فيما بعد على باقي المحافظات، وكانت نسبة الإصابة لا تذكر، ولكن هذا العام كانت عالية جدا، مقارنة بالأعوام الماضية.
وأوضح ان مديرية الزراعة عقدت ورشات عمل للمزارعين خاصة في منطقة الكفريات، للاطلاع على أعراض الإصابة، ومدى خطورة هذه الآفة، وطرق مكافحتها، والمبيدات المستخدمة للتخلص منها، منوها الى قيام المديرية بمسح ميداني لتوضيح نسبة ومساحة الإصابة في المحافظة.
وأشار إلى أنه من المقرر عقد اجتماع الخميس المقبل للمؤسسات الزراعية العاملة في المحافظة، لتوضح مدى خطورة هذه الآفة، والسبل الكفيلة للحد من انتشارها، بحضور المحافظة، ورؤساء البلديات.
وقال: إن وزارة الزراعة طالبت بتزويدها بتقارير من المحافظات، لتقييم الإصابة بجميع مناطق الضفة الغربية، مضيفا انه قد يكون هناك مشاريع رش جماعي إذا توفر الدعم، أو تم تزويد المزارعين بالمبيدات الحشرية.
وبين ان دور المديرية هو رفع مستوى الوعي، مطالبا المزارعين برش الحقول الخاصة بهم للتخفيف من الإصابة، وعدم الانتظار، موضحا ان الوزارة لا تمتلك القدرة على الرش الجماعي، لتكلفتها العالية، متمنيا القيام بذلك في السنوات القادمة، وتوفير الآلات، والمعدات اللازمة لذلك.
وحذر من أن الثمر لهذا العام سيكون قليلا مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة هذه الآفة، ما سيؤثر على كمية المحصول، الذي يعد مصدر دخل أساسي لكثير من المزارعين، خاصة الذين يصدرون الزيتون للخارج، وتقريبا ثلث انتاج المحافظة يُصدّر.
المزارع سلمان بشناق رئيس جمعية المزارعين في كفر عبوش قال لـ"وفا"، ان موسم الزيتون في كفر عبوش وباقي مناطق طولكرم لم يبشر بخير هذا العام، نتيجة ظهور مرض لم يسبق ظهوره من قبل، يتمثل بحبيبات على أغصان الزيتون تمنعه من العقد والإثمار.
وأضاف سلمان ان هناك آفة أخرى تهدد الموسم هذا العام وهي آفة مرض عين الطاووس المتفشي منذ الأعوام الماضية، ويحتاج الى الرش الجماعي للقضاء والتغلب عليه، متوقعا ان لا يتجاوز إنتاج كفر عبوش من الزيت هذا العام (%10) من مجموع انتاجها السنوي، والبالغ (200) طن.
وناشد وزارة الزراعة والجهات المختصة في السلطة الوطنية مساعدة المزارعين والكشف عن مسببات هذا المرض الآخذ بالتوسع والانتشار، ما يحرم مئات العائلات من مصدر رزقهم الوحيد.
المزارع عطا علي من كفر جمال جنوب طولكرم، قال" كارثة حقيقية ألمت بالمزارعين منذ ثلاثة أعوام، حيث تفشى مرض عين الطاووس الفطري، ما أثر بشكل سلبي على انتاج الزيتون بنسبة (20-30%)، لتحل هذا العام كارثة من نوع آخر بعد ظهور مرض "ذبابة أوراق الزيتون" الخطير، الذي يؤدي الى عدم التزهير وخراب العناقيد الزهرية، وبالتالي انعدام الانتاج.
وأضاف: توجهنا الى مديريات الزراعة في طولكرم وقلقيلية، وأكد مختصون ان الحل يكمن في الرش الجماعي لمختلف مناطق المحافظة.
ونوه إلى أن كفر جمال تملك ما يزيد عن 14 ألف دونم مزروعة بالزيتون، تعتاش منها مئات العائلات.
المهندس الزراعي فراس محمد قاسم أكد ما قاله سابقوه بأن العلاج يجب ان يكون رش جماعي لأشجار الزيتون بمبيدات فترة السمية لها قصيرة، مثل (بروكليم وامبليجو وماتش وكونغ فو)،
بدوره، قال المهندس الزراعي ظافر سلحب، الذي يعمل مديرا لدائرة الخدمات في زراعة قلقيلية في الماضي، "هذه الآفة تعتبر من الآفات الثانوية التي تؤثر على شجرة الزيتون، إلا انه شاهد مؤخرا انتشارا ملحوظا لها في مناطق مختلفة، وبدأ انتشارها بضرر اقتصادي بالضفة الغربية منذ 4 سنوات تقريبا، حيث كان ملاحظا إصابة المناطق الغربية من الضفة الغربية (خصوصا غرب سلفيت)، ما يؤكد قدومها من داخل أراضي عام 1948، التي يكثر استعمال المبيدات الحشرية والعشبية فيها.
وأضاف: خلال الموسمين الماضيين لوحظ انتشار هذه الآفة، وانتقالها لإصابة البراعم والعناقيد الثمرية، وازداد نشاطها من شمال الضفة الى جنوبها وغربها، زاحفة باتجاه الشرق بسرعة كبيرة.
وأشار الى أن خطورة هذه الحشرة تزداد في شهر نيسان الجاري، وعند خروج الحشرات الكاملة، وإصابتها للعناقيد الزهرية، علما ان هذه الحشرة تعتبر آفة رئيسية في ايطاليا.
واستعرض أعراض هذه الآفة وهي: وجود انتفاخات (درنات) على الأوراق والعناقيد الزهرية أو البراعم الزهرية، ونتيجة تغذية اليرقات تتكون انفاق بين قشرتي الورقة، وتتغذى على البراعم او حوامل الأزهار أو الثمار، وهنا تكمن الخطورة حيث إصابة الحامل الزهري يعمل على فشل عقد الأزهار وإن عَقدت تكون ثمارا ذات حجم صغير.
وتطرق الى مقاومة هذه الآفة بالرش بمبيدات ومنظمات النمو (غير سامة للكائنات غير المستهدفة وصديقة للبيئة) منعا للانسلاخ، ما يؤثر بشكل كبير على أعداد الحشرة، وتقلل تعدادها.
علما أن محافظة طولكرم تمتلك (90) ألف دونم مزروعة بالزيتون، مزروع فيها حوالي مليون شجرة موزعة على جميع مناطقها، وتنتج ما يزيد عن ألف طن زيت سنويا يُصدّر ثلثها للخارج، والدول الشقيقة، ويُستهلك الباقي.