طولكرم تصوب وضع الكهرباء لديها بتأسيس أول شركة توزيع
عيد ياسين
دعت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في كتاب رسمي الهيئات والمجالس المحلية والبلدية، إلى تصويب أوضاعها بخصوص التيار الكهربائي خلال 60 يوما، والانضمام إلى إحدى شركات التوزيع العاملة في مجال توزيع الكهرباء، وخلافا لذلك سيتم أخذ الاجراءات القانونية اللازمة لذلك.
وأثار كتاب سلطة الطاقة ردود فعل متباينة من قبل هذه الهيئات ما بين مرحب ومعارض، الأولى تعتبر أن الشركة الموزعة مصلحة وطنية عليا بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية، في الوقت الذي ترى فيه بعض الهيئات المحلية أن القرار استيلاء على مقدراتها الشخصية حيث تعتبر موارد الكهرباء الشريان الرئيسي لعمل هذه الهيئات.
وفي ظل بعثرة الأوراق والحيرة بين مؤيد ومعارض، فإن أمر الموافقة أو الرفض يحتاج إلى قرار واضح وجريء من رؤساء وممثلي المجالس المحلية.
وترى بعض الهيئات المحلية خصوصا البلديات الكبرى ومجالس الخدمات المشتركة ضرورة تأسيس شركة كهرباء خاصة بمحافظة طولكرم تعمل على تنظيم قطاع الكهرباء وتوزيعها على المواطنين.
بلدية طولكرم التي تعتبر أكبر بلدية في محافظة طولكرم قالت على لسان رئيسها محمد يعقوب "إن شركة كهرباء محافظة طولكرم في طور التسجيل، ومكونة من سبعة أعضاء أساسيين (طولكرم، عنبتا، بلعا، اكتابا، كفر اللبد، الجاروشية، جبارة)".
وأضاف إن الشركة الآن في مرحلة إعداد النظام الداخلي لها، ونحن ملزمون بقرار مجلس الوزراء وسلطة الطاقة، وباب العضوية مفتوح لجميع الهيئات المحلية في المحافظة.
وأوضح أن هناك خطة بالتعاون ما بين الشركة وسلطة الطاقة لتطوير الكهرباء في محافظة طولكرم تكفي للعام 2035، وذلك بعد تشغيل محطة صرة.
وبيّن يعقوب أنه سيتم تقييم موجودات كل هيئة محلية عن طريق مكتب استشاري، وهو الذي سيحدد حصة كل هيئة حسب موجوداتها، وعلى هذا الأساس ستوزع الأرباح.
وأكد أن الشركة ستراعي حقوق جميع الأعضاء ولن تقبل بالخسارة لأحد، سواء كبرت الهيئة أو صغرت.
ويقول رئيس بلدية عتيل نشأت دقة: "الأمور تتجه الآن في قرى وبلدات الشعراوية الـ14 في تأسيس شركة توزيع كهرباء خاصة في منطقة الشعراوية تتولى أمور تنظيم الكهرباء".
وأشار إلى أن هذا القرار اتخذ بالإجماع أثناء الاجتماع الموسع الذي عقد في مقر مجلس خدمات الشعراوية بهذا الخصوص.
ويضيف دقة: "باشرت طواقمنا بالإعداد لتأسيس هذه الشركة، وقمنا بمراسلة وزارة الحكم المحلي وسلطة الطاقة والجهات المعنية بهذا الخصوص، والموضوع قيد الدراسة لديهم".
ويقول: "في النهاية نؤمن بضرورة الالتزام والانضمام لإحدى شركات التوزيع ونحن مع كل ما هو في مصلحة المواطن".
بدوره، يقول رئيس بلدية عنبتا حمد الله الحمد الله: "درسنا موضوع كتاب سلطة الطاقة كمجلس بلدي، واتخذنا قرارا بالموافقة والتوجه إلى الانضمام لإحدى شركات التوزيع، وطواقم البلدية تقوم بدراسة الانضمام إلى شركة توزيع الكهرباء في محافظة طولكرم أو الانضمام إلى شركة كهرباء الشمال أيهما الأفضل لمصلحة البلدة".
ويفضل رئيس مجلس قروي كفر صور جنوب طولكرم عماد الزبدة، الانضمام لشركة كهرباء طولكرم الجاري تأسيسها، مطالبا إياها بضرورة الحفاظ على مقدرات وممتلكات ومداخيل المجالس خصوصا الصغيرة منها، ووضع أنظمة تراعي ذلك.
ويقول: "نظمنا عدة لقاءات بهذا الخصوص، وشاركنا بها جنبا إلى جنب مع الهيئات المحلية والمجالس البلدية الكبرى، وإن شاء الله سترى الشركة النور قريبا وهي في طور الترخيص".
وفي السياق ذاته، يقول رئيس مجلس قروي كور فريد جيوسي، وهو أصغر مجلس قروي في الوطن: "في الوقت الحالي نحن ضد الاشتراك في إحدى الشركات لأن القرية صغيرة ولا تتحمل نفقات الشركة ومتطلباتها، حيث أن طبيعة المواطنين في كور أصحاب دخل محدود".
ويضيف: "حتى هذه اللحظة لم يصلنا بهذا الخصوص أي شيء عن آلية عمل وطبيعة هذه الشركات، وفي النهاية نحن مع المواطن والوطن ومع القائمين على الموضوع من جهات الاختصاص"، مشيرا إلى أن كور تنضوي تحت هيئة كهرباء جيوس والكفريات.
وفي السياق ذاته، يقول رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم: "بخصوص شركة كهرباء محافظة طولكرم ننتظر الوثائق المطلوبة ومتطلبات الترخيص حسب أسس الترخيص لدينا، حيث تقدمت بطلب رسمي، وتمت الموافقة عليها تحت شروط خاصة بعدد المشتركين وكفاءة الشركة والأمور المالية والمساهمين، إضافة إلى تقديم عقد التأسيس والنظام الداخلي".
ويشير إلى أنه عند استكمال الشركة متطلبات الترخيص سيتم تحويلها إلى مجلس تنظيم قطاع الكهرباء للتوصية حسب الأصول.
يشار إلى أنه يوجد 5 شركات كهرباء في الضفة الغربية، وهي شركة كهرباء الشمال وتدير أغلب مناطق محافظتي نابلس وجنين، وشركة كهرباء القدس وتدير مدينة رام الله ومدينة أريحا وما حولها وبيت لحم بشكل كامل ومحافظة القدس، وشركة كهرباء طوباس تدير الجزء الأكبر من محافظة طوباس والفارعة، وشركة كهرباء الجنوب تدير حلحول وجزء من بلدات جنوب الخليل، وشركة كهرباء الخليل تدير مدينة الخليل نفسها.