ورق العنب.. تجارة وغذاء
أمل حرب
نساء الخليل ينتظرن موسم ورق العنب بلهفة، خاصة سكان بلدات بيت كاحل، وبيت أمر، وحلحول، باعتباره مصدر رزق لعائلاتهن، كما يعد مصدر دخل للمزارعين، نظرا لارتفاع أسعاره، وزيادة الطلب عليه.
المسنة أم عادل (70عاما) من بلدة سعير شرق الخليل، اتخذت من بيع ورق العنب فور نزوله من منتصف نيسان حتى أواخر حزيران عملا رائجا لزيادة الطلب عليه، لإعداد أطيب الأكلات الشعبية اللذيذة، ولتخزينه لموسم الشتاء، فهي تشتريه من كروم العنب في بلدة حلحول، وبيت أمر، وتبيعه في أسواق مدينة الخليل.
أم عادل اختارت مكانا دائما في شارع وادي التفاح، لعرض بضاعتها على الزبائن، مصنفة إياه تبعا لأنواعه المختلفة، لترضي الأذواق كافة.
وقالت لـ"وفا": أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما، لإعالة أسرتي وأطفالي وزوجي المقعد في هذه الفترة، يبدأ عملي يوميا من الساعة 8 صباحا وحتى الرابعة عصرا على الأقل، وبعد انتهاء الموسم، أبيع الأعشاب الطبية، والعطرية، والبقدونس، والميرمية، وورق العنب المخزن في العبوات البلاستيكية.
وأشارت إلى أن أسواق مدينة القدس العتيقة كانت مكانها الأول والأفضل لبيع أوراق العنب، حين كان الوصول إليها سهلا، ولكن الاحتلال أعاق ومنع الفلسطينيين من الوصول، والبيع في أسواقها، التي كانت تدر عليها ربحا أفضل من أسواق الخليل، التي تكثر فيها زراعة العنب.
"تشعر بالحياة من خلال عملها، وأنها قادرة على الاعتناء بنفسها، ومساعدة أحفادها في تعليمهم، وأضافت اليد التي تعطي خير من اليد التي تمتد لطلب المساعدة، والله يعين الناس على ظروفها الصعبة"، أضافت.
من جانبه، أشار مدير مديرية زراعة الخليل أسامة جرار إلى أن هناك توجه من المزارعين نحو إنتاج ورق العنب لارتفاع سعره، والكثير يعمل على زرع مساحات تعتمد على الري والتسميد لزيادة الإنتاجية، نظرا لزيادة الطلب عليه خلال الأعوام الأخيرة، مبينا أن جمعيات نسوية عديدة تعمل في هذا المجال وتخزينه بعدة طرق، لبيعه في مواسم أخرى.
وأضاف "عدة مشاريع اشتغلت عليها وزارة الزراعة لزيادة المساحة المزروعة، منها: مشروع تخضير فلسطين"، موضحا أن مساحة الأراضي المزروعة بالعنب في فترة السبعينات كانت حوالي 150 ألف دونم، أما اليوم فلا تتجاوز 30 ألف دونم، ولسبب يرجع إلى شق الشوارع الالتفافية وجدار الفصل العنصري التي التهمت مساحات من كروم العنب، بالإضافة إلى التوسع الاستيطاني والعمراني".
وبيّن عرار ان الوزارة دأبت على مشروع توزيع معرّشات على المزارعين، بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وحاليا نعمل على مشروع مشاهدات على الري التكميلي، مبينا أن إنتاج الدونم البعل من ورق العنب حوالي طن للدونم الواحد، والمروي 2.5 إلى 3 أطنان، مؤكدا أن عملية الدراسة مستمرة في بعض المزارع.
وأشار إلى مشاريع استصلاح الأراضي، وتوجيه المزارعين لزراعة أنواع معينة من العنب، منها: العنب اللابذري في المناطق الدافئة، بالإضافة إلى أنواع أخرى من العنب الأحمر ذو الحبة الكبيرة، معتبرا ذلك تجربة ناجحة جدا، وميزتها أن المنتج ينضج مبكرا، وبهذا نحارب غزو العنب الإسرائيلي إلى أسواق الضفة.
ونوّه إلى أن الأيام التسويقية لمحصول العنب في المهرجانات التي تقام خارج محافظة الخليل (نابلس، ورام الله، وجنين)، كان لها مردود كبير على المزارعين.
بدورها، أوضحت المهندسة ربا الناظر، ان المساحة المزروعة بكروم العنب في الخليل حوالي 30 الف دونم، ويقدر إنتاجها ما بين 2 الى 3 أطنان للدونم الواحد من الورق ، ومن الثمار حوالي 3 أطنان ، وتعتاش حوالي 5700 أسرة خليلية من مردود محصول العنب.
وأضافت الناظر، ان الحفاظ على المنتج الوطني الفلسطيني من العنب وورقه يكمن في الاستمرار في منع إدخال العنب الإسرائيلي، وعنب المستوطنات للأسواق فترة إنتاج العنب الخليلي.
وبين ان 65 % من منتوج عناقيد العنب يستهلك محليا، وتصنع منتجات العنب من الملبن، والزبيب، والعنطبيخ"عنب طبيخ"، والدبس حوالي 15 بالمائة، وباقي المحصول يستهلك محليا في محافظات الوطن فقط.
وحول الأصناف المشهورة من العنب الخليلي، أشارت إلى أن العنب الدابوقي، والزيني ، والجندلي، والحمداني، هي الأصناف البلدية الأصيلة والمعروفة منذ القدم.
فيما تعتبر الأصناف الأخرى الملونة عنبا للمائدة، مثل: الحلواني، والشامي، والبيروتي، البيتوني، والبلوطي ، والفحيصي،والسلطي وهي مفخرة عنب الخليل الجميلة.