"القاتل المدلل" ينهي زيف "المسرحية"
إيهاب الريماوي
أسدل الستار أخيرا على "مسرحية" محاكمة الجندي "إليئور أزاريا" قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بالإفراج عنه، بعد أن قضى حكما مخففا لمدة 9 أشهر.
وسارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الترحيب والتهنئة بالإفراج عن الجندي القاتل قائلا "أنا سعيد لأن هذا قد انتهى".
لم يبدِ والد الشهيد الشريف أي استغراب من هذه المحاكمة التي وصفها "بالهزلية"، وأن الاحتلال عامل القاتل كالابن المدلل.
وقال "كل ما جرى من جلسات محاكمة للجندي القاتل كانت عبارة عن مسرحية سيئة الإخراج، من أجل إظهار "ديمقراطية" إسرائيل المزيفة أمام العالم.
وقتل الجنديُ الشابَّ عبد الفتاح الشريف مواليد 1996، يوم الخميس الرابع والعشرين من آذار2016، حيث وثقت جريمة الإعدام بالفيديو بعد أن كان طريحاً على الأرض مصاباً بجروح.
ولم يكتف الاحتلال بجريمته، وأكملها بانتهاكات واعتداءات مستمرة بحق عائلة الشهيد، حيث استدعى والده ووالدته أثناء عودتهما من أداء مناسك العمرة، لمقابلة المخابرات الاسرائيلية، في سجن "عوفر" غرب رام الله في الأول من تموز المقبل.
ورأى مدير مركز حريات حلمي الأعرج أن قرار الافراج عن الجندي القاتل بتخفيض مدة محكوميته، ثم تخفيض مدة الحكم المخفف للثلث، هو "تشجيع من قبل الاحتلال على قتل الفلسطينيين، والتأكيد على أن إسرائيل ونظامها القضائي يحمي جنود الجيش القتلة".
وأضاف الأعرج " إسرائيل تتحدى بقرارها القيم الإنسانية والعدالة الدولية، وتظهر كم تنضح بالعنصرية في ظل غياب معايير العدالة أمام الفلسطينيين، وممارستها كافة أشكال التمييز العنصري عندما يتعلق الأمر بالقتلة الإسرائيليين.
وتابع: "عندما يتهم مواطن فلسطيني بقضية قتل فإن محاكم الاحتلال تحكم عليه بالسجن المؤبد، بينما في قضية الجندي القاتل أصدر حكما بالسجن 9 أشهر، وهذه رسالة تبرقها إسرائيل إلى المجتمع الدولي، لكي يشاهد عن كثب كيف أن إسرائيل تملك ديمقراطية زائفة، بل إنها دولة عنصرية تمارس عنصريتها علناً بحق الفلسطينيين".
وقال الأعرج "إن هذه القضية يجب أن تدفع المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال، لإطلاق سراح الأسرى باعتبارهم أسرى حرية ناضلوا من أجل حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله.
وأضاف، منذ اليوم الأول لاعتقال الجندي القاتل تحولت القضية إلى قضية رأي عام إسرائيلي، من أجل حماية القاتل على حساب حقوق الشهيد عبد الفتاح الشريف.
وأكد تجند المجتمع الاسرائيلي كله للدفاع عن الجندي بما ذلك المستويات الحزبية والسياسية والعسكرية، وهذا يؤكد بأن كل عمليات القتل لا يوجد من يحاسب عنها، فلا يوجد جنود قتلة على خلفية إعدامهم للأطفال والنساء، وهذا ما يصل بنا إلى أنه لو لم توثق الجريمة لما كانت تلك المحاكمة.
موثق جريمة القتل منسق تجمع المدافعين عن حقوق الانسان عماد أبو شمسية، قال "إنه لم يتفاجأ بإطلاق سراح القاتل، وأن ما جرى مسرحية إسرائيلية بامتياز من أجل الالتفاف على محاكمة الجندي في المحاكم الدولية".
وتعرض أبو شمسية لسلسلة من الاعتداءات بعد انتشار فيديو الجريمة، بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم اعتقاله، وتعرض لتهديدات بالقتل سواءً على "الفيسبوك" أو من خلال الاتصال المباشر عليه من قبل المستوطنين، إضافة إلى توزيع صورة له كتب عليها "يجب التخلص من عماد أبو شمسية" ومنشورات أخرى تدعو إلى طرده هو وعائلته من حي "تل الرميدة" بالخليل.
ويمارس الاحتلال بحقه الاعتداءات والتنكيل بشكل يومي، من خلال الحواجز العسكرية الاسرائيلية، حيث يضطر للدخول أو الخروج عبر حاجز في شارع الشهداء، كما توجد نقطة عسكرية على سطح منزله، ونقطة أخرى على بعد أمتار من المنزل.
واضطر أبو شمسية أن يخرج اثنين من أبنائه من الحي إلى العيزرية بعد تعرضهما لوابل من الاعتداءات، حيث تعرض نجله عوني 19 عاماً إلى إطلاق نار وأصيب في قدميه، واعتداءات أخرى تعرض لها جميع أفراد عائلته من خلال الشتم والتفتيش والاحتجاز لساعات دون أسباب.
كما عرض على عماد بأن يخرج من "تل الرميدة" من قبل مؤسسات حقوقية من أجل ضمان سلامته، إلا أنه رفض تلك العروض وأصر على البقاء، فيما يواصل الاحتلال ومستوطنوه الاعتداء عليه وعلى عائلته، وكان آخر اعتداء لهم قبل 3 أسابيع.