نابلس: مؤتمر شعبي يحذر من خطورة المؤامرة التي تحاك ضد اللاجئين
حذر مؤتمرون اليوم الأربعاء، في مدينة نابلس، من خطورة المؤامرة التي تحاك ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين، وذلك خلال "المؤتمر الشعبي للدفاع عن قضايا اللاجئين: المؤامرة لن تمر"، الذي نظمته اللجنة الوطنية العليا لعودة اللاجئين "سنعود"؛ ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ70 للنكبة.
وقدمت خلال المؤتمر أربع أوراق تناولت الموقف السياسي من المؤامرة ضد قضية اللاجئين، ودور منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بـ"دائرة شؤون اللاجئين" في قضية اللاجئين، والدور الجماهيري والبعد الشعبي في حماية القضية، والواقع المعيشي للمخيمات في ظل تقليصات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وتحدث محافظ نابلس أكرم رجوب عن الموقف السياسي من المؤامرة على قضية اللاجئين، مؤكدا أن اللجوء الفلسطيني والموقف منه على مستوى القيادة الفلسطينية والعالم أصبح محكوما بقرارات الشرعية الدولية، التي أقرت أن هناك جريمة وقعت بحق الشعب الفلسطيني وتهجير حصل لعدد كبير من أبنائه، والذين وزعوا على عدد من دول العالم، بما فيها فلسطين التي احتلت عام 1967.
وأضاف "هناك جريمة واضحة وشهود عليها موزعين على كل دول العالم، وكانت قرارات الشرعية الدولية أقرت بذلك، وموقف القيادة الفلسطينية مرتبط بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة باللجوء الفلسطيني، وهي أحد الثوابت الفلسطينية التي تتمسك قيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بها".
وشدد رجوب على أن القيادة الفلسطينية لم تتراجع منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها المفاوضات السياسية حتى اليوم قيد أنملة في هذا الموضوع، متابعا "لدينا موقف واضح ورافض لكل التغييرات التي حصلت في الآونة الأخيرة".
وتابع: واضح أن هناك مؤامرة بدأت تتجلى في الآونة الأخيرة من خلال التغيير في السياسة الأمريكية التي بدأنا نلمسها وتطبيقها على أرض الواقع، وهذا الأمر بدأ يأخذ تداعيات على المستويين العربي والفلسطيني.
وأضاف رجوب، ان موقف الإدارة الأميركية الجديدة من القضية الفلسطينية لم يعد محافظا على المواقف التي كانت متمسكة بها الإدارات الأميركية السابقة بكل شيء، ليس فقط قضايا اللاجئين بل في قضايا موازية لها أيضا، كقضية القدس الشرقية العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وأحد الثوابت الفلسطينية.
وأشار إلى أن تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لخدماتها يأتي ضمن تداعيات السياسة الخارجية الأميركية الجديدة.
وتحدث مدير عام دائرة المخيمات في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الورقة الثانية ياسر أبو كشك، عن دور الدائرة وإنجازاتها، قائلا: "بعد 70 عاما من النكبة ما زال ملايين الفلسطينيين يعيشون في مخيمات، وثلثا الشعب مهجر ومشرد يعيشون في ظل نظم سياسية وبيئات اجتماعية واقتصادية متباينة في أرجاء العالم، ويتعرضون لنكبات جديدة من قتل واعتقال وتهجير".
وأضاف "داخل الوطن تتواصل جرائم واعتداءات الاحتلال عليهم، وفي الشتات مأساة اللاجئين في العراق عام 2003 ونزوح الآلاف منهم، وفي لبنان تدمير مخيم نهر البارد عام 2007 وتشريد سكانه، وفي سوريا لا أحد يعرف أين اللاجئون هناك، أكثر من 600 ألف لاجئ لا أحد يعرف أين هم، تم تدمير المخيمات في سوريا كما حال مخيم اليرموك".
تحدث عن دور دائرة شؤون اللاجئين في دعم صمود اللاجئين وحقوقهم، مشيرا إلى أنها عملت على توفير تمويل لتنفيذ مشاريع بنية تحتية وخدماتية لتحسين ظروف السكان داخل المخيمات، وعام 1993 تشكلت لجان المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشرف دائرة شؤون اللاجئين على تشكيلها وعملها التي تكون مهمتها تطوير مستوى الخدمات في المخيمات بمختلف المجالات الاجتماعية والخدماتية والسياسية.
وأشار إلى وجود 2.5 مليون لاجئ في الأردن يعيش 400 ألف منهم في 10 مخيمات، وفي لبنان 500 ألف لاجئ يعيش نصفهم في 12 مخيما، وفي سوريا 600 ألف لاجئ كان 200 ألف منهم يعيشون في تسعة مخيمات لكن لا أحد يعلم أين الفلسطينيين في سوريا اليوم.
وتحدث عن واقع اللاجئين الفلسطينيين في العراق الذين نزحوا بعد الحرب وبقوا لسنوات في الصحراء بعدما رفضت عدة دول عربية استقبالهم وهجروا إلى كندا ودول أوروبية أخرى.
وأوضح أبو كشك أن قرابة مليون لاجئ يعيشون في الضفة الغربية ربعهم يعيش في 19 مخيما تعترف بها الأونروا، و1.5 مليون لاجئ في قطاع غزة قرابة 600 ألف لاجئ منهم يعيشون بالمخيمات، منوها إلى أن قرابة 70% من سكان قطاع غزة لاجئين.
وأضاف أبو كشك أن أكثر من ستة ملايين لاجئ يعيشون في فلسطين والدول المضيفة، منهم مليون و600 ألف لاجئ يعيشون بالمخيمات، منوها الى أن 28-30% من اللاجئين في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان يعيشون في المخيمات.
وأشار إلى أن هدف المؤتمر إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين المتمثل بالعودة لقراهم ومدنهم التي هجروا منها، مؤكدا على أن العودة تعني عودة الأرض قبل الإنسان، وضرورة توفير الحياة الكريمة والخدمات اللازمة للاجئين حتى يستطيعوا تحقيق هدفهم بالعودة.
وتحدث عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس ماهر حرب، عن الدور الجماهيري في حماية قضية اللاجئين، مؤكدا على أن المؤامرة التي تحاك كبيرة وخطيرة، مشددا على ضرورة تشكيل رؤية وطنية منهجية لمواجهة المؤامرة القادمة ضد اللاجئين.
وتابع: لم تكن فكرة انعقاد المؤتمر وليد الصدفة بل ضرورة وطنية لانعقاده ويحمل عنوانا كبير "من جيل لجيل عن حق العودة والقدس لا بديل"، و"المؤامرة لن تمر" وهو مرتبط بجهد نضالي كفاحي على الأرض.
وأكد حرب" أن لجنة "سنعود" تؤكد ضرورة وجود الإطار الوطني الجامع للعمل بقضية اللاجئين على مستوى الوطن، والحفاظ على الأطر الوطنية الفاعلة في كل المحافظات، والتشبيك والتنسيق المستمر مع القيادة السياسية والحكومة الفلسطينية ووضعهم بصورة ما يجري وتحمل مسؤولياتهم اتجاه اللاجئين".
وشدد على ضرورة التوحد لممثلي اللاجئين الفلسطينيين ووضع مصلحة قضيتهم فوق المصالح الضيقة، وإسناد اتحاد العاملين العرب في الوكالة ودعمهم باتجاه إفراز اتحاد قادر على مواجهة التحديات في المرحلة القادمة والمخاطر التي سيتعرض لها العاملين بالوكالة.
ودعا إلى ضرورة تحقيق الالتزام الشامل من قبل العاملين بمؤسسات اللاجئين والعاملين بمؤسسات الوكالة؛ لما تقرره الإرادة الوطنية الجامعة ورفض ما يطلق عليه الحيادية.
وأكد ضرورة المشاركة الشعبية الواسعة في الفعاليات الداعمة لقضية اللاجئين، مؤكدا أن ذلك مهمة الفصائل ولجان الخدمات الشعبية ومؤسسات ومكونات العمل الوطني، ومتابعة كل التطورات الجارية ووضع البرامج المناسبة وتطوير أشكال ووسائل الفعل والالتزام بها.
من جهته، تحدث رئيس لجنة خدمات مخيم عسكر القديم حسني عودة، عن الواقع المعيشي للمخيمات في ظل تقليصات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قائلا إن المخيمات التي انشأت منذ قرابة 70 عاما مازالت على نفس البقعة الجغرافية ولم تتسع مساحتها رغم ازدياد عدد السكان فيها، ما أدى لضيق المساحات داخلها وانعكس على الحياة الصحية والتعليمية وانتشار الأمراض.
وأشار إلى أن الأهالي يعانون من البطالة القاتلة داخل المخيمات، والتي أدت لعزوف عدد كبير من ابناء المخيمات عن الزواج.
وتابع: منذ 20 عاما جاءت الوكالة بنظام الطوارئ واعتقدنا حينها أنها جاءت لإسعاف ابناء المخيم، لكنها كانت بداية المؤامرة ضد اللاجئين، منذ سنوات بدأت التقليص القاتل في كافة الملفات الأساسية كالصحة والتعليم.
وتحدث عن خطورة التقليصات التي اتخذتها الوكالة مؤخرا وإغلاق مستشفى قلقيلية وفصل معلمي الدبلوم وقضايا عديدة، مؤكدا أن أخطرها محاولة تغيير المنهاج الفلسطيني والعبث بالتشكيلات المدرسية.
وأكد أن ما يجري مجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين وتحويل قضيتهم من منظمة أخلاقية إنسانية "الأونروا" بإدارتها الحالية، إلى منظمة لا تعترف بحق توريث اللجوء واللاجئ الفلسطينية، في إشارة للمنظمة السامية لشؤون اللاجئين، محذرا من خطورة تلك الخطوة.