الطفل مجد حسين.. ساعات سوداء من "كابوس" الاعتقال
عيد ياسين
هي ساعات في اسر الاحتلال.. غير أنها ستظل كابوسا لن ينساه الطفل مجد حسين (12 عاما) من بلدة عزون شرق قلقيلية، بعد ان اختطفه جنود الاحتلال من احد المحال التجارية في البلدة، واقتادوه مكبل اليدين ومعصوب العينين.
الطفل حسين ابن الصف السابع، وبعد ساعات سوداء من العذاب في زنازين التحقيق، وجه رسالة طفولة منتهكة الى العالم أجمع، وللصليب الأحمر الدولي، وللهيئات المختصة بحقوق الإنسان، للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم خصوصا الاطفال منهم، الذين يذوقون الامرين ويتعرضون للاعتقال يوميا.
حسين الذي سرد قصته بعينين دامعتين، يقول:" أطفال الشعب الفلسطيني رجال قبل اوانهم، اجراءات الاحتلال التعسفية اجبرتهم على ذلك، المحتل لم يفرق بين أحد سواء كبير أم صغير ولم يسلم من شرهم حتى الشجر والحجر".
ويتحدث الطفل عن اعتقاله والطريقة الوحشية التي تعامل بها جنود الاحتلال معه وهو بصحبة صديقه، قائلا: "تفاجأنا بالجنود وهم يقتحمون المكان وينقضون علينا بوحشية، وسط صراخ وتهديد على مرأى ومسمع من المتواجدين هناك، وبدأوا بشتمنا وتهديدنا ومن ثم كبلوني وعصبوا عينيّ وسط ترديد عبارات باللغة العبرية لم افهم معناها حتى هذه اللحظة".
ويشير إلى أن جنود الاحتلال اعترضوا والده، وطلبوا منه مغادرة المنطقة بعدما حضر الى هناك، ومنعوه من اعطائه معطفا ليقي نفسه به من البرد، حيث كان الجو ماطرا.
ويتابع: "اجبروني على الصعود الى احد مركباتهم مبطوحا على بطني تحت أرجلهم، حتى وصلنا مركز توقيف كفر قدوم، وهناك استجوبوني تحت الصراخ والتهديد بحرماني من الدراسة والسجن لمدة طويلة، وطلبوا مني التعرف على صور شبان قالوا انهم مطلوبون لهم، أكدت لهم عدم معرفتي بهم".
ويضيف الطفل حسين: "بعدما تيقنوا من اني لا اعرف شيئا، قيدوني مرة أخرى، وعند حلول الساعة الخامسة من فجر أمس الثلاثاء، ورموني أمام المدخل الشمالي من البلدة، وغادروا المنطقة.
ويقول الناشط في مجال توثيق انتهاكات الاحتلال حسن شبيطة: "ازدادت وتيرة اعتقال الأطفال في عزون بشكل كبير، بحجج واهية وتهم جاهزة، وهي إلقاء الحجارة أو الزجاجات الفارغة".
ورصدت هيئة شؤون الأسرى تصاعدا خطيرا في استهداف الأطفال الفلسطينيين خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تضاعفت أرقام الاعتقالات وتزايدت الانتهاكات، والأحكام الجائرة الصادرة بحقهم، والغرامات المالية المفروضة عليهم من جهة.
وكان معدل الاعتقالات السنوية في صفوف الأطفال خلال العقد الماضي (2000-2010)، نحو (700) حالة سنويا، فيما ارتفع منذ العام 2011-2017 ليصل الى قرابة (1250) حالة اعتقال سنويا.
وسُجل منذ أكتوبر 2015 وحتى الأول من نيسان 2018 قرابة (4700) حالة اعتقال لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 11-18 عاما.
وخلال العام المنصرم 2017 اعتقلت قوات الاحتلال (1467) طفلا ذكورا وإناثا، شكلوا ما نسبته (21.8%) من مجموع الاعتقالات خلال العام نفسه، فيما سُجل اعتقال (386) طفلا منذ مطلع العام الجاري.