"اللاتينية".. دعم ثابت للقضية الفلسطينية
أسيل الأخرس
أحيت المواقف الرسمية لدول أميركا اللاتينية "فنزويلا، وتشيلي، وكوبا" الداعمة للمواقف الفلسطينية، آمال القيادة والشعب الفلسطيني بأن صوت الحق والعدالة لا يزال يصدح.
ففي الوقت التي تصعّد فيه الولايات المتحدة من إجراءاتها بإعلانها نقل السفارة الأميركية الى القدس، الا ان أميركا اللاتينية شكلت حالة سياسية لافتة داعمة للقضية الفلسطينية، رغم التغيرات المتتالية في الدول وحكوماتها وأحزابها، هذا ما قالته مدير إدارة الأميركيتين والكاريبي في وزارة الخارجية والمغتربين المستشار حنان جرار.
وأضافت، ان رئيس تشيلي سيباستيان بنييرا أكد خلال لقائه مع الرئيس محمود عباس دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية حرة، ومستقلة ذات سيادة، وتتمتع بحكم ذاتي، مشيرة إلى أن أهمية الزيارة تأتي في ظل ما تتعرض له فلسطين من تطورات سياسية، خاصة بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده الى القدس في 14 من الشهر الجاري.
وتابعت، ان العلاقات الفلسطينية- التشيلية ترجع الى مطلع التسعينيات، حيث افتتح مكتب لمنظمة التحرير في تشيلي، وفي 1994 تم تحويله الى ممثلية دائمة لفلسطين، وفي 1998 افتتحت تشيلي ممثلية لها في مدينة رام الله، موضحة أن الرئيس بنييرا اعترف بدولة فلسطين خلال فترة حكمه السابقة في 2011، وقام بزيارة دولة فلسطين، وتم إعادة انتخابه العام الماضي.
كما سيعقد الوفد المرافق له لقاءات مع المسؤولين في تشيلي، لبحث تبادل الخبرات بين البلدين، وتفعيل اللجنة الوزارية المشتركة الموقعة، وبحث إمكانية البدء بمشاورات اتفاقية تجارة حرة بينهما.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس بالجالية الفلسطينية، وأعضاء اتحاد الفيدراليات الفلسطينية في أميركا اللاتينية "كوبلاك"، مشيرة الى ان الجالية الفلسطينية تلعب دورا أساسيا، خاصة أن العديد من المسؤولين من أصول فلسطينية، والجالية تعمل بشكل منظم وتحافظ على هويتها، وثقافتها، الأمر الذي يظهر من خلال عمل المؤسسات التي تديرها "كوبلاك"، والنادي الفلسطيني.
وأشارت جرار إلى أن الزيارة تهدف الى مطالبة الحكومة التشيلية مساعدة فلسطين وحشد الدعم السياسي والدبلوماسي لدعم خطة السلام التي طرحها على مجلس الأمن الدولي، والتي اعتمدتها القمة العربية الأخيرة في السعودية، والداعية لعقد مؤتمر دولي للسلام، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، ونيل دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
ويشار إلى أن هناك مقولة تتردد بين الأحزاب اليمينية واليسارية التشيلية، "ان القضية الفلسطينية توحد الأحزاب على الرغم من اختلافاتها السياسية".
وتحدثت جرار الى ان الرئيس سيتوجه الى كوبا اليوم، في زيارة تأتي اهميتها من انها اول لقاء يجمع الرئيس عباس بنظيره الرئيس ميغيل دياز كانيل بعد أسبوعين على انتخابه بعد 60 عاما من حكم آل كاسترو.
ولفتت الى ان كوبا تعد داعما تاريخيا، والزيارة تصب في طلب الدعم السياسي من الأصدقاء التاريخيين، مشيرة الى انه سيعقد لقاء مع مفاصل مجلس الوزراء والدولة في كوبا.
وأشارت الى أبناء الجالية الفلسطينية هناك يقدر عددهم بنحو 4 آلاف، وأنهم يعملون ضمن الاتحاد العربي وهو تجمع للجاليات العربية، ويوجد مقرات للاتحاد تمثل التجمعات الرئيسية في بعض المحافظات الكوبية.
ولفتت جرار الى جذور العلاقات التاريخية الكوبية الفلسطينية، حيث ان كوبا الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947، كما انفردت من بين جميع هذه الدول بشجب العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران 1967، وطالبت بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة. وكان اعلان الرئيس الكوبي فيديل كاسترو في العام 1973 عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في المؤتمر الرابع لقمة عدم الانحياز، ومن ثم توالت مظاهر التأييد والدعم الكوبي للقضية الفلسطينية.
ومن المتوقع ان ينهي سيادته جولته في أميركا اللاتينية يوم 13 من الشهر الجاري.