غضب قادم نصرة للقدس
القدس المحتلة- بلال غيث كسواني:
تعم فلسطين المحتلة، اعتبارا من يوم غد الجمعة حتى الثلاثاء المقبل، فعاليات "الغضب الشعبي" العارم ضد نقل السفارة الأميركية إلى قلب مدينة القدس المحتلة، وبما يبُعد لنحو كيلومترين عن المسجد الأقصى المبارك، حسب اللافتات المنصوبة عند الطرق المؤدية إليها، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة لقمع "مسيرات العودة" التي تتزامن مع الذكرى السبعين لـــ"النكبة".
وعلى وقع ترتيبات الاحتلال الجارية للاحتفاء "بالنقل"؛ يتقاطر الشعب الفلسطيني، من مختلف أرجاء الوطن المحتل، صوب الأنشطة والفعاليات الحاشدة التي أعلنت عنها القوى الوطنية والإسلامية، وصولا إلى مسيرة العودة الكبرى، في 15 أيار الجاري، تجاه الأراضي المحتلة عام 1948.
وتشهد مدينة بيت لحم، الانطلاقة من مخيم العودة للاجئين الفلسطينيين، عبر نصب الخيام الاحتجاجية عند بوابات القدس المحتلة، وتنظيم المسيرات والتظاهرات الغاضبة ضد القرار الأميركي بشأن القدس المحتلة، ضمن برنامج حافل للجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة.
وتصل الفعاليات الجماهيرية ذروتها، عند "النقاط الحدودية بين عامي 1948 و1967، ومحاولات الشبان الفلسطينيين التوجه للمدن المحتلة عام 1948" في الضفة الغربية بحسب ما قال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية عبد الله أبو رحمة.
وأضاف ان "زخم الفعاليات الاحتجاجية يتصاعد خلال الأيام المقبلة والسابقة على ذكرى "النكبة"، من خلال تنظيم المهرجانات المركزية ومسيرات العودة عند بوابات القدس، في منطقة حاجز قلنديا".
وبموازاة ذلك؛ تجري الاستعدادات اللازمة في قطاع غزة للترتيب لأكبر مسيرة غير مسبوقة، حيث "سيهب جموع أهالي القطاع، يوم الثلاثاء المقبل، نحو السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948".
وطالبت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، "المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لوقف آلة القتل، لا سيما في ظل التهديدات المتواصلة بمزيد من القتل، وتقديم المسؤولين عن ذلك للعدالة".
ودعت الهيئة، في مؤتمر صحفي، إلى "مساندة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير، ورفع الحصار الإسرائيلي فورا عن قطاع غزة ومن دون شروط".
وكانت سلطات الاحتلال اتخذت الإجراءات اللازمة للاحتفاء لمناسبة نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، بمشاركة كبار المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولين من الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي.
وقالت الولايات المتحدة الأميركية إنها ستستخدم المقر للقنصلية الأميركية في القدس المحتلة كمقر مؤقت للسفارة لحين إقامة سفارة جديدة في المدينة، الأمر الذي قد يستغرق سنوات.
في هذا السياق، أشار سفير منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي، إلى أن قرار نقل السفارة لا يعطي الشرعية للاحتلال، لأنه يناقض القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ولفت إلى أن إسرائيل تعتقد أن هذا القرار سيعطيها الضوء الأخضر لإنهاء ملف القدس، وجعل المعركة معركة سيادة على الأرض.
في سياق متصل، جدد الأردن، موقفه الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القاضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
جاء ذلك خلال تعليق لوزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في تصريح عبر الإذاعة الرسمية الأردنية، على تغريدة لترمب.
وقال المومني إن "القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس هو قرار باطل ومنعدم الأثر القانوني، ويضر عملية السلام ولا يخدم سوى القوى المتطرفة".