محللون عرب: نقل السفارة الأميركية يهدد استقرار المنطقة
- طالبوا بتحرك عربي ودولي لتثبيت مبدأ حل الدولتين
- أسيل الأخرس
في تحدٍ صارخ للقانون الدولي، تتواصل الاستعدادات لنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، يوم غدٍ الاثنين، رغم الجهود التي مارستها القيادة الفلسطينية على المستويين السياسي، والدبلوماسي، للحيلولة دون تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووسط تنديد عربي ودولي واسع.
أستاذة العلاقات الدولية في جامعة القاهرة نورهان الشيخ قالت في اتصال هاتفي لـ"وفا"، ان اعلان ترمب مخالف للقانون الدولي، وللشرعية الدولية، ويضرب عرض الحائط بإرادة المجتمع الدولي، كما يعد اجحافا بحقوق الفلسطينيين، محذرة من تداعيات ذلك على استقرار المنطقة.
وبهذا الخصوص، أوضحت أن نقل السفارة إلى مدينة القدس المحتلة سيؤدي الى تصعيد في الشرق الأوسط، في ظل التحديدات والمستجدات التي تمر بها المنطقة، نتيجة للأزمة التي تمر بها الدول العربية، وخطورة تقارب عدد من الدول العربية مع إسرائيل.
وأضافت، ان الموقف العربي والدولي ليس على مستوى الحدث، وهناك غضب في العالمين العربي والإسلامي على المستوى الشعبي، ورغم ذلك فالردود الشعبية أقوى من التي تمثلها المواقف الرسمية.
وأشارت إلى أن هذه مرحلة خطيرة تتطلب الترفع عن العداءات الضيقة، لمواجهة مسؤولية تاريخية، والتاريخ لن يسامح الضعفاء.
من جهته، يرى مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية في لبنان سامي نادر، أن خطورة القرار تكمن في أنه يأتي من خارج مظلة القانون الدولي، ويضرب التوافق التاريخي والأممي التي اتفقت عليه الدول كحد أدنى.
وأضاف، بالرغم من عدم التوصل الى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الا أن الاتفاق كان تحييد مسألة القدس، والمحافظة على الطابع الخاص فيها، معتبرا أن قرار "ترمب" إضاعة لهذا التوافق التاريخي، ويفتح الباب نحو المجهول، ولن يساعد في التوصل الى تسوية، ولا إلى حل عادل، يقود إلى الاستقرار.
وأشار نادر إلى أن المواقف العربية مشغولة في صراعات أخرى داخلية، وإقليمية، مؤكدا أن الموقف العربي الرسمي والشعبي موحد، والكل يعترف بأحقية فلسطين، الا ان الاختلاف يكمن في طريقة مواجهة القرار والسياسات الأميركية المنحازة.
وأكد ان هناك نافذة لفرصة لحل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين، وذلك من خلال ردود الفعل الرسمية، والشعبية العربية، ودورها في أن تدفع لإعادة تفعيل حل الدولتين، على أساس قرارات الشرعية الدولية.
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا احمد حسن، ان نقل السفارة الأميركية تحدٍ لكل القوانين والأعراف الدولية، وترتكب بذلك أخطاءً قانونية، ودبلوماسية، مشيرا إلى أن الاحتفال بنقل السفارة الذي يجرى منذ أيام "مثير للانتباه"، خاصة مع مشاركة 250 مسؤولا أميركيا، في رسالة تنم عن عدم احترام الالتزامات الدولية، واستهتار بالقانون الدولي".
وأشار الى ان انشغال المنطقة العربية بما يجري في أراضيها، سبب رئيسي في تعمد الولايات المتحدة باتخاذ القرار دون أي اعتبار لرود الأفعال والمشاعر العربية.
وعن الدور العربي حيال ما يجري، طالب بضرورة اتخاذ اجراءات اقتصادية من شأنها أن توقف التعاون الاقتصادي، ومشروعات الاستثمار مع الولايات المتحدة.
وتحدث السفير حسن عن أن الولايات المتحدة تخلت عن مبدأ حل الدولتين، وصفقة "القرن الكبرى" أكذوبة دولة بلا حدود، وبقاء المستوطنات، وكل هذا يجعل منها اكذوبة.