العودة أمل تتوارثه الأجيال
جويد التميمي
الخامس عشر من شهر أيار/ مايو من كل عام، ذكرى تحمل معها ألم التهجير وسرقة الأرض والوطن، ومناسبة يجدد فيها أبناء شعبنا الفلسطيني الأمل بالعودة إلى ديارهم، التي هجروا منها بفعل مجازر العصابات الصهيونية.
بصوت خافت يملأه الألم والحسرة، تستعيد نعمة إبراهيم محمد ماضي (53 عاما) من مخيم العروب شمال مدينة الخليل، ما كانت ترويه لها والدتها من ذكريات عن قرية عجور الواقعة شمال غرب محافظة الخليل، والتي دمرتها العصابات الصهيونية عام 1948.
وتقول الحاجة ماضي وهي ام لشهيد: "في جميع جلساتنا كنا نستحضر وما زلنا كارثة النكبة عام 1948، فالكيان الصهيوني وعصاباته لا زالوا يرددون مقولة غولدا مئير "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وأنا أقول هذا غير صحيح لأن أبناءنا نمت في نفوسهم كما نما فينا حب الوطن، وها نحن نتوارث هذا الحب جيلا بعد جيل، وبالنسبة لنا ولهم العودة حق مقدس ومسألة وقت".
وأضاف: "سنعود إلى عجور، وعراق المنشية، وزكريا، وحيفا، ويافا، وعكا، والى كل شبر هُجرنا منه بالقوة، 53 عاما مضت وأنا أعدها يوما بعد يوم وحلم العودة لا يفارقني، وانت والدتي دائما تذكرنا بما قيل للمواطنين قبل أن يهجروا من قراهم، حيث كان يقال لهم: "اخرجوا من قراكم ومدنكم شهرين وبترجعوا، ولليوم ما ارجعنا".
وتقول: "نحن نقطن قرب الطريق الالتفافي في مخيم العروب، الذي أقيم بمنطقة تعرف بـواد الصقيع عام 1949، بمحاذاة الشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي القدس والخليل، ويتوسط بلدة بيت فجار شمالا، وبلدتي الشيوخ وسعير شرقا، وبلدة بيت أمر غربا، صحيح أنها منطقة حيوية وجميلة لكن الحياة في المخيم لا استقرار ولا أملاك فيها سوى مفاتيح بيوتنا الأصلية في قرانا، وما زلنا نحافظ عليها حتى يومنا هذا، مثل الأمل بالعودة لا يفارقنا".
وتختتم الحاجة نعمة، بالقول: "سنعود قريبا وكما كان يردد الرئيس الشهيد ياسر عرفات دائما عن العودة والتحرير "سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار وكنائس ومآذن القدس، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون".
ويقول رئيس ملتقى المثقفين المقدسي طلال أبو عفيفة (65 عاما): "عائلتي هُجرت من قرية تل الصافي قضاء الخليل، وما زلنا نحلم بالعودة، ومن أهم المقتنيات الموجودة لدينا ولن نفرط فيها، مفاتيح بيوتنا التي غادرها أجدادنا وآباؤنا، نحن ما زلنا نأمل بالعودة إليها، كما نحتفظ بشهادات الميلاد وشهادات ملكية أراضينا وأدوات صناعة القهوة والمطحنة وغيرها، نحن كما جميع من هجروا لن نفقد الأمل في العودة إلى قرانا لأن حق العودة لا يسقط بالتقادم".
ويضيف أبو عفيفة: "كلنا أمل أن ينهض العرب والمسلمون لاستعادة تل الصافي الذي كان عدد سكانه حين هجروا منه 1500 نسمة، واستعادة كافة الأراضي التي احتلتها العصابات الإسرائيلية وخاصة القدس أرض السلام أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام".