"اليوم الأسود"
إيهاب الريماوي
منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، والاعتداءات الإسرائيلية تتواصل بحقها، وبلغت ذروتها اليوم، بنقل السفارة الأميركية إليها، رغم التنديد والرفض على مستوى القيادة الفلسطينية، وشعبنا، أو على المستويين العربي والدولي على السواء.
اليوم ينفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعده بنقل السفارة إلى القدس، والحكومة الاسرائيلية وكل قادة الاحتلال يعتبرونه "الرئيس الأفضل والأكثر قربا لها منذ عشرات السنين".
أمس الأحد كان الأصعب منذ أشهر في القدس، من حيث ارتفاع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث اقتحم أكثر من 2000 مستوطن باحات المسجد، وعلى دفعات، واحتفلوا بذكرى احتلال القدس ونقل السفارة الاميركية أمام باب العامود، واعتدوا على المقدسيين وهاجموا النساء، استباحوا كل شيء، في ظل صمود ورفض مقدسي واسع.
"منذ أمس ونحن في مواجهات مستمرة مع الاحتلال، وهذا اليوم سنستمر، فالقمع الذي حصل والإصابات والاعتقالات لا تبشر بخير". تقول الناشطة المقدسية عبير زياد.
وتضيف" مع طلوع صباح اليوم باشر الاحتلال الاسرائيلي بإغلاق الشوارع، وإقامة الحواجز في مختلف الطرقات، خاصة المؤدية إلى مكان السفارة الاميركية"، معربة عن أملها أن يلاقي أهالي القدس الدعم من كافة مناطق فلسطين، من الضفة وقطاع غزة وداخل أراضي عام 48.
عبير التي تعرضت للضرب والاعتداء يوم أمس في باحات الأقصى، تستعد ليوم آخر من المواجهة مع الاحتلال، وتصف أمس "بالأصعب" الذي يمر على مدينة القدس منذ فترة طويلة، ودعت إلى مد يد الدعم وأن لا يتركوا لوحدهم.
رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري قال إن مسيرة تنطلق الساعة الرابعة عصراً باتجاه مقر السفارة الأميركية، لكنه يتوقع بأن لا يسمح لها بالوصول إلى المكان، إلا أن المتظاهرين سيعتصمون عند أقرب نقطة عسكرية إسرائيلية، يضطرون للوقوف عندها، من أجل التأكيد على رفض نقل السفارة.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال حولت مدينة القدس إلى سجن كبير، بنشر الحواجز العسكرية في محيط السفارة، وكافة الطرقات.
ويتابع: كل التحركات السياسية والمواقف الدولية لم تثن الولايات المتحدة الأميركية بالتراجع عن قرارها، وواضح أنها وضعت نفسها في موقع المسؤولية القانونية بمخالفتها الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، والذي أفقدها مركزها كثقل في أي عملية سياسية قادمة، ليس فقط فيما يتعلق بالملف الفلسطيني إنما فيما يتعلق بالمنطقة".
أما ممثل منظمة التعاون الاسلامي لدى دولة فلسطين السفير أحمد الرويضي فيؤكد أن من يحدد مصير القدس ليست الولايات المتحدة الأميركية، بل الشعب الفلسطيني، فالقدس هي عاصمة لدولة فلسطين، ووجود إسرائيل فيها هو وجود كقوة احتلال.
وعن الردود لنقل السفارة، يقول: إن التركيز سينصب على استمرار العمل السياسي ومبادرة الرئيس محمود عباس من خلال عقد مؤتمر متعدد الأطراف.
كما سيواصل العمل سياسيا في إطار المنظمات الدولية، وأن أي أساس لحل الصراع سيكون على أساس إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.
الرويضي يشدد على أهمية دعم صمود المقدسيين في هذه اللحظات الصعبة، من خلال توفير الدعم ومقومات الصمود لهم وللمؤسسات، ودعا وسائل الإعلام إلى إعطاء القدس ثقلها الحقيقي، ونقل طبيعة الأحداث الجارية فيها للعالم.