الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ينحتون في الصخر..

رجال يعملون على بناء روضة في الاغوار حيث تنعدم البنية التحتية بسبب القيود الاسرائيلية جميل ضبابات
السادسة صباحا. إنه وقت شرب الشاي مع الحليب، بالنسبة للطفلين نور وسليمان أبو الزيت وبعدها سينطلقان إلى هذا الفضاء الغوري المفتوح.. يلهوان بالتراب.
لكن حتى ينتهي هؤلاء الرجال من بناء هذه العريشة الصغيرة، وهي أول رياض أطفال تبنى في المضارب الرعوية. سيظل الأطفال هنا يعيشون أيام الستينيات والسبعينيات، حين لم يكن في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية الكثير من رياض الأطفال.. " إننا نبني روضة. روضة جديدة" قال عثمان أبو الزيت والد الطفلين فيما كان يجمع الحصى والحجارة هو ورجال آخرون من سفح جبل قريب.
ويعمل بضعة رجال وشبان على بناء روضة في تجمع زراعي في منطقة الفارسية في وادي المالح. وهي المنشأة الأولى التي يستفيد منها الأطفال في هذه المنطقة التي تقع ضمن مناطق (ج) حسب اتفاقات اوسلو حيث يمنع البناء بتاتا إلا بإذن إسرائيلي.
الساعة الآن السابعة. المزراعون، رجالا ونساء، يذهبون إلى حقولهم للعمل ساعات طويلة. بدأت ضوضاء الجرارات الزراعية. لكن الاطفال يلحقون ذويهم. فلا مكان في المضارب يؤويهم.
وقال عارف دراغمة رئيس المجلس المحلي في المنطقة" نبني هنا روضة للأطفال من الجبال والطرقات الترابية. سنبني روضة أخرى في مضارب اخرى".
ويقطع الرجال بعض الحجارة الصلدم الكبيرة الى قطع صغيرة لرصفها في المحيط. انهم ينحتون في الصخر لتعليم ابنائهم ان نجحت الفكرة.
ولا يعلم الرجال الذي يتقاضون اجرهم جراء العمل في البناء من مؤسسة اجنبية تشغل العمال هنا اذا ما كان هناك معلمات سيقمن بتدريس الاطفال في الروضة. لكن جل همهم هو جمع الاطفال من النزل الخيشية ووضعهم في مكان اخر. لكن رئيس المجلس قال "سنطلب في البداية متطوعات تخرجن من الجامعة وبعد ذلك سنعمل على الطلب من الحكومة المساعدة".
وقال الرجل، "طلبنا من قبل مساعدة من مؤسسات دولية تعنى في الاطفال، لكنها لم تستجت. نأمل بأن تساعدنا الحكومة. نأمل بأن يأتي رئيس الحكومة سلام فياض إلى هنا ليرى ما نعمل".
وفي الفارسية المنطقة الزراعية التي يسكن فيها أيضا رعاة، هناك نحو 30 عائلة تسكن في بيوت من الخيش والصفيح، ولا يوجد اي مسكن اسمنتي واحد في الخربة التي دمرها الجيش الاسرائيلي اكثر من مرة وترك سكانها في العراء.
وقال ابو الزيت، "نحن سنكمل بناء الروضة. قد يأتي اولاد وبنات. قد تكون مفيدة لجمعهم عدة ساعات من الطرقات الترابية والمزارع".
وتترامى في جهة الشرق مزارع خضروات وهناك ثمة قطعان الماشية من جهة الغرب تصعد جبال جرداء من الشجر. وقال عثمان "نحن نعمل هنا. نزرع ونقلع ونريد أن نضع اطفالنا هنا".
ولن يستخدم الرجال اي مواد اسمنتية في بناء الروضة. فقط سيعملون على رصف الارضية بالاسمنت تحت اقدام الاطفال. وقال دراغمة "يحظر البناء هنا. هذا البناء يمكن ان يهدم في اي وقت". ويقول الرجال انهم غير آبهين بالهدم. انهم فقط يريدون اكمال بناء الهيكل الحديدي وتغطيته بطبقة بلاستيك وخيش.
ويقول عادل العوض وهو راع من المنطقة إن واحدا من أبنائه الخمسة يبقى في النزل الخيشي، لذلك هو فرح ببناء هذه الروضة" بعد انتهاء البناء سأحضر الطفل الى هنا".
لن يختلف الامر كثيرا بالنسبة للاطفال، فحبال نزل ذويهم مربوطة الى اوتاد قريبة من الزوايا الحديدة للروضة المفترضة، فالامر مرتبط في تجميع الاطفال في مكان واحد. سليمان ونور يلهوان مرة في باحة مزلهما ومرة اخرى في باحة الروضة التي يرصف الرجال ساحتها.
وتحظر اسرائيل البناء في هذه المناطق. وتهدم كل ما يتم بناؤه. وقال علان لافي من المجلس المحلي الذي يضم التجمعات الروعية" نحن نعلم انهم قد يأتون الى هنا ويهدمون كل شيء، لكننا سنستمر في البناء".
وجاءت قيود البناء نتيجة اتفاق أوسلو الذي اعتبر أن 95% من أراضي الأغوار مناطق "ج"، والتي تسيطر فيها المجالس الإقليمية للمستوطنات على 50% من الأغوار، بينما تصنف 44% من الأراضي إلى مناطق عسكرية مغلقة، ما يعني أن الفلسطينيين المقيمين في مناطق "ج" عليهم أخذ الإذن من الإدارة المدنية الإسرائيلية لأغراض البناء والإنشاء. ووفق تقرير دولي أخير استندت إليه الدراسة .
فقد تبين حسب دراسة حديثة أن 31% من الفلسطينيين تعرضوا للتهجير المؤقت والدائم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد تصاعد الأمر ما بين عامي 2010-2011 حيث تم إصدار 350 قرار هدم، وإخلاء، وإنذارات استهدفت 11 تجمعا مختلفا في وادي الأردن.
وقال لافي فيما كان يشير إلى مجموعة من المنازل الخيشية في المحيط "هنا كل شيء هدم. وهناك انذارات كثيرة في الهدم. لكننا سنبني".
وليس هناك ثمة اي بنية تحتية يمكن للسكان الاستفادة منها. لا كهرباء ولا شبكات مياه منزلية ولا حتى طرقات مرصوفة بـ"البيسكورس"، لكن هناك اطفالا يلهون في التراب فرحين بيوم مشمس.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025