بأي ذنب قتلت ليلى!
زكريا المدهون
لم تعلم مريم أبو غبن (18 عاماً) أن ذهابها للمشاركة في مسيرات العودة الكبرى السلمية شرق مدينة غزة سيحرمها الى الأبد من فلذة كبدها التي استشهدت جرّاء استنشاق غازات سامة أطلقتها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
فجر اليوم أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد الرضيعة ليلى الغندور (8 شهور) ليرتفع عدد شهداء الأمس الى 60 شهيدا وأكثر من ألفي جريح.
"ذهبتُ للمشاركة في المسيرات السلمية وجلستُ وليلى في حضني في مكان آمن بعيدا جداً عن قوات الاحتلال" تقول مريم التي تقطن حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
واستخدمت قوات الاحتلال أمس، القوة بشكل مميت بحق المشاركين السلميين ما أوقع هذا العدد الكبير من الضحايا كما أكدت وزارة الصحة وجهات حقوقية محلية ودولية.
وتتساءل الوالدة المكلومة وهي تمسح دموعها في بيتهم المتواضع، "ما ذنب الطفلة البريئة، ماذا فعلت لهم ليستهدفوها بغازاتهم السامة؟"
وتابعت بحسرة لـ "وفا"،" سنفقد ليلى ولن نسمع صوتها الذي كان يملأ الدار"، داعية الى محاسبة قوات الاحتلال التي تقتل الرضع والأطفال.
وتستخدم قوات الاحتلال الاسرائيلي في قمعها للمسيرات السلمية طائرات صغيرة مسيّرة لرمي المواطنين السلميين بكثافة بالغازات السامة.
مريم هي الطفلة الوحيدة لأسرتها بعد أن فقدت قبل نحو عامين طفل توفي في ظروف طبيعية.
وارتقى منذ الثلاثين من الشهر الماضي أكثر من مائة مواطن وأصيب الآلاف بجراح مختلفة بينهم العشرات من الأطفال.
وأعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عن استيائها من "قتل" وجرح العشرات من المدنيين الفلسطينيين أمس في غزة، ومن ضمنهم أطفال، وأدانت الاستخدام المفرط للقوة، وأعربت عن تأييدها لإجراء تحقيق دولي.
بدوره، أعرب والد الشهيدة أنور الغندور عن حزنه وألمه الشديد لفقدانه طفلته الوحيدة التي لم تشكل خطراً على جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين كانوا يطلقون النار والغازات السامة بشكل عشوائي.
وأضاف الغندور والحزن الشديد مرسوم على محياه، "ليلى ذهبت مع والدتها للمشاركة في مسيرات سلمية عند "دوار ملكة" شرق مدينة غزة وجلست الأم وطفلتها في مكان آمن وبعيدا عن أعين جنود الاحتلال لكن غازاتهم السامة وصلتها وقتلتها".
وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت قوة نار فتاكة ومميتة شرق قطاع غزة.
وأشار المركز، الى إطلاق جنود الاحتلال وابلاً من الرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز بكثافة من الطائرات والجيبات العسكرية والمواقع المنتشرة على طول الشريط، وقذائف المدفعية، وبدون توقف باتجاه المنطقة بأكملها وليس فقط باتجاه من يقتربون من الشريط الحدودي.
وتشير احصاءات وزارة الصحة الى أنه منذ انطلاق شرارة مسيرات العودة الكبرى في الثلاثين من الشهر الماضي، استشهد أكثر من ستة أطفال دون 18عاماً، إضافة إلى إصابة أكثر من مائتي طفل وثمان وسبعين سيدة.