جنوب افريقيا وتركيا: تغلب الضمير على المصالح
أسيل الأخرس
صمت عالمي مريب إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا، وجرائمه بحق القانون الدولي من خلال نقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس المحتلة، إلا أن أصحاب الضمير الحي من قادة سياسيين وشعوب قالوا كلمتهم، وسحبوا سفرائهم.
بعد ساعات من اندلاع المواجهات على الشريط الحدودي في قطاع غزة، واستشهاد 58 متظاهرا سلميا في مسيرة، تزامنت مع افتتاح السفارة. جنوب افريقيا تقرر سحب سفيرها من إسرائيل، فيما قررت تركيا استدعاء سفيريها في واشنطن وتل ابيب.
سفير فلسطين لدى جنوب افريقيا هاشم الدجاني قال لـ"وفا"، "إن الحراك والزخم على الأرض ينجح الجهود الدبلوماسية، ويحفز الضمير الإنساني على الوقوف عند مسؤولياته الأخلاقية".
وأضاف، "فلسطين رحبت بموقف وزارة الخارجية الجنوب افريقية التي أصدرت بيان سحب سفيرها من إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة، معتبرا "انها خطوة مهمة عبرت فيها عن رفضها لإصرار إسرائيل على عدم تنفيذ حق تقرير المصير، أو الالتزام بالقانون الدولي".
وأشار إلى "أن أهمية موقف الدول والحكومات الرافضة للسياسات الإسرائيلية من شأنه ان يوقف القمع والعنف الإسرائيلي بحق المواطنين العزل، ويمنع تواصل سرقة الأراضي، ويدفعها للالتزام بالقانون الدولي".
وتابع: وحزب المعارضة ((EFF ومؤسسات التضامن طالبت ان تأخذ جنوب أفريقيا زمام المبادرة، وتطرد السفير الإسرائيلي.
وعن الموقف الرسمي، قال، ان المؤتمر الوطني الافريقي لجنوب افريقيا (ANC ) قرر في كانون الأول الماضي، وتحديدا خلال مؤتمره الأخير، تخفيض مستوى سفارة افريقيا لدى إسرائيل الى مستوى بعثة، والقرار لم يطبق بعد، ولكن هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة أمس تعني انها في طريقها لتنفيذ قراراتها السابقة من خلال استدعاء سفيرها.
وتابع: الفعاليات في جنوب افريقيا مستمرة دعما لفلسطين منذ يوم الأرض، واليوم هناك مظاهرة كبرى في مدينة "كيب تاون" تنطلق من مركز المدينة الى البرلمان"، وستشارك فيها شخصيات حزبية وبرلمانية، وهناك مظاهرة أمام السفارة الأميركية في جوهانسبرغ.
وأشار إلى أن حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها "BDS" نصبت خيمة تضامن تضم شرائح مختلفة، من أعرا ق، وأديان، من مسلمين، ومسيحيين، ويهود، وسيخ، ومتضامنين، وفي بيان صادر عن الاتحاد الوطني لنقابات عمال الحديد في جنوب افريقيا أدان جرائم الاحتلال التي وصفها "بالصهيونية"، والوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
"منظمة التحرير تربطها بالقارة الأفريقية علاقات تاريخية قوية، خصوصا مع جنوب افريقيا التي تجمعها علاقات مبنية على النضال والمعاناة المشتركين، والشهيد القائد ياسر عرفات كانت له علاقات مع كافة حركات التحرر، وقدمت منظمة التحرير مساعدات للشعب الجنوب افريقي في نضالهم، ضد سياسة الفصل العنصري، والآن جنوب افريقيا تتذكر موقف منظمة التحرير، وترد الجميل" أضاف.
وطالب بضرورة إنهاء الانقسام لتعزيز موقف فلسطين أمام العالم، خاصة في ظل ضعف المواقف العربية، التي تؤثر سلبا على موقف دول العالم.
من جانبه، قال سفير فلسطين لدى تركيا فايد مصطفي، "هناك تعاطف كبير على المستويين الشعبي والرسمي التركي مع الأحداث الدائرة في فلسطين، وتحديدا نقل السفارة الأميركية الى القدس، والمجزرة بحق أهلنا في قطاع غزة، كما أعلنت تركيا الحداد، وتنكيس الأعلام".
وأضاف، لتركيا موقف متقدم رسميا وشعبيا، حيث جابت مسيرات خرج فيها الآلاف في إسطنبول، وأنقرة، وأضنا، وتم رشق السفارتين الأميركية والإسرائيلية بالحجارة، وعلى المستوى الرسمي فان الرئيس رجب طيب اردوغان اتصل هاتفيا بالرئيس محمود عباس، كما اتصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيره رياض المالكي، وذلك لتقييم الموقف وتنسيق الجهود، لتحديد الخطوات التي القادمة التي نسير فيها معا.
ولفت إلى أن موقف تركيا يتطابق مع موقف القيادة الفلسطينية منذ اللحظات الأولى لإعلان ترمب في كانون الماضي ان القدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل سفارة بلاده الى القدس، مشيرا إلى أن الرئيس اردوغان دعا إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الجمعة القادم، ويجري اتصالاته على مستوى العالم للجم العدوان الإسرائيلي ضد شعبنا.
وأشار إلى أن المدن التركية ستشهد اليوم مسيرات مليونية، والبرلمان التركي سيعقد جلسة خاصة لمناقشة التطورات في فلسطين، كما تقرر ارسال مساعدات طبية عاجلة من خلال الهلال الأحمر التركي لقطاع غزة.