النكبة التي سرقت مدرستي
لنا حجازي
لم تغادر النكبة ذاكرة صوفي يوسف ابنة الـ85 عاماً، فقد كانت انقلاباً لحياتها وكانت أكبر خديعة مرت عليها. كانت عائلتها تعتقد أن ترك منزلهم في القدس أمر مؤقت وأنهم سيعودون بعد فترة قصيرة.
أمها التي ولدت وترعرعت في بلدة عين كارم فائقة الجمال، بقي قلبها معلقاً ببلدتها وكانت بعد نكسة 1967 تذهب لزيارتها مع أقاربها كلما سنحت لها الفرصة، لتعود والدموع تملأ عينيها.
أما والدها المصور، فقد سرقت النكبة منه بلاده والاستقرار وقوت أبنائه واستوديو التصوير الذي كان يفخر به ويتباهى بأثواب المدن الفلسطينية التي جمعها من كل أنحاء فلسطين ليصور بها زبائنه.
كان وقع النكبة مدوياً في كل القلوب، فلمن كانت ستشكو صوفي خسارتها لمدرستها، التي ظلت مؤمنة بأن الرجوع إليها أمر حتمي بعد أن لجأت عائلتها إلى بيت جالا، حتى تعدى عمرها كل مراحل المدرسة وباتت حلماً من سراب.