غزة تشيع شهداء العودة
خضر الزعنون
في مواكب جنائزية مهيبة، وسط حالة من الحزن والغضب، شيعت جماهير قطاع غزة، جثامين كوكبة من الشهداء، الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، لدى مشاركتهم بمسيرات العودة والاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، إلى مثواهم الأخير.
واستشهد 62 مواطناً بينهم 8 أطفال وطفلة رضيعة، وأصيب 2771 آخرين بينهم أكثر من 100حالة حرجة جداً وخطيرة، خلال قمع قوات الاحتلال المميت لعشرات آلاف المواطنين المشاركين في مسيرات العودة السلمية والاحتجاج على نقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس، على امتداد الشريط الحدودي شمال وشرق القطاع.
ووسط اجواء من الحزن والتنديد بمجزرة الاحتلال ضد المواطنين في غزة، ودعت أسرة الشهيد يزن ابراهيم طوباسي (23 عاما) ابنها يزن، الذي استشهد برصاص قناصة الاحتلال شرق مدينة غزة خلال مشاركته في مسيرات العودة.
وقالت والدة الشهيد يزن منال لـ"وفا": "لم اكن أعرف بخبر استشهاده ابني يزن، علمنا في البداية انه مصاب ونقل إلى المستشفى، ثم أخبرونا ان وضعه حرج".
وأضافت منال وهي من بلدة يعبد في جنين شمال الضفة الغربية: "ابني كان يشارك في مسيرات سلمية لكن قوات الاحتلال تعمدت قتل الناس العزل، دون ذنب".
أما إبراهيم والد الشهيد يزن، قال: "أزف اليوم أبني عريسا، وأنا سعيد أنه شهيد وأنا ابن شهيد، هذا وسام اعتز فيه والحمد لله، ابني كعشرات الشهداء الذين ارتقوا من اجل فلسطين ومن أجل القدس نحن كلنا فداها".
وأكد طوباسي لـ"وفا"، أن نجله يزن متزوج ولديه طفل عمره عام وثلاثة شهور، "نحن جيلاً بعد جيل سنبقى في أرضنا وسنعود إلى مدننا وقرانا، وهذا الجيل ما بيموت وشعب فلسطين".
من جهتها، عبرت أسرة الشهيد الرضيعة ليلى أنور الغندور (8شهور)، لحظة وداعها الأخير عن غضبها من قمع الاحتلال المميت للمشاركين في المسيرات السلمية، واستخدام الرصاص والغاز السام ضد المدنيين الأبرياء.
وشهدت مختلف مدن قطاع غزة، تشييع جنازات للشهداء، بمشاركة آلاف المواطنين، وسط حالة من التنديد بجرائم الاحتلال ضد المدنيين العزل، تزامناً مع الذكرى السبعين للنكبة التي حلت بشعبنا عام 48.