البيان الختامي لــ"مؤتمر القاهرة لاغاثة غزة" يندد باستمرار إسرائيل في تقييد النفاذ الإنساني للقطاع    سيناتور أميركي: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غزة    شهداء ومصابون في تجدد الغارات الإسرائيلية على لبنان    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية  

الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية

الآن

فادي أبو صلاح.. شجاعة الشجعان

حاتم ابو دقة ......... لم يكن الشاب فادي حسن أبو صلاح، يعلم، وربما لم يخطر له في بال يوما، أن مرور عشر سنوات على اصابته بشظايا صاروخ إسرائيلي، ستكون ذات الذكرى باستشهاده بفعل رصاصة قناص تربص له شرق الفراحين على حدود قطاع غزة، خلال مسيرة العودة. رصاصة غادرة واحدة في الصدر انهت حياة أبو صلاح (30 عاما)، الذي غالب الموت وانتصر عليه قبل ذلك، عندما باغته صاروخ اطلقته طائرة استطلاع اسرائيلية.. صاروخ تسبب في بتر ساقيه وأحاله مقعدا وحطم أحلامه بحياة ككل الشباب. وفي متن الحكاية.. كان الشهيد أبو صلاح، (أب لخمسة أبناء) قد جلس قبل 10 اعوام، وتحديدا بتاريخ 14-5-2018، مع مجموع من اصدقائه في بلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة حينما استهدفتهم طائرة استطلاع بصاروخ. حينها وفي ذلك النهار الأسود، قضى اصدقائه شهداء بينما كانت دبابات الاحتلال تجتاح المنطقة. أول أمس، الرابع عشر من أيار من العام 2018، سيظل محفورا في ذاكرة أطفال أبو صلاح الخمسة الذين فجعوا بـ"اغتيال" ابيهم المقعد.. غير أنهم ستذكر شجاعته ايضا، عندما زحف نحو السياج الحدودي الى جانب عشرات الشبان الغاضبين مجابها بصدره العاري وعلى كرسيه المدولب، آلات الاحتلال المدمرة. كيف لا وهو الطامح بالعودة في ذكرى النكبة السبعين. لم يكترث الشهيد ابو صلاح لقنابل الغاز المسيل للدموع التي انهمرت بكثافة على الشبان، ولا برصاص الاحتلال وقناصته المتمركزين خلف التلال. كل ما في الأمر، ان ابو صلاح، اراد أن يسجل قوة مثال ويلقن جنود الاحتلال درسا بأنه لم يفقد جذوة نضاله كما فقد ساقيه. وروى المواطن أبو احمد ابو دقة، لحظات اصابة الشهيد قائلا: كان أبو صلاح قادما من خيام العودة المقامة في بلدة خزاعة من خلال ما يعرف بشارع "جكر" الى منطقة الفراحين على دراجته النارية ذات الثلاث اطارات المصنوعة خصيصا للمعاقين بعيدا عن السلك الشائك، ويحمل في يده علم فلسطين ليسقط عنها بشكل مفاجئ. "عندما اقتربنا منه وجدناه ملطخا بدمائه جراء اصابته بعيار ناري مباشر في الصدر، وتم نقله الى المستشفى ليرتقي شهيدا بعد لحظات نتيجة لخطورة حالته" أضاف أبو دقة، الذي حمل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن قتل "مقعد" لأنهم يعرفونه جيدا ومكشوف لديهم ولم يكن يشكل خطرا عليهم، مشيرا الى انه كان المشاركين على الدوام في مسيرات العودة، ومسيرات يوم الأرض، ويشاهد باستمرار بنصف جسده. واعرب الصحفي صلاح ابو صلاح (ابن عم الشهيد) عن استهجانه من استهداف قناصة الاحتلال لإنسان يقود دراجة واضحة انها لمعاق وبنصف جسد، مطالبا بتحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق ابناء شعبنا وخاصة المعاقين منهم والاطفال والنساء. واوضح ابو صلاح، ان الشهيد كان انسان غير عادي رغم اعاقته التي لم تقف عائقا أمام مشاركته الفاعلة في مسيرات العودة، ولم يتأخر عن زيارة الجرحى في المستشفيات وتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء. واضاف ان الشهيد تزوج بعد اصابته الاولى وبتر ساقاه وانجب ثلاثة ذكور واثنتين من الاناث، اكبرهم توأم من الذكور لم يتجاوزا الثماني سنوات، واطلق عليهم اسماء اصدقائه الشهداء ياسر وزياد اللذان ارتقيا شهداء في حرب 2008. وبدوره، أكد الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ياسر عبد الغفور، "أن المقعد أبو صلاح، اصيب بشكل مباشر في صدره أثناء تواجده على بعد نحو 300 مترا من الشريط الحدودي، في مكان مرئي تماما لجنود الاحتلال، ولم يكن يشكل أي خطر على الجنود، كما أن إصابته في الصدر تشير إلى أنه جرى قنصه بشكل مقصود. واضاف ان جنود الاحتلال كانوا يتعمدون قنص المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية التي تقوم على الهتافات والرشق بالحجارة وإشعال الإطارات، ما يؤكد أن الاحتلال استخدم قوة نارية مميتة ضد المدنيين العزل". وبين أن ابو صلاح، هو الشهيد الثالث الذي يسقط بنيران الاحتلال الاسرائيلي منذ بدء مسيرة العودة في الثلاثين من اذار "مارس" الماضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم اثنان مبتورا الساقيين، الأمر الذي يؤكد بأن الاحتلال يستخدم القوة المفرطة في قمع المتظاهرين، ولدى جنوده أوامر عليا بأن كل فلسطيني يقع ضمن دائرة الاستهداف، دون تفرقة او مراعاة لحقوق الانسان وللقانون الدولي الانساني الذي ينص على عدم المساس بالمدنيين. وعلى مدخل خيمة العزاء التي اقيمت لاستقبال المعزين في بلدته عبسان الكبيرة بعد تشييع جثمانه الطاهر، وضعت دراجة الشهيد وكرسيه المتحرك كشاهد على جريمة الاحتلال التي ارتكبت بحق الانسانية امام وسائل الاعلام.
ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024