أسئلة الدم والمصير
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ندخل اليوم شهر الطاعة والغفران، ونرجو الله حسن الصوم والصيام، ندخل والقدس في طريق الآلام صابرة صامدة، وغزة جرح لا يتوقف عن النزيف، دم واشلاء وأسئلة ألم ومصير، وما ثمة اجوبة صعبة ولا معقدة ولا غامضة، بالوحدة الوطنية السليمة المتعافية، بوسعنا ان نواجه هذا التوحش الاسرائيلي الأميركي بلا خسارات فادحة، بهذه الوحدة التي دعا اليها الرئيس ابو مازن في اجتماع القيادة قبل يومين، متعاليا على الجرح واضعا كل مماحكات حركة حماس ومواقفها الانقسامية جانبا، بوسعنا بهذه الوحدة لا أن نتصدى فحسب لتوحش الاحتلال الذي بات أميركيا ايضا، وانما ان ندحر هذا التوحش، لنمضي بالمزيد من خطوات النصر في طريق النصر.
لكن حماس لم ترد على دعوة الرئيس ابو مازن، التي هي دعوة الدم الفلسطيني أن لا يظل عرضة للسفك بعدوانية الاحتلال وعنصريته المتخمة بأعنف اسلحة القتل والفتك والتدمير، هي دعوة الدم الطاهر الزكي من اجل ان يحصن غاياته النبيلة حتى لا يكون مجانيا وألا يذهب هدرا.
لم ترد حماس، ومرة اخرى تفوت على حالها فرصة تاريخية لتنجو من مصير المساءلة التاريخية على اهون تقدير..!! لا بل انها لم تسمع اي شيء من شكوى الجرح الغزي وأسئلته الحارقة أسوأ من ذلك تصر حركة حماس على مغالطة الواقع والوقائع، تصر على الكذب والتزوير، تصر على تكريس الوهم والمتاجرة به، وأقرأوا ما يقوله محمود الزهار (لولا المقاومة التي تحمي ظهر المظاهرات، لكانت اعداد الشهداء اكثر بكثير (...!!) والدماء التي سالت امس في غزة حققت الهدف المنشود وسجلت انتصارا جديدا والعدو الصهيوني يخفي خسائره الحقيقة...!!!!!) وهنا لا بد من السؤال ما هو هذا الهدف المنشود واين هو تحققه..!! واسرائيل المهزومة في هذه الحالة تنجو بروايتها عن "الدفاع عن النفس" التي لا تنفك أميركا عن تردادها، لأن لديها خسائر حقيقية، مع انه لا احد يعرف ما هي واين هي وكيف هي...!!
كم هو العدد المقبول للشهداء كي لا نطرح الاسئلة، وحتى لا نبكي ولا نحزن..!! كيف حمت "المقاومة" ظهر المظاهرات، ورصاص الاحتلال اصاب الطفل والشاب والفتى والمرأة وحتى المقعد، واحال المشهد يوم الاثنين الماضي الى مجزرة بكل ما في المشهد من اشلاء وضحايا..؟؟ هذه اسئلة برسم حركة حماس للاجابة عليها، واذا ما افترضنا انها ستفعل، نرجو ألا تدع الزهار هو من يقدمها وهذه نصيحة رمضانية لها، لا لسواها علّ وعسى.