في غزة ... "الأخضر" فقط من يُصلى عليه في المساجد
في حدث لم يشهده التاريخ النضالي الفلسطيني من قبل، منعت حركة "حماس" مساء أمس الجمعة، الصلاة على الشهيد مهند بكر أبو طاحون (21 عاما).
الشاب أبو طاحون من مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد متأثرا بإصابته في الرابع عشر من الشهر الجاري بطلق ناري متفجر مدخل ومخرج في الرأس، وجرى تحويله من غزة إلى المستشفى الأهلي في الخليل في الضفة الغربية لتلقي العلاج، إلى أن أعلن عن استشهاده مساء الخميس الماضي.
وكانت سلطات الاحتلال منعت أمس الجمعة، إدخال جثمان الشهيد أبو طاحون، إلى القطاع لمواراته الثرى، حيث نُقل الجثمان إلى معبر ترقوميا في الضفة الغربية، تمهيدًا لنقله إلى قطاع غزة مسقط رأسه؛ فمكث على المعبر عدة ساعات قبل إعادته إلى المستشفى، وفي نهاية الأمر وبعد جهود مكثفة من قبل مكتب الشؤون المدنية في الخليل، تمت الموافقة من قبل الاحتلال على السماح بإدخال الجثمان.
وفي ساعات المساء، وصل الجثمان إلى مخيم النصيرات ونقل بمشاركة الآلاف من أبناء شعبنا إلى مسجد الشهداء لأداء صلاة الجنازة على الجثمان، ففوجئ المشاركون بمنعهم من الصلاة من قبل حركة "حماس"، ما أثار حالة من الهرج والمرج واحتكاكات ومناوشات بين المشيعين وعناصر "حماس" الذين تواجدوا بعدد كبير على مدخل وفي محيط المسجد، الأمر الذي اضطر والد الشهيد لاتخاذ قرار بالصلاة عليه في المقبرة.
وبذلك، وثق التاريخ النضالي الفلسطيني ولأول مره في سجله، رفض القائمين على مسجد السماح بالصلاة على جثمان شهيد كونه موشحا براية حركة "فتح"، محاولين إلزام ذوي الشهيد بتوشيحه براية حركة "حماس" وبعد رفض الأب ذلك تمت الصلاة على الشهيد في المقبرة.
وعلى الفور تداعت لجنة القوى الوطنية والإسلامية في وسط القطاع، للاجتماع لبحث هذا الحدث الكبير المنبوذ والمنفر والغريب على عادات وقيم وأخلاق وديننا الإسلامي الحنيف، في حين تبارت لجان ومجموعات "حماس" في القطاع للتغطية ونفي هذه الجريمة بحق جثمان شهيد سقط لأجل ترابنا الوطني وقدم روحه لأجل فلسطين.
وروى أبو محمد عيد خال الشهيد، أن مهند فتحاوي ومن عائلة فتحاوية، وعندما جاء خبر استشهاده، توجهت جميع الفصائل إلى منزل عائلة الشهيد لتبنيه وقررت عائلته بأن تتبنى حركة "فتح" الشهيد لأنه ابنها، وخير دليل على ذلك الكم الكبير من المشيعين، الذين مثلوا كل الفصائل التي رفرفت راياتها خلال موكب التشيع.
وأضاف: "بناء على رغبة عائلته التي طلبت من حركة فتح الصلاة على ابنها الشهيد في مسجد الشهداء، ذهبنا إلى المسجد للصلاة عليه ففوجئنا بعدد كبير من عناصر حماس الذين أخذوا الجثمان ونزعوا راية فتح عنه ووضعوا بدلا منها راية حماس، وهنا دافع المشيعون عن أنفسهم وعن الجثمان وتم انتزاعه منهم والخروج به من المسجد".
وتابع خال الشهيد: بعدها قام المشيعون بالصلاة على الجثمان في ميدان الأسير المحرر عبد الهادي غنيم، مقابل المقبرة التي دفن فيها، قبل أن يتم تشييعه بمشاركة جماهيرية حاشدة من أبناء مخيم النصيرات وأبناء حركة فتح" .
واستهجن خال الشهيد سلوك حركة "حماس"، وقال إن التاريخ لم يسجل أن منع أحد الصلاة على شهيد في المسجد.