سلامة الرئيس.. كرم رمضاني
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
لم نكن بحاجة الى التهاب الرئة الذي أصاب الرئيس أبو مازن، والذي أصابنا، في الواقع، جميعا بوجع القلق طوال الايام القليلة الماضية، لم نكن بحاجة الى هذا العارض الصحي، لكي نعرف ما الذي يمثله ويعنيه الرئيس أبو مازن لنا وللعالم اجمع، ولماذا اصابنا كل هذا القلق على صحته..؟ فنحن ادرى بقيمة ومكانة رئيسنا، وما الذي يمثله ويعنيه، اذ هو صاحب خطاب الحق والحقيقة، وقائد فعل النضال الوطني في اصعب واعقد دروبه وأخطرها، وزعيم الألفة الوطنية، ويصح هذا التعبير تماما لسعيه الدؤوب من اجل الوحدة الوطنية بصلاتها الحميمية لا بمناكفات التعصب الحزبية، والعالم ايضا يعرف من هو ابو مازن، فهو رجل الدولة، والمناضل من اجل السلام العدل والحق والكرامة، النزيه الذي لا يساوم، والصلب الذي لا يتراجع، والشجاع الذي لا يهاب التهديد والوعيد، بل هو عنوان الشجاعة وطريقها، بدلالة احدث تجلياتها، اللا التي صفع بها صفقة ترامب التصفوية.
لم نكن حقا بحاجة الى هذا الالتهاب لكي نعرف كل ذلك، لكن الاهتمام الوطني والاقليمي والدولي بصحة الرئيس، والذي توالى من خلال الاتصالات الهاتفية التي تلقاها الرئيس ابو مازن للاطمئنان على صحته، وهو على سرير الشفاء في المشفى الفلسطيني، هذا الاهتمام اكد لنا ان ما نعرفه ما زال يحتاج الى المزيد من المعرفة، لكي ندرك على نحو أعمق، حقيقة الايقونة الوطنية الضامنة التي يمثلها الرئيس ابو مازن، وصواب زعامته التي تقود الكفاح الوطني في دروبه الصحيحة، وغير ذلك فإن هذا الاهتمام كان لنا بمثابة مضادات حيوية ضد شائعات الضغينة المعادية، التي حاولت ان تصيبنا بالتهاب الرؤية والامل، وقبل ذلك فإن ثقتنا بالله العلي القدير كانت وستبقى هي ثقة المؤمن برحمة ربه وعطفه وكرمه العظيم، فدعوناه، فاستجاب للدعاء، دعاء الأحبة من ناس فلسطين واشقائها واصدقائها ليمنّ الله العزيز الحكيم بالعافية على رئيسنا وقائدنا ابو مازن، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
وبعافية الصحة البدنية والوطنية ذاتها، خرج الرئيس ابو مازن من المشفى الاستشاري، ليعلن اذا كانت قضية القدس قد اثقلت عليه عارضه الصحي، فإنه راض بهذا العارض وانه يخرج اليوم من المشفى لتكون القدس عاصمة لفلسطين الدولة الحرة المستقلة.
وبعافية القلب الفلسطيني المحب حيا الرئيس ابو مازن وشكر ابناء شعبه وكل من اتصل من الاشقاء والاصدقاء للاطمئنان على صحته، وبسلامة العرفان والتقدير، وبعافية الروح الفلسطينية التواقة للبناء والتطور، شكر الرئيس كل العاملين في المشفى الاستشاري بجميع تسمياتهم ومهماتهم، على حسن رعايتهم وبراعة عملهم ما يدل على ان صحة شعبنا بأيد امينة والحمد لله، كما قال الرئيس ابو مازن واكد ان "اعز ما نهتم به، صحة اهلنا، وهذا ما رأيته هنا وفي غيره من المشافي وهو امر نفتخر به".
يبقى ان نقول رمضان كريم حقا وقد جاد علينا بيوم الاثنين الجميل، الثاني عشر من رمضان، يوم خروج حقيقة العافية ماشية على قدميها، نحو دروب العمل الوطني الواضحة، بخطوات صاحبها الرئيس ابو مازن ومن اجل تحقيق اهداف الحرية ذاتها، وبالتصميم الذي لا يعرف التراجع ولا المهادنة، لك السلامة دائما سيدي الرئيس بعون الله ومشيئة رحمته، ولمروجي الشائعات الحقودة الذل والهزيمة والخسران، ولعنة الله والناس اجمعين الى يوم الدين.