الطفلة آمال فلفل.. آلم الفراق ووجع المرض
جويد التميمي
"لا يمكنك ان تتخيل مقدار الالم الذي يجتاح روحك ويعتصر قلبك، وأنت ترى فلذة كبدك التي لم تتجاوز الـ14 شهرا ممدة على فراش المرض وحيدة، بدون أم ولا أب أو أي قريب يواسيها او يمسك بيدها، فنحن لا نراها الا عبر الاتصال بالفيديو على الانترنت".
بهذه الكلمات وصف والد الرضيعة آمال محمد فلفل من سكان بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وضع طفلته التي حولت للعلاج في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي المصابة بمرض لا تستطيع معه التنفس الا من خلال فتحه في رقبتها، وتتغذى بواسطة انبوب ثبت في بطنها.
محمد الذي رفضت سلطات الاحتلال منحه هو او أيا من اقاربه تصاريح لمرافقه ابنته آمال، يجزم أن هذه واحدة من اصعب تجارب حياته واشدها الما، وهو يرى طفلته التي تعاني من مرض التوسع بالأوردة الضاغطة على النخاع الشوكي، تبكي وجع المرض، وألم الفرقة عن احضان والديها، وهي تراهم عبر الهاتف، فلا هم يستطيعون الوصول اليها ولا هي قادرة على ادراك وفهم لما هي هنا وهم هناك.
ورغم حرص الاهالي والمؤسسات في مدينة الخليل على احتضان آمال وتقديم كافة اشكال الحب والمواساة لها، الا أن الطفلة المحاطة بوجوه غريبة عنها، تقضي معظم وقتها بالبكاء نتيجة شعورها بالغربة غير المفهومة لرضيعة بعمرها، والمرض الذي تسبب بتراجع كبير في وضعها الصحي وانخفاض واضح بالوزن.
ونقل مدير العلاقات العامة في مشفى الهلال الاحمر شادي أبو ساكور، عن الطبيب عبد الرزاق أبو ميالة المشرف على علاج الطفلة آمال، أنها تعاني مشكلة خلقية منذ ولادتها في الاوعية الدموية وارتخاء خلقي في العضلات، وعولجت بعدة مستشفيات في قطاع غزه ومن ثم حولت لاستكمال علاجها في الضفة الغربية.
ويؤكد الأطباء المتابعون لحالة آمال "ان عدم وجود أيا من افراد اسرتها معها، اثر بشكل كبير على صحتها".
وبعد 40 يوما في مستشفى الهلال الاحمر بمدينة الخليل، يخشى محمد فلفل والد آمال من أن تنسى طفلته ملامح أهلها.
ويضيف: "نراها أحيانا تبتسم لنا عندما نداعبها، لكنها سرعان ما تعود لتغرق في حزنها وعبوسها، وأنا اناشد كل احرار العالم وكافة الجهات الحقوقية والإنسانية وجمعيات حقوق الأطفال التدخل لإتمام علاج آمال والضغط على حكومة الاحتلال لتوفير التصاريح اللازمة لنا لمرافقتها في المستشفى".