انقطاع الكهرباء يحول ليل الغزيين إلى نهار
محمد أبو فياض
ما أن تم وصل التيار الكهربائي بعد نحو 17 ساعة من الانقطاع، حتى تحول ليل ربة المنزل صفاء خميس من خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى نهار.
ويعاني المواطنون في قطاع غزة، من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة مقابل ساعتين او ثلاث وصل يوميا، ما حول الحياة في القطاع الى كابوس. خاصة مع تفاقم الأزمة في الفترة الحالية، ما غير نمط حياة المواطنين في القطاع، وأجبرهم على التكيف مع ساعات وصل التيار إلى منازلهم، حتى تحول ليلهم إلى نهار في أغلب الأيام.
وتقوم العائلات في القطاع، بممارسة أعمالها المنزلية خلال ساعات وصل التيار الكهربائي، الذي لم يعد يعرف له برنامج محدد.
فعلى الفور، وتحديدا في الساعة الواحدة الا ربعا من قبل فجر اليوم الخميس، سارعت ربة المنزل خميس، الأم لأربعة أطفال، الى تشغيل غسالتها، لغسل كمية كبيرة من الغسيل المتجمعة لديها، فهي تجمع الغسيل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتوفير المياه التي اصبح الحصول عليها نادرا هذه الايام وبسبب انقطاع الكهرباء ايضاً.
وكانت خميس جهزت غسيلها وغسالتها قبل وصل التيار الكهربائي بنحو ساعتين تقريبا، كي تكون جاهزة لتشغيل الغسالة فور وصل التيار الكهربائي كي توفير الوقت وتستثمر وصل التيار الكهربائي في انجاز عملها، فالعمل كثير ومدة توصيل التيار الكهربائي محدودة.
وفي ذات الوقت، تذهب الى المطبخ كي تنجز بعض ما تحتاجه من عمل في المطبخ يعتمد على وصل التيار الكهربائي كخلط الطماطم، وغير من أعمال الطبخ. وتجهيز وجبة السحور لعائلتها قبل موعدها، فعملية اعداد معظم الوجبة يعتمد على الكهرباء.
وفي مقابل عمل ربة المنزل كان الزوج منهمك هو الآخر، في انجاز اعمال أخرى تعتمد على وصل التيار الكهربائي، والتي من اهمها في نظره تعبئة جالونات المياه لديه على سطح المنزل، فهو يقوم في ساعات النهار بتعبئة جالون من الماء سعة كوب واحد على الأرض، وما ان يتم وصل التيار الكهربائي يقوم بنقل هذه الكمية من المياه الى جالون آخر على سطح المنزل باستخدام الماتور الذي يعتمد تشغيل على الكهرباء.
ولم يقتصر العمل في البيت على الزوج والزوجة فور وصل التيار الكهربائي، بل انضم الابن البكر لهما في العمل ايضاً، فقد أوكلت له مهمة شحن البطاريات والأجهزة الالكترونية في البيت خاصة أجهزة الهاتف المحمول والحاسوب والأيباد. ليتحول البيت كله إلى خلية عمل، لكل واحد منهم مهمة خاصة باستثمار وصل التيار الكهربائي بأقصى وقت ممكن.
هذه العائلة واحدة من آلاف العائلات التي تعيش في قطاع غزة، وتعاني من ويلات انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر سلبا على جميع مناحي الحياة. حيث لم يختلف حال هذه العائلة، عن حال المزارع تيسير أحمد الذي يعمل في مهنة الزراعة، ويقتات هو وعائلته على المردود المادي القليل والمحدود الذي يجمعه من خلال عمله في هذه المهنة التي ورثها عن والده.
سارع تيسر الذي يقطن في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع، فور وصل التيار الكهربائي، إلى أرضه كي يقوم بري خضار الجرجير ونبات الباذنجان من نوع محاشي الذي يبيعه في شهر رمضان.
تيسير لا يعرف وقت محدد لري مزروعاته، فقط الوقت المحدد لعملية الري هي لحظة وصل التيار الكهربائي، وهذه المرة جاء ساعات الليل. فهو حريص على اتمام عملية الري قبل انقطاع التيار الكهربائي، كي لا تجف المزروعات من العطش، خاصة في ظل الأجواء الحارة.