ماذا لو..؟؟
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ما الذي تفعله الولايات المتحدة بالشرعية الدولية، التي لم يعد لها اي حضور في مؤسسات هذه الشرعية، ومجلسها الاهم، مجلس الامن الدولي، غير الحضور الصهيوني الاسرائيلي، وبالفيتو الذي هو دائما لصالح اسرائيل حتى وجنودها يقتلون المتظاهرين العزل، ويغتالون الاطفال والنساء وحتى ملائكة الرحمة، اذ لم تكن رزان النجار غير مسعفة متطوعة، في ساحات مسيرة العودة التي لا ترفع اي سلاح سوى هتاف الحرية وعلم الوطن؟
ما الذي تفعله اميركا حقا بهذه الشرعية، سوى انها تمزق دساتير هذه الشرعية، ومجمل نصوصها الحقوقية والحضارية والانسانية، وتتفرد وحدها بالمواقف التدميرية وبطغيان عنصري اعمى، بات يتجاوز كل حد، وخاصة في مجلس الامن الدولي؟؟ لا بل انها اليوم تحتل هذا المجلس طبقا لموقف وتوصيف مندوب بوليفيا الشجاع، الذي قال بالحرف الواحد بعد اعلان الفيتو الاميركي ان "المجلس اصبح محتلا بوجود عضو دائم يصوت دائما لصالح اسرائيل"..!! ووحدها باتت الولايات المتحدة في هذا المجلس، تصوت لنفسها ضد فلسطين، ولا اي صوت اخر الى جانبها، وحدها باتت بخدمتها المحمومة للعمل الصهيوني، من يواجه الشرعية الدولية ويحتل مجلسها الاعلى، ووحده مندوب دولة الاحتلال من يصفق لها، وهو التصفيق الذي لا يحقق للولايات المتحدة في الواقع، غير المزيد من الكراهية والازدراء.
نعرف طبعا ان الادارة الاميركية الراهنة وقد اشهرت هويتها الصهيونية، لم تكن بحاجة الى اية ذريعة لتستخدم الفيتو ضد مشروع تامين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني الاعزل الذي يتعرض لابشع سياسات الحرب والعدوان الاسرائيلية، لكن الذريعة تظل ممكنة كجملة سياسية تحريضية استخدمتها مندوبة الولايات المتحدة على نحو ملح كي تبدو كحقيقة، وكذلك فعل مندوب دولة الاحتلال وهو يكررها لاكثر من مرة بل ان كلمته تحديدا لم تعرف غير تكرار الذريعة، التي لم تكن مادتها مع شديد الاسف سوى تصريحات بعض قيادات حركة حماس، وقذائف الهاون التي لم تصب احدا ولا اي شيء اخر يذكر..!!!
ولعلنا نتسائل هنا في هذا السياق، ماذا لو طرح مشروع الحماية الدولية، قبل ان يشهد قطاع غزة المكلوم التصعيد "الحربي" الاخير في الاسبوع الماضي، الذي اجمعت آراء مختلفة أنه كان محسوبا ومدروسا بدقة بالغة..؟؟؟ سيكون هناك فيتو اميركي بلا شك، لكنه سيكون محتقرا اكثر وهو دون اية ذريعة، ولم يكن مشروع القرار الكويتي ليشهد امتناع اربعة اعضاء عن التصويت ولحاز ربما على تأييد اعضاء مجلس الامن جميعهم، عدا الولايات المتحدة طبعا..!!
ما نشير اليه، وما نعترض عليه، وما تفرض الضرورة الوطنية ملاحقته، ان تصريحات وخطابات الجملة الثورجية التي لاشيء فيها سوى بلاغة الشعار، لا تخدم في المحصلة غير خطاب الخديعة الاسرائيلي الاميركي، ولا ندري الى متى تبقى حركة حماس لا تنتبه لهذه الحقيقة التي لاتحتاج لأي تحليل لادراكها؟؟
لن نتحدث عن أية قصدية في هذا الاطار، لكن جراحنا النازفة تفرض السؤال الحق: إلى متى تظل تلك الجملة الثورجية سائدة..؟؟ والاهم الى متى لا ترى حركة حماس أن الوحدة الوطنية وحدها، لا طوق النجاة فحسب، وانما السياج الذي يحمي مسيرة الحرية والبلسم الذي يشفي جراحنا ويضع حدا لنزيفها ويحمي اطفالنا وزهرة شبابنا وفتياتنا، ليكونوا هم بناة الدولة التي لابد أن تتحقق وتنتصر بسلام العدل والحق والكرامة، وبعاصمتها القدس الشرقية، ودائما شاء من شاء وأبى من أبى، متى يا حماس متى... ام انه العمى ولن نقول غير ذلك حتى الان..!!