متطوعون من أجل القدس والأقصى
بلال غيث كسواني
كخلايا النحل يتنقلون من مكان إلى آخر بين عشرات آلاف المصلين القادمين إلى المجلس الأقصى، جلهم من الشبان والشابات يعملون على مدار الساعة خلال شهر رمضان، إنهم متطوعون في 11 لجنة تقريبا تعمل في محيط الأقصى ومحيط القدس العتيقة لبسط النظام بين المصلين ومرتادي المدينة المقدسة.
يعمل أولئك الشبان الذين يرتدون قمصانا متشابهة في الغالب، على توفير النظام وتأمين وجود ممرات بين المصلين والمصليات في المسجد الأقصى، كذلك توفير الرفادة للقادمين للصلاة في أولى القبلتين، كما يعملون لتحقيق الأمن ومنع بعض اللصوص من استغلال الاكتظاظ للسرقة.
وقال أمين صيام وهو متطوع في الدفاع المدني، لـ "وفا"، إنه من خلال تطوعه يعمل على توفير النظام للمواطنين القادمين للأقصى وتقديم الاسعافات الأولية لهم وكذلك توفير ممرات للتنقل.
"الدفاع المدني يعمل على ترتيب دخول المصلين وخروجهم من الأقصى لمنع الاكتظاظ، وتقديم الخدمات للمرضى والمسنين أضاف صيام، الذي أوضح أن الجميع يعمل تحت راية لجنة النظام التابعة للمسجد الأقصى المبارك التابعة للأوقاف الإسلامية في القدس، وجميع اللجان تعمل بشكل متناسق ومتكامل من أجل تقديم أفضل خدمة للمصلين.
إلى ذلك قال علاء الحداد المتطوع في لجان النظام، إنه يعمل ضمن لجان المسجد الاقصى والبلدة القديمة ضمن مجموعة تضم أكثر من 250 شخصا، تحت رعاية الأوقاف الإسلامية في الأقصى، لتنظيم دخول وخروج المصلين، ووضع الخيام لهم من أجل منع إصابتهم بضربات الشمس، وكذلك تنظيف الحمامات.
وأضاف، أن اللجان تحدد أمكان صلاة النساء والرجال بشكل منفصل، "نقوم بتنظيم المرافق المختلفة في المسجد"، وكذلك يوجد في البلدة القديمة شباب من حارات البلدة القديمة ينظمون الناس، ويسعون لمنع المصلين من الاكتظاظ وكذلك توزيع المصلين عند الوضوء على أكثر من مكان، وكل حارة تقوم بتنظيم الطرق.
وبين أن لجان النظام تقوم بدور كبير جدا في التخفيف من العبء على المصلين في الدخول والخروج إلى المسجد الأقصى المبارك، مناشدا المصلين تفهم عمل لجان النظام والقيام بالالتزام بالتعليمات التي تعطى لهم لأنها تهدف إلى راحتهم وخدمتهم بالدرجة الأولى، كبارا وصغارا.
وتابع، حضور المصلين إلى الاقصى يسهم في إحياء مدينة القدس ومنع تهويدها، ويشعر المقدسيين أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الاحتلال، بل أن أبناء شعبنهم يقفون إلى جانبهم، كما يتحرك الاقتصاد في هذا الشهر الفضل.
من جانبه، قال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني لـ "وفا"، إن عمل لجان النظام والكشافة في المسجد الأقصى مقدر، ويسهم في مساعدة حراس المسجد الأقصى في تنظيم دخول الناس وتقديم الخدمات للمصلين بالتفريق بين الرجال والنساء بالمصليات وتقديم الإرشادات والمساعدات وتنظيم خروج ودخول الناس للمسجد الأقصى.
وأضاف ان الناس يحضرون بأعداد كبيرة وتساعد هذه الطواقم الحراس في أن يكون العمل منظما والناس بأمن وأمان من المتسولين، ومن يقومون بالسرقة ويشتركون جميعا في حماية المصلين، وتقديم كل الخدمات التي يحتاجها الصائم المصلي.
وأوضح الكسواني ان عمل هذه اللجان أصبح ضروريا في ظل مساعي الاحتلال لإفشال الأوقاف وكل دور في المسجد الأقصى، ولكن بفضل تظافر الجهود بين لجان النظام وسدنة المسجد الأقصى أصبح شهر رمضان واضحا يعبر عن وحدة شعبنا وقدرته على توفير النظام بوضوح.
وأشار أن أهالي بيت المقدس يستقبلون أهلنا من كل محافظات الوطن الذين قدموا لإداء صلواتهم في هذا الشهر الفضيل، خاصة أن الاحتلال يحرمهم منها على مدار السنة.
وبين أن حراس المسجد الأقصى يعملون على مدار الساعة بشكل متواصل ويقومون بإدارة هذه اللجان، ولدينا 400 حارس يعملون على مدار الساعة من أجل توفير الخدمة للمصلين بالتعاون مع لجان النظام القادمين للعمل خصوصا عند صلاة العشاء والتراويح كل يوم جمعة.
ولفت الكسواني إلى أن الأوقاف الإسلامية أثبت جدارتها في إدارة المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان رغم الإجراءات التعجيزية التي يحاول الاحتلال وضعها أمام الاوقاف وسدنة المسجد الأقصى والمصلين.