محاولات بائسة
جويد التميمي
يحاول مستوطنون مدججون بقوة بالسلاح، وغطرسة مدعومة من جيش الاحتلال، السيطرة على منازل المواطنين التاريخية ذات الهندسة والصبغة المعمارية العربية والإسلامية الأصيلة، في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل.
وعقب محاولات المستوطنين الاستيلاء على منزلي أبو رجب والزعتري بالقوة، اقتحموا، اليوم الاثنين، منزلا غير مأهول تعود ملكيته لأفراد من عائلة القدسي يعلو محلات تجارية تعود ملكيتها لعائلة الكرد، ورثوها عن آبائهم وأجدادهم منذ عشرات السنين، ورفعوا أعلامهم على سطحه وداخله، وحطموا أبوابه ونوافذه.
وقال أحد مالكي المنزل المواطن رفيق شاكر القدسي، وأحد مالكي المحلات التجارية زياد الكرد أثناء وقوفهما على مقربة من العقار المذكور لــ"وفا" إن المستوطنين ورغم محاولاتهم البائسة التي لن تجدي لهم نفعا يتبادلون الأدوار مع جنود الاحتلال، وصحيح أنهم خرجوا من المنزل لكنهم رفعوا أعلامهم على سطحه وداخله وعبثوا بمحتوياته وكسروا أبوابا ونوافذ داخله، هذا نذير شؤم ويقيننا أنه سينقلب عليهم في يوم من الأيام وسننتصر لأننا أصحاب حق.
وتابعا، "نحن استطعنا برفقة لجنة إعمار الخليل الوصول خلع الأعلام لكن الاحتلال لا يسمح بوصولنا إلى عقارنا وهو يغلق المنطقة وينصب الكاميرات والحواجز في محيطها، كل هذا يندرج في إطار دعم عودة المستوطنين للاستيلاء على عقارنا كما جميع العقارات الفلسطينية التي ورثها أصحابها من آبائهم وأجدادهم".
وناشد القدسي والكرد، دول العالم والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، تسليط الضوء على البلدة القديمة، وممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال لفتح حي السهلة وشارع الشهداء والبلدة القديمة برمتها، لرفع الظلم عن أصحاب الحق الأصليين مالكي العقارات في الخليل القديمة، كي يستطيعوا استعادة أملاكهم وإعادة الحياه لها والسكن في أزقتها وحاراتها.
وقال المتحدث باسم شباب ضد الاستيطان محمد الزغير لــ"وفا" إن المنزل مكون من طابقين محلات تجارية مغلقه وشقه سكنية غير مأهوله، سلطات الاحتلال لا تسمح لأصحابه المواطنين الفلسطينيين الوصول والدخول إلى عقاراتهم ومنازلهم، منذ إغلاق شارع الشهداء والسهلة وعدة أحياء في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل عسكريا عام 2001.
واشار إلى أن جيش الاحتلال يسمح للمستوطنين الذين يسرحون ويمرحون في البلدة القديمة استباحة كل شيء فلسطيني وهم مدججون بالسلاح.
وتابع: "بدعم من سلطات الاحتلال اقتحم المستوطنون المنزل في حي قيطون مقابل بركة السلطان، وعاثوا به خرابا ورفعوا أعلامهم داخله وعلى سطحه في محاوله للاستيلاء عليه، كما استولوا مؤخرا على منزل لعائلة الزعتري في البلدة القديمة وقبله منزل لعائلة أبو رجب وهما على مقربة منه وفي المنطقة ذاتها.
وعقب دخول المستوطنين المنزل الذي منعت لجنة إعمار الخليل من ترميمه وما زالت بحكم وجوده في منطقة عسكرية مغلقة من قبل الاحتلال، تدخلت على الفور الوحدة القانونية في اللجنة وعملت بعد خروج المستوطنين من المنزل على نزع الأعلام الإسرائيلية التي رفعت، وذلك بحضور شرطة الاحتلال وأفراد من بعثة التواجد الدولي المؤقت.
وقال المستشار القانوني، رئيس الدائرة القانونية في لجنة إعمار الخليل المحامي توفيق جحشن لــ"وفا": "هذا عقار فلسطيني في البلدة القديمة ونحن على علم باعتداء المستوطنين عليه، كما أن مئات العقارات والمنازل والمحلات التجارية تقع في البلدة القديمة لا يسمح لنا ولا لأصحابها الوصول إليها، بالتأكيد تتعرض لاعتداءات وانتهاكات من قبل الاحتلال ومستوطنيه".
وأضاف: "سياسة الاحتلال وغطرسته الممنهجة في دفع مستوطنيه لاقتحام منازل المواطنين الفلسطينيين في المناطق المغلقة عسكريا تشكل خطرا حقيقيا على الممتلكات الفلسطينية، وهذا مؤشر خطير يجب محاربته بكل الوسائل والطرق الممكنة، لحماية الخليل القديمة التي تضم الحرم الإبراهيمي الشريف، من التهويد.