أسواق القدس حزينة وفارغة عشية العيد
راسم عبد الواحد
خابت آمالنا وتوقعاتنا بإمكانية انتعاش أسواقنا ومحالنا في شهر رمضان المبارك، والتي زادت مع اقتراب عيد الفطر، وعدنا الى أماكننا نضرب كفا على كف ننتظر القادم المجهول والمخيف (ترك أسواقنا وهجرتها).
بهذه الكلمات وصف التاجر عصام يونس، صاحب محل ملابس بسوق العطارين في القدس القديمة، حركة البيع والشراء هذه الأيام في الأسواق والمحال التجارية في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف لمراسلنا "أن الاحتلال عمل بكل الأساليب، ومنذ سنوات، على تجفيف منابع الحركة التجارية بأسواق القدس القديمة التاريخية تحقيقا لهدف خبيث بدفعنا لهجر محالنا، توطئة لوضع اليد عليها، على وقع الديون المتراكمة على أصحابها، والمستحقة لمؤسسات الاحتلال".
ولفت بحسرة الى جموع ومئات آلاف المواطنين الوافدين الى المسجد الأقصى للتعبد في رحابه خلال شهر رمضان، قائلاً: هذه الجموع لا تقترب من أسواق القدس القديمة، وتتعامل مع المحال الواقعة في مسار طريقها من وإلى المسجد المبارك دون الدخول الى الأسواق العتيقة مثل أسواق "اللحامين، العطارين، الدباغة، خان الزيت، وغيرها".
التاجر المقدسي صبحي الدويك أشار هو الآخر إلى أن المواطن المقدسي غير مُلام في عدم التسوق من أسواق بلدته القديمة، بقوله: تجار القدس مثقلون بالديون المستحقة لمؤسسات الاحتلال، خاصة ضريبة الأملاك المعروفة باسم "الأرنونا"، وينتظرون بفارغ الصبر شهر رمضان لتعويض خسائرهم، إلا أن آمالهم هذا العام كما الأعوام السابقة خابت، وتبدّدت أمام ضعف القدرة الشرائية.
وأوضح التاجر المقدسي عزمي عبد الجواد أن المواطن المقدسي يفضل التسوق والشراء إما من أسواق الشطر الغربي من المدينة أو من مدن الضفة الغربية، خاصة مدينتي رام الله وبيت لحم اعتقاداً منه أنها أقل سعرا وأكثر جودة من نظيراتها في المدينة المقدسة.
وأمام هذه الحالات والواقع المرير بات الأمر يتعلق بإعادة الثقة بأسواق القدس، وهو أمر يستحق العمل عليه بجديّة من الغرفة التجارية، وغيرها من مؤسسات مقدسية.
تاجر آخر من القدس محمد أبو سنينة شرح أسباب الانتكاس المستمر في الأسواق، وعزاه الى سياسات الاحتلال، وحصاره المشدد على القدس، وبلدتها القديمة، وقال "ان أسواق القدس سابقا كانت تنتعش بفعل وصول أبناء الوطن (الضفة وغزة) اليها، أمّا اليوم فالقدس تخضع لحصار عسكري بفعل جدار الضم والحواجز العسكرية على بواباته، مؤكداً أن هذا الحصار ساعد في احتضار الأسواق المقدسية".
وأشار الى الحملات الكيدية اليومية التي تشنها طواقم البلدية العبرية ومصلحة الضرائب على أسواق القدس، فضلا عن تحرير مخالفات مالية لأصحاب السيارات من المواطنين الذين يركنون سياراتهم بمحيط البلدة القديمة بهدف التسوق.
الى ذلك، يفضل الوافد الى المدينة وابن البلد التسوق من البسطات، باعتبار أسعارها أقل من تلك المعروضة بالمحال، ما يعكس تردّي الأوضاع الاقتصادية والمالية لدى المواطنين.