صابون من أعشاب طبية
الحارث الحصني
تنشغل ميساء نصر الله، من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، في تصنيع قطع الصابون من الأعشاب الطبيعية الطبية الموجودة في المدينة.
ففي عام 2009، قدمت مؤسسة نيكود اليابانية دورات تدريبية لرائدات المشاريع الصغيرة في طوباس، كمشاريع تصنيع المواد الغذائية، والصابون، لكن ميساء اختارت الأخير بسبب عدد من المشاكل الصحية في الجلد عانت منها شخصيا.
تقول نصر الله: "كانت البداية على شكل تدريب لفترة تراوحت بين السنة والسنتين مع مؤسسة "نيكود" ، على الأنواع التي ممكن أن تكون مفيدة وعلاجية للبشرة، ووصل عددها إلى 7 أصناف من الصابون".
وبدأت فعليا في مشروعها الخاص بعد التدريب عام 2012.
وتضيف: "كنت ومن خلال المؤسسة نشارك في معارض تسويقية لمنتجات يدوية في مدن الضفة، وفي الداخل، وبعض الدول العربية".
تتصفح الشابة التي تعمل حاليا مع مؤسسة" أوكسفام"، بعض مواقع الشبكة العنكبوتية لتعلم خلطات جديدة والخروج بأصناف جديدة من أنواع الصابون.
"كان العدد 7 وهو عدد معتمد، الآن أعمل تجارب على 3 أصناف أخرى"؛ قالت ميساء لمراسل وفا.
"لا تحتاج الكثير من الأمور المعقدة في تصنيع قالب صابون واحد"، وتسمي المواد الخام التي تستخدمها: زيت الزيتون، والأعشاب الطبيعية الطبية مثل البابونج والمرمية، وزبدة "الشيا"، وزبدة الكاكاو، وزيت السمسم، وزيوت طبيعية، وحليب النوق أيضا.
وبعض هذه المواد من خارج المدينة، وبعضها من طوباس مثل الأعشاب التي صارت في السنوات الماضية من أكثر مدن الضفة اهتماما بهذا النوع من الزراعات.
تعطي نصر الله مثالا لتحضير قطعة صابون "المورينجا".
"تحضير عشبة المورينجا، وزيت زيتون، وزيت المورينجا، ثم نقوم بتسخين المخلوط بشكل غير مباشر باستخدام البخار على درجة حرارة (40)، ونقوم بتحضير محلول الصودا مع الماء حتى يصبح تجانس بين حرارة المحلول والمخلوط".
وتتابع: "نخلط كل المكونات المحضرة سابقا لمدة أربعين دقيقة على البارد، ثم إضافة عشبة المورينجا على المحلول، يتبع ذلك بوضع الزيوت المفيدة، وخلطها لمدة ربع ساعة، وننتظر حتى تجمد قليلا لصبها في قالب كبير، وتقطيعها في اليوم الثاني حسب المقاس المعتمد، وتضم الطبخة الواحدة 63 قطعة".
بيد أنه لا يمكن استخدام قطع الصابون مباشرة بعد التقطيع.
وتقول إن قطعة الصابون تحتاج لـ22 يوما لتكون جاهزة للاستخدام، يكون مفعول الصودا قد انتهى.
بكل تأكيد تحتاج الشابة التي احترفت عمل الصابون الطبيعي منذ ست سنوات، لمكان مخصص لصنع قطع الصابون، لكن بالوضع القائم بيت ذويها كاف.
وتضيف: "لا يوجد مكان محدد في البيت، كل الأماكن فيه متاحة، أخلط الأعشاب في المطبخ، غرفة أشقائي وساحة البيت للتجفيف والتقطيع".
تكون نصر الله قطعت بعد عشرين يوما نصف المرحلة.. والآن تحتاج لطريقة تسويق لكل أشغالها البيتية.
وتبين أنها كنت قد جمعت خلال فترة تدريبها عناوين مؤسسات، وأشخاص يمكن أين يطلبوا مثل هذه الأشغال، ثم أتبعت ذلك باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لترويج ما تصنع.
شبه يومي تنشر نصر الله عبر صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك" صورا لقطع صابون مجهزة سابقا، لعرضها للأصدقاء، أو من خلال إعلانات ممولة عبر الصفحات العامة في فضاء التواصل الاجتماعي.
طريقة أخرى تتبعها الشابة لعرض منتجاتها من خلال معارفها، أو فتيات ذوات مشاريع بيتية صغيرة... مبينة أن هناك شابة من قرية الجفتلك بالأغوار الوسطى تتقن الأعمال اليدوية، تأخذ من أعمالي وتعرضها.
وتتعامل نصر الله حاليا بالبيع حسب الحجز المسبق دون وجود نقاط بيع محددة، بعد أن كان لها نقطة بيع في مدينة جنين واغلقت بسبب تدني الإقبال عليها.
واليوم تقر الشابة أن هناك حركة أفضل من قبل في مدينة طوباس على الصابون الطبيعي، خصوصا لعرضها أمام الوفود الأجنبية الوافدة للمحافظة.
وتقول "إنها طريقة جيدة لعرض شيء من صناعتنا (...)، الأعشاب هذه فلسطينية المنشأ"، لكن، لا نجاح دون مشاكل.
وتضيف إن بعض المشاكل واجهتها في بداية الأمر، كتسجيل الصابون "الترخيص"، وتكلفة الترخيص، خصوصا أنه طبي وعلاجي تكون مرتفعة، أيضا مكان تصنيع الصابون.
وتتابع إنها بحاجة لغرفة مع مرفقاتها "مجلى" و"نواصب" للعرض، وتكلفة أي مكان للإيجار باهظة إذا أردت اعتماد مكانا مستأجرا، إلا أن بيت أهلي كاف إلى حد ما، خاصة أن صناعة قطع الصابون تحتاج للظلام، ومكان معتدل الحرارة، ولا رطوبة فيه".
وتمتلك الشابة شهادة حرف ومهن من وزارة الصحة والبيئة، وشهادة تاجر من وزارة الاقتصاد، وشهادة مشروع ريادي من الغرفة التجارية.