رمضان متنفس لفقراء القدس
بلال غيث كسواني
بات شهر رمضان المبارك يشكل متنفسا لفقراء القدس الذين ارتفعت نسبتهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة جراء الضرائب الباهظة والمخالفات، وأعباء المعيشة المرتفعة التي يفرضها الاحتلال على المقدسيين.
وارتفعت نسبة المقدسيين ممن يعيشون تحت خط الفقر، وفق ما نشره مؤخرا معهد القدس لدراسة إسرائيل (وهو معهد إسرائيلي صهيوني)، إلى ما يعادل نسبة 82% من فلسطينيي القدس الشّرقيّة المحتلّة، الذين يرزحون تحت خطّ الفقر (وفق التّعريفات الإسرائيليّة).
ويقوم شبان فلسطينيون من مختلف أرجاء محافظة القدس بحملات من أجل دعم صمود المقدسيين وتوفير كسوة العيد للفقراء، بالتعاون مع تجار وأغنياء من محافظة القدس والمحافظات الأخرى.
ونجح الشبان الذين يعملون عبر جمعيات خيرية في إقناع التجار في التبرع بملابس وأحذية للأطفال الفقراء والعائلات الفقيرة في القدس، عبر تجميع ما توفر من التجار وتوزيعه على الفقراء.
ويقوم الشبان أيضا بالتعاون مع جمعيات تعمل في محافظات الوطن الأخرى وعلى رأسها مؤسسة فائض ما لديكم الخيرية في رام الله، بتجميع الملابس والمساعدات العينية من أجل تقديم كل ما تيسر للفقراء.
وقال رئيس جمعية القدس لرعاية الشباب ردين شحادة، إنها مرخصة حسب الأصول من قبل وزارة الداخلية الفلسطينية في محافظة القدس، وتقوم بالدور المطلوب، مضيفا ان المؤسسة تعمل على تنمية شباب القدس وتقوم في شهر رمضان بتوزيع وجبات غذائية على الأسر المحتاجة في مدينة القدس والقرى والمخيمات المحيطة بها.
وأشار إلى أن الجمعية قامت بتوزيع ملابس ككسوة عيد الفطر السعيد في إطار حملة "القدس للخير"، ووفرت الحملة كسوة كاملة لـ150 طفلا استفادوا من هذه الحملة، حصلوا على ملابس كاملة عن طريق أهالي الخير والمتبرعين، وفاعلي الخير، والمحال التجارية التي تبرعت بصدقتها وما ينفقونه في شهر رمضان.
وأوضح أن الجمعية بادرت إلى التواصل مع أصحاب محال تجارية عن طريق فكرة أصبح كل شخص يتجه لمحال تجارية ومؤسسات من أجل أن يقوموا بالمساعدة، ونقلنا لهم رسالة الحملة الهادفة لتوفير الدعم للمقدسيين وإدخال السرور إلى نفوسهم، وتوجه المتطوعون وتم توفير هذه الملابس والوجبات الغذائية.
وبين شحادة أنه بعد التواصل مع العائلات المحتاجة تم توصيل بعض المتبرعين مع العائلات المستورة من أجل دعمهم في رمضان، وتم توفير ملابس للأطفال الفقراء ومساعدة عدد من الطلبة على الحصول على أقساط جامعية بالتواصل مع أصحاب الخير الذين يرغبون في دعم الطلبة المحتاجين والتواصل مع الطلبة مباشرة ليقوم بدفع الأقساط عنهم.
وقال إن "حملة القدس" سبقها العمل بشكل دوري من قبل الجمعية من أجل توفير سلات غذائية ومنح دراسية عن طريق صندوق الاقراض الفلسطيني أو متبرعين آخرين، والفئة المستهدفة ليسوا المحتاجين فقط بل هم الأحوج للمساعدة بعد عمليات مسح أجراها متطوعو الجمعية.
وأضاف شحادة ان الحملة شملت فقراء في كل من مخيمي شعفاط وقلنديا، وفي قرى عناتا وسلوان ورأس العامود والطور ووادي الجوز والعيساوية وصور باهر وجميعها أحياء مقدسية.
ويقطن القدس الشرقية المحتلّة قرابة 300 ألف فلسطينيّ، يعرّفون على أنّهم من أكثر الشّرائح المجتمعيّة فقرا في فلسطين، إلّا أنّ العقد الأخير شهد تدهورا حادا في أوضاعهم الاقتصاديّة المتردّية أصلا، لتهبط مستويات المعيشة بشكل حادّ، ما يترجم بشكل مباشر على الحياة اليوميّة والنّواقص الآخذة في التّزايد لدى العائلة الفلسطينيّة.
وختم شحادة بالقول إن هذه الحملة وجدت لدعم صمود أهلنا في القدس الشريف، لا سميا بوجود عائلات مهمشة وأسر عفيفة دخلهم لا يكفي لسداد احتياجهم، ونحنا بدورنا نقوم بتغطية الجزء البسيط من احتياجات هذه الأسر العفيفة في داخل القدس، خاصة أن تكلفة شراء الملابس بالنسبة لأسعار الضفة مكلفة، لذا قمنا هذا العام بتوفير ملابس وأحذية مختلفة للأطفال لتغطية بعض التكاليف المادية الواقعة على كاهل الاسرة المقدسية.