رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية" وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 17/6/2018 – 23/6/2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(52)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ما زال يحتل موضوع التوتّر على حدود غزّة عناوين الاخبار في الإعلام العبري، والذي يتراوح بين تهدئة النفوس خوفًا من تصعيد لا يحمد عقباه، أو تحريضٍ واضح وخفيّ على قطاع غزة بشكل خاص، والفلسطينيّين بشكل عام.
ويحمل هذا التقرير أخبارًا ومقالات بالمعظم تندرج ضمن هذا العنوان، وأبرزها تصريح وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، الذي حرض بصورة واضحة لإطلاق النار بصورة مباشرة على مطلقي البالونات المشتعلة، إضافة لمقالات تحريضيّة تحت هذا السياق.
في تصريح له نشر في صحيفة معاريف وموقع القناة السابعة ومواقع أخرى، قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، إنه يجب التعامل مع إطلاق البالونات المتفجرة أو الطائرات الورقية مثل التعامل مع إطلاق صواريخ القسام، ويجب الكفّ عن إطلاق النار في محيطهم والانتقال إلى إطلاق النار مباشرة نحو الهدف.
وأشار بينت إلى أن ضبط النفس في مواجهة إرهاب النيران سيؤدي إلى تصعيد، لأن الفلسطينيين يفسرون ضبط النفس كما لو أنه لديهم حصانة.
وكتب الصحفيّ مئير عوزيئيل في صحيفة معاريف مقالًا تحريضيّاً ضد غزة، ذكر فيه: "هناك ما يمكن عمله، ولا أقصد الثرثرة عن تحسين مستوى المعيشة في قطاع غزة. فمن السذاجة التفكير في أن هذا سيغير أي شيء ايجابا (ربما سلبا). من الصعب عليّ أن أفهم أيضاً لماذا يعتقد أحد ما بأنهم يحتاجون منا أن نرفع لهم مستوى المعيشة. أفلا يمكنهم أن يرفعوا لأنفسهم مستوى معيشتهم إذا ما أرادوا فقط؟".
وأضاف: "في كل الأحوال، هناك شيء ما لم نفعله بعد، والحرب التي أعلنها سكان قطاع غزة علينا، تعطي لنا فرصة لأن نفعله: أحد الأمور المنطقية في هذه اللحظة هو أن نستعيد لأنفسنا القسم الشمالي من قطاع غزة، القسم المقابل لنتيف هعسرا، والذي كانت فيه ثلاث مستوطنات رائعة. فقد بقيت فارغة، ليس فيها سكان، بل مجرد مواقع للتخريب".
ويتابع: "منظمات الإرهاب في غزة، التي تطلق علينا الصواريخ، تدعي بأن إسرائيل تغير قواعد اللعب. وبالفعل، سنغير حقا قواعد اللعب ونظهر ان بوسعنا أن نعود إلى الارض التي خرجنا منها. نظهر ان الانسحاب والاستسلام ليسا غير قابلين للتراجع. علينا ليس فقط أن نرد على النار بالمثل، بل أن نستجيب أيضاً بأن نبني البلدات التي هجرت. فبناء منازل جميلة هو بالتأكيد أكثر إيجابية من اجتياح آخر لطائرات سلاح الجو على قواعد المخربين".
وكتب الصحفي ي. شفارتس في صحيفة "ييتد نئمان"، مقالا بعنوان "كشف الأكاذيب الفلسطينيّة"، قال فيه: "حماس دفعت آلاف الشواقل لعائلة فلسطينيّة لتدّعي ان ابنتها الرضيعة ماتت من استنشاق الغاز المسيل للدموع".
وأضاف: "قدّمت امس عريضة اتهام ضد مخرب من غزة، كشف فيها «قصة دم كاذبة» اصطنعتها حماس ضد إسرائيل. بحسب الدعوى التي قدمت ضد محمود عمر، تتّضح تفاصيل جديدة بخصوص موت الطفلة ابنة الثمانية أشهر، ابن عم عمر، والتي بحسب ادعاءات وزارة الصحة الغزاوية ان سبب موتها كان استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجيش في المواجهات".
ويتابع: "في لائحة الاتهام يظهر انه بالوقت الذي شارك به عمر بالمواجهات على الحدود، أمه اتصلت به واخبرته أن ابنة أخته ماتت بسبب مرض في الدم على ما يبدو شبيه بمرض تسبب بموت شقيق لها مسبقًا. المتهم اعترف للمحققين لاحقا ان قيادي في حماس، دفع لعائلته 8000 شيقل حتى يدّعوا ان الرضيعة ماتت بسبب استنشاق الغاز".
تحليل الخبر: يحمل الخبر نزعًا للشرعيّة عن النضال الفلسطينيّ ومحاولة الطعن بالرواية الفلسطينيّة بواسطة استعمال ادلّة واعترافات اخذت – بحسب ادعائهم- من المتّهم، والتي لا دليل واضح على صدقها وواقعيّتها.
كذلك فإنّ الخبر بالصيغة التي كتبها الصّحفيّ الذي من المفترض أن يستعمل لغة محايدة، فإنّه يظهر بصورة منحازة بصورة واضحة باستخدام مصطلحات تحمل تعميمًا وشيطنةً لشعبٍ كامل! حيث استعمل الصحفي مصطلح «الكذب الفلسطينيّ» وكأنّه يتحدث عن ظاهرة عامّة وحقيقة مطلقة تجيز له استعمال هذا المصطلح كشيء متعارف عليه ومفروغ من أمره! وهذا التعامل مع صياغة الخبر يعتبر نوعًا من العنصريّة والتشكيك المطلق بالرواية الفلسطينيّة وشرعنة لانتهاكات الجيش في غزّة، وتعامله مع الفلسطينيّين بشكل عام.
وكتب الصحفي مئير عوزئيل، في صحيفة "معاريف"، مقالا تحريضيا بعنوان: "الرجاء عدم التصوير ببشاعة"، قال فيه: "من الصعب فهم لماذا نحتاج لقانون يعرّف ما هو مفهوما ضمنا: ممنوع تصوير الجنود في الخدمة أثناء محاربتهم لجنود العدو، بتنظيمات إرهابية، أو إرهابيّين منتمين إلى منظمة الإرهابيّين المنفردين. ممنوع، لأنه يعيق عملهم – وهو منع قتل اليهود أو المسّ بممتلكاتهم، او حرق حقولهم، أو تفجير كامل لدولتهم. لا حاجة للقول أنه لا يمكن فرض ذلك في أيامنا هذه".
وأضاف: "علينا ان نرحم أيضا الجنود، وليس فقط الناشطين الذين يترصدون ليلا نهارا لصورة ما تخدم الدعاية المعادية لإسرائيل. على وجه عام، لا توجد عملية للجيش الإسرائيلي ليست أخلاقية، وفي الحقيقة يجب بثّ عمل الجيش على مدار 24 ساعة ليرى كل العالم عمله، اذا كان حرس الحدود، الشرطة أو خدمة السجون".
تحليل الخبر: يتطرق الصحفي إلى قانون منع تصوير الجنود أثناء عملهم ويقوم بالتحريض على الجمعيات الحقوقية التي تقوم بتصوير وفضح نهج الجنود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويتعامل الصحفي مع الفلسطيني على انه جندي عدو، او إرهابي يريد أن يقتل اليهود او يمس بممتلكاتهم او يقوم بعملية تفجيرية شاملة لدولة إسرائيل، وفي المقابل يصوّر اليهود الإسرائيليين بدور الضحية المسكينة والضعيفة.
ونشر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منشورا على موقعه على الفيس بوك، قال فيه: "الشاباك، جيش الدفاع الإسرائيلي، وشرطة إسرائيل أحبطوا مجموعة إرهابية لحماس حاولت أن تنفذ عملية تفجيرية في القدس وتل أبيب من نابلس، من داخل "يهودا والسامرة".
وأضاف: "تحاول حماس أن تضر بنا أيضا من غزة وأيضًا من "يهودا والسامرة". هذا هو السبب أننا نستمر بالحفاظ على السيطرة الأمنية بكل المنطقة غرب الأردن".
وقال عضو البرلمان عن الليكود عنات بيركو، في منشور على فيس بوك: "بالنسبة للمحاكم فإن الورع أمام المخربين الإرهابيين أهم من حق الإسرائيليين في الحياة! حق الإرهابي القاتل يعلو على الضحايا الذين تلتزم الدولة بالدفاع عنهم".
وأضاف: "اليوم، أقرت المحكمة المركزية ألّا تصادق على إلغاء المواطنة لمخرب نفذ العملية في 21-11-12 في تل أبيب. المخرب القاتل خبأ عبوة متفجرة في حافلة ركاب بمركز المدينة وجرح 24 إنساناً".
ويتابع: "نعود إلى الوراء قليلاً... بإطار "لم شمل العائلات" أعطي للمخرب مواطنة دائمة منذ 1995 سوية مع أبيه. كم هي الطريق قصيرة للمواطنة. منذ 2008 توطن كقاصر سوية مع أبوه. مر فقط 4 سنوات واستعمل مواطنته كي يؤذي أكثر ما يكون من مواطني دولة إسرائيل في مركز تل أبيب".
وقال: "مرة أخرى، الإثبات أنه يجب منع لم شمل الأسر وإقرار ذلك من خلال أمر مؤقت بالقانون (هو قانون محدد بالوقت مدته 4 سنوات ابتداء من تاريخ بداية القانون)، لكن أكثر من ذلك، نتعلم أن المواطنة والإقامة يجب سحبها من الإرهابيين".
ونشر نتنياهو على موقعه في فيسبوك: "إسرائيل تشكر الرئيس ترمب، سكرتير الدولة بومباو والسفيرة هيلي على قرارها ضد النفاق وأكاذيب مجلس "حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة. على مدار سنوات، أثبت المجلس أنه جسم منهار، معادٍ ومناهض لإسرائيل يخون مهمته في الدفاع عن حقوق الإنسان".
وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميري ريجيف نشرت على فيس بوك: "الولايات المتحدة قالت كفى لرقصة أكاذيب وتلفيقات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هذه منظمة بدل أن تساند الدول التي تحارب من أجل حقوق الإنسان، تعطي دعم لتلك التي تدوسها. المنظمة التي اتخذت ضد دولة إسرائيل عدد قرارات كبير جدًا أكثر من تلك التي اتخذت ضد إيران، سوريا وجنوب كوريا سوية، هي نفسها من تمس بحقوق الإنسان".
وأضافت: "الولايات المتحدة تستمر إثبات بصورة لا تنطوي على وجهين التزامها لدولة إسرائيل وعلى ذلك هي تستحق كل المديح والشكر".
وفي سياق التحريض على النواب العرب في الكنيست الإسرائيلية، كتبت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف
على موقع فيسبوك: "هذا الرجل ممنوع أن يكون له مكان في بيت الناخبين للكنيست الإسرائيلي. أقول هذا منذ أكثر من ثلاثة أعوام وأستمر بالقول. في كل دولة متحضرة، يجب أن يكون رجال شرطة إسرائيل، الذي يريد "عودة" رؤيتهم مهزومين، هم من يقيدوه بالطريق إلى التحقيق على التحريض ضد الدولة. آن الأوان أن يطبق القانون على أعضاء كنيست يُستعملونه منذ زمن كحصان طروادة".
ونشر عضو البرلمان عن الليكود اورن حازن على موقع فيسبوك: "المخربة زعبي لا تتوقف عن التحريض، لتشوه وتنشر أكاذيب ملوثة ضد جيش الدفاع الإسرائيلي والدولة. هل فكر أحد حقاً أن تسكت وإلا عاقبها؟".
وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان كتب على موقعه في فيسبوك: "من هدد لاعبي منتخب الأرجنتين، فقط من أجل المس بإسرائيل، يجب أن يقبع في السجن وأكيد ألّا يدخل للقدس متى شاء!. من يدعم اختطاف جنود ويحرض لتنفيذ عمليات، يجب أن يكون خلف القضبان وليس عضو منظمات دولية".
وأضاف: "يوجد لدى إسرائيل الصلاحية والقدرة على التحقيق، وأن تقدم للمحاكمة جبريل الرجوب. لذلك توجهت هذا المساء للمستشار القضائي للحكومة ولمحامي النيابة العسكري كي يصادقوا على فتح تحقيق ضد "الدبلوماسي" المخرب رجوب بتهمة التحريض على القتل، وأيضا منع كل تصريح دخول له إلى إسرائيل.".
ويواصل الاعلام العبري التحريض ضد الرئيس محمود عباس، وقال المحلل السياسي للقناة العاشرة أساف جيبور: "إن أبو مازن يرفض صفقة القرن ويدينها لأهدافه ومصالحه الخاصّة، وأنّه يريد أن يملك زمام السيطرة في غزة، ولكن مبادرة ترمب بالتعاون مع زعماء عرب يحولون دون ذلك بإدارتهم لأمور غزة بصورة خاصّة".