متضامنو قافلة أميال3: اطفال غزة أنسونا أنفسنا
لم تستطع المتضامنة "أم نور" أن تخفي دموعها الحارة لحظة دخولها أرض قطاع غزة برفقة قافلة "أميال الابتسامات 3"، مؤكدة أنها جاءت من بريطانيا لترسم البسمة على وجوه الأطفال الأيتام الذين فقدوا عائلتهم بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة والحصار الظالم.
وعلامات التعب والإرهاق تكسو وجهها بعد رحلة السفر الطويلة قالت لـ"إنسان أون لاين" :" منذ شهور وأنا أجمع المساعدات والألعاب لكي أقدمها للأطفال في غزة المحاصرة حتى أرسم البسمة والفرح على وجوههم الحزينة.. وأشعر إني شاركت ولو بالقليل للتخفيف من وجعهم ومعاناتهم".
والابتسامة لا تفارق وجهها تابعت :"دخول غزة كان بمثابة حلم صعب المنال.. وها أنا حققت حلمي ودخلت القطاع لمشاركة أهله في تضميد جراحه والتخفيف عنهم ومواساتهم".
وعن سبب مشاركتها في القافلة رغم صعوبة الطريق وطولها، قالت بثقة :"الأهالي في غزة يعيشون تحت الحصار منذ خمس سنوات ويعانون ويلات الاحتلال وبطشه بكل قوة وشجاعة.. فهل نحن سنتعب من طول مسافة وبعض الإرهاق وهو يضحون بأرواحهم وأطفالهم في سبيل فلسطين".
واستدركت: " كل التعب والمشاق يهون في سبيل غزة.. أنا جئت لكسر الحصار المفروض على الأطفال والشيوخ والنساء ولمساعدتهم وتضميد جراحهم ولو بالقليل من الأدوية والمستلزمات الطبية".
ووصلت قافلة "أميال من الابتسامات 3" إلى قطاع غزة مساء أمس الأحد عبر معبر رفح البري محملة بالمساعدات الإنسانية لكسر حصار غزة، تقل على متنها 52 متضامن من مختلف الجنسيات العربية والأوربية.
سنضمد جراحهم
والسعادة لا تفارق صوته أكد زين عبد القادر أحد أعضاء مؤسسة الانتربال الدولية وهو يمني الأصل ويقيم في بريطانيا أن قافلة أميال الابتسامات تحمل شعار "لنشارك معاً في منح أطفال غزة الحياة" ولقد حققت أهدافها بقدومها لغزة وإيصال كافة الأدوية والمستلزمات الطبية لمحتاجيها من الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
ومضى يقول لـ"إنسان أون لاين" :"هذه هي المرة الأولى التي ادخل بها غزة وأشتم رائحة هوائها وأسجد على ترابها الطاهر.. هذا حلمي منذ فترة طويلة والحمد لله أنه تحقق.. وها أنا أشارك في كسر الحصار عن أطفالها وأهلها".
وبين أن القافلة تحمل في جعبتها الكثير من الأدوية المفقودة في قطاع غزة والمستلزمات الطبية وحليب الأطفال "وهي مقدمة من الجاليات العربية الإسلامية في أوروبا".
وتابع بقوة: "نشكر الله على قدومنا وأستطيع أن أقول أن القافلة حققت أهدافها التي رسمتها بفضل العزيمة والإرادة التي تحلى بها أعضائها استطاعت أن تصل لغزة وتوصل للعالم أجمع الصورة الحقيقة للقضية الفلسطينية وأن الحصار مازال موجوداً ولم ينكسر حسب الإدعاءات الإسرائيلية".
وأردف: "نحن مستمرون في دعمنا للشعب الفلسطيني ولقطاع غزة مادام الحصار مضروباً عليها وسنزيد الدعم لغزة يوماً بعد يوم.. يجب فضح إسرائيل أمام المحافل الدولية والعالم أجمع وتكذيب جميع رواياتها في أوروبا".
سفراء لهم
ولم يختلف هدف المتضامن "خالد القرشملي" من فرنسا عن غيره من أعضاء قافلة "أميال من الابتسامات 3" الذي اعتبر أن القدوم لغزة هو واجب إنساني وعقائدي يجب على كل حر في العالم المشاركة به لكي يرفع الظلم والمعاناة عن غزة المجروحة.
وقال القرمشلي: "إن قدومي لغزة جاء من باب الدعم للأطفال ولشيوخ والنساء للتخفيف عنهم ودعم صمودهم في وجوه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم".
وأكد أن جميع المتضامنين الذين حضروا من كافة أصقاع الأرض من العرب والأجانب سيكونون سفراء في بلدانهم للقضية الفلسطينية وسيطلعون الجميع على حجم المعاناة التي يعيشها المواطنين في غزة.
وتحمل قافلة "أميال من الابتسامات 3" على متنها العديد من المعدات الطبية مثل السكوترات لذوي الاحتياجات الخاصة, وحواضن أطفال، وحمالات للجرحى متعددة الأشكال والأصناف، ودفعة ثالثة من سيارات المعاقين، وصناديق إسعاف أولي؛ للاستخدام في المنازل والمراكز التجارية والعيادات الطبية، وأجهزة طبية وأدوية مفقودة يحتاجها القطاع الصحي في غزة، وذلك بكلفة إجمالية تقدر بنحو 2 مليون دولار.