عبادي: عضوية فلسطين في الاتحاد من اجل المتوسط اضافة نوعية بمجال التعاون الإقليمي

علاء حنتش

تسعى فلسطين لان تكون لاعبا اساسيا في المؤسسات الاقليمية والدولية، التي تعنى برسم السياسات التنموية في المنطقة، وتهدف الى دعم الاستقرار والعدالة في الحصول على الموارد والانتفاع بها، بما ينعكس على استقرار الوضع في فلسطين والمنطقة.

وشكل انضمام فلسطين للاتحاد من اجل المتوسط، اضافة نوعية في مجال التعاون الإقليمي وعلى وجه الخصوص الدبلوماسية المائية .

وقال ممثل فلسطين في الامانة العامة للاتحاد المعتز عبادي، الذي يشارك في منتدى فلسطين الأول للمياه: إن تمثيل فلسطين في هذا الاتحاد يأتي ترجمة حقيقية لإيلاء القادة الفلسطينية اهمية للتعاون الدولي والاقليمي في القضايا الحساسة، ونافذة لوضع الواقع الفلسطيني على الطاولة الاقليمية والدولية، وطريق لنقل تجارب وخبرات الفلسطينيين إلى العالم في مختلف القضايا وتشكل منصة لسرعة الوصول الى البرامج التطويرية في المنطقة وسهولة حصول دولة فلسطين على التمويل لمختلف المشاريع.

وأشار إلى ان الاتحاد من أجل المتوسط مؤسسة حكومية اقليمية انبثقت عن "مسار برشلونة"، وتعمل على تعزيز التعاون الاقليمي في كافة القضايا المتعلقة بالتطوير والتنمية المستدامة في منطقة البحر المتوسط لتحقيق هدف اسمى وهو التعايش بين الدول والسلام فيما بينها.

وأوضح ان الاتحاد يتشكل من 43 دولة بما فيها دول الاتحاد الاوروبي، وتعمل الامانة العامة مباشرة مع الاتحاد الاوروبي لدعم صياغة سياسة الجوار للاتحاد الاوروبي وتنفيذها بما يضمن مصالح كافة الاعضاء والاندماج ضمن المنظومة الدولية .

ولفت إلى أنه تم الاعلان عن تأسيس الامانة العامة للاتحاد عام 2008 في باريس، وكان من أهم الاهداف لذلك دمج فلسطين واعطائها مقعدا دائما في منظومة الاورو متوسطي، بهدف دعم عملية السلام في المنطقة وتشجيع الاستقرار والتكامل في منطقة البحر المتوسط .

فلسطينيا، أبدت القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، حرصها على الانضمام لهذه المؤسسة الدولية لتحقيق هدفين، وهما الاستفادة العظمى لفلسطين من الجهود التطويرية التي يقوم بها الاتحاد، وايصال رسالة للعام بأن فلسطين تساهم في التطوير على المستوى الاقليمي والدولي.

وخلال السنوات الست الاولى لتأسيس الامانة العامة (الجسم التنفيذي)، كان هناك حرص على ان تمثل فلسطين في هذه الامانة العامة ايضا، وكانت نائب الامين العام، لإدارة ملف المياه والبيئة والتنمية المستدامة، وما زالت ترفد هذه المؤسسة بخبراء حتى عام 2016، وفيما بعد استمرت فلسطين في وجودها بإدارة ملفات المياه والتطوير من التكامل الاقليمي، وكممثل لدولة فلسطين، يشغل عبادي منصبا تنفيذيا، ككبير مستشاري التعاون الإقليمي في المؤسسة.

وحسب عبادي، تستفيد فلسطين من انضمامها إلى منظومة الاتحاد من اجل المتوسط، من عدة مشاريع حيوية أهمها، مشروع تحلية المياه المركزية في غزة، ومشروع  الوظائف من اجل المتوسط، الذي تشارك فيه وزارة الاقتصاد، ومجموعة الخبراء للتغير المناخي، الذي تشارك فيه سلطة جودة البيئة، ومنصة العمل من اجل الطاقة والطاقة البديلة، التي تحضرها سلطة الطاقة والحكم المحلي، والمؤسسات العاملة في قطاعات الطاقة والمياه.

وأضاف إلى ان فلسطين تشارك في كافة النقاشات والحوارات الاقليمية حول القضايا السياساتية لبناء بيئة افضل لجلب الاستثمارات وخلق اطار تعاون بين دول الاتحاد وعددها 43.

وشدد عبادي على أن حضور فلسطين في هذه المنظومة يمكنها من تعزيز علاقاتها مع كافة الدول الاعضاء، للوصول الى رؤية مشتركة تضمن العمل في اطار اسس الحوكمة المستدامة والحكم الرشيد.

ولفت إلى أن فلسطين تسهم من خلال تجاربها في صياغة الاجندة التطويرية المشتركة في منطقة الاتحاد من اجل المتوسط، خاصة منطقة البحر المتوسط.

وقال: على سبيل المثال نتواجد في منتدى المياه، وهناك علاقة استراتيجية بين الاتحاد وسطة المياه الفلسطينية، ونشارك في الاجتماعات الوزارية بهذا الخصوص على مستوى دول الاتحاد .

وأضاف: هذا يشكل ممارسة حقيقية ونافذة مهمة للدبلوماسية الفلسطينية في قضايا المياه، كونها تعتبر من الاولويات والقضايا الشائكة، لذلك تبدي الخارجية الفلسطينية حرصا كبيرا على المشاركة في اجتماعات الاتحاد الدورية لكبار المسؤولين او تلك المتعلقة برسم السياسات لمنظومة الاتحاد من اجل المتوسط.