طوباس تشكو ارتفاع أسعار سلة خضارها
الحارث الحصني
تُعرف طوباس والأغوار الشمالية بأنها "سلة غذاء فلسطين". هناك على امتداد آلاف الدونمات من أراضيها تتربع المحاصيل المروية والبعلية، غير أن "سلة الغذاء" هذه، تشهد منذ أسابيع عديدة ارتفاعا ملحوظا في اسعارها، مما دفع المواطنين الى التذمر والشكوى.
ارتفاع الأسعار الذي وصف بـ"الجنوني" لم يرق لمواطني المحافظة الواقعة شمال الضفة الغربية.
الأسعار الجنونية في طوباس لم تختلف عنها في باقي أسواق الضفة الغربية.، فيما ظلت التساؤلات عالقة عن أسباب ومسببات ذلك، وعن دور الجهات الرقابية.
متسوقون في لقاءات منفصلة معهم مساء أمس، اشاروا الى انخفاض طفيف على أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه، غير أن الشكوى ظلت قائمة.
"لو نتخفض الأسعار قليلا ليشتري كافة المواطنين" قال نائل دراغمة أحد المتسوقين.
وتُزرع بشكل دوري آلاف الدونمات من المحاصيل المروية، في مناطق سهل طوباس، وعاطوف، والبقعية، والفارعة.
وتربعت "البندورة" على رأس هرم تلك الخضراوات التي ارتفعت أسعارها مؤخرا، وباتت محط نُدرة المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.
سعر كيلو البندورة الواحد تراوح بين 10 الى 15 شيقلا في معض المتاجر، فيما وصل سعر كيلو الفاصولية من 10-12 شاقلا، والبامية الى نحو 20 شاقلا، والخيار تراوح ما بين 5 الى 8 شواقل.
وبحسب مدير زراعة طوباس، المهندس مجدي عودة، يُزرع في طوباس وقراها باستثناء الأغوار (1500) دونم تقريبا من البندورة، داخل بيوت بلاستيكية.
قال عودة: "بالمجمل هذا الموسم كانت أسعار الخضراوات متدنية (...)، نتذكر في شهر شباط الماضي كيف كان المزارعون يلقون البندورة في الشوارع لتدني الأسعار... الآن نحن في فترة انتهاء موسم زراعي، والبدء بالتحضير لموسم جديد".
واشار الى أن هذه الفترة من كل عام تقل كميات الخضراوات بمختلف أصنافها في الأسوق.
وتشهد المناطق الزراعية في محافظة طوباس حركة دؤوبة هذه الأيام، وتتحضر لموسم زراعي جديد.
يقول مدير مديرية الاقتصاد الوطني في طوباس، حسام الشاعر، إنه "بشكل عام يعتمد السوق في كل المجالات على العرض والطلب، وأن انخفاض كميات الخضراوات في السوق أدى إلى ارتفاع أسعارها". وهو ما أكده عودة الذي اشار بدوره الى حالة التلاعب بالأسعار من قبل التجار عند كل انخفاض لكميات الخضار والفواكه.
عودة قلل من أهمية ذلك الارتفاع بالأسعار، وقال "إن المزارع أيضا مر في معظم أوقات الموسم الماضي في أزمات تدني غير مسبوق بالأسعار".
تقول إسراء بشارات، إحدى المتسوقات في السوق الفلسطيني: "الأسعار جدا عالية خاصة البندورة المفروض أن تكون من أساسيات الخضروات بالبيت (...)، اليوم ابن الملك من يستطيع شراء كرتونة بندورة، من جهتي لن أشتريها بهذا السعر".
ماسكا إحدى "الفواتير" التي يوثق من خلالها ما يتم شراءه لاكتمال موسم زراعي كامل، يقول ابراهيم دراغمة، وهو أحد المزارعين في طوباس "نحتاج للبذور، والبلاستيك، والمياه، والأدوية، والأسمدة، كلها بثمن أيضا، والارتفاع يكون لفترة وجيزة نحاول فيها أن نسدد ثمن ما نشتريه بداية الموسم".
ويضرب المواطنون المثل في طوباس بأنها أكثر مدن الضفة انتاجا للخضراوات. وبدأ مواطنون في السنوات القليلة الماضية بالزراعة المروية في المناطق السهلية الملائمة لزراعة أصناف مختلفة.
واستثمر أصحاب رؤوس الأموال في استخراج المياه من باطن الأرض، وهذا ما زاد من نسبة الاعتماد على الزراعة المروية.
وعزى مدير مديرية الاقتصاد الوطني في طوباس ارتفاع الأسعار الى عدم الانتظام بزراعة المحاصيل، وتركيز المزارعين على محصول واحد مما يؤدي إلى خلل واضح في كميات محصول على حساب محصول آخر".
وبحسب احصاءات مديرية زراعة طوباس، فان نحو (120) ألف دونم قابلة للزراعة في المحافظة، منها (40) ألف دونم محاصيل مروية بمختلف المحاصيل.
وبحثت الجهات المختصة في لقاء ضم مديرية الاقتصاد، ومديرية الزراعة، والاغاثة الزراعية، والغرفة التجارية، عن حلول فعالة لتخفيض أسعار الخضراوات، منها الاستيراد من الخارج، لكن ليس لكل المحاصيل".