المزارع أبو غانم.. طوًع الحديد لخدمة الأرض
- في محافظة الزيتون أكثر من 67 ألف دونم مزروعة بالفاكهة والخضراوات والمحاصيل الحقلية
القدس عاصمة فلسطين/ سلفيت 2-7-2018 - عُلا موقدي
يقضي سليمان أبو غانم (52 عاما) ساعات نهاره بين المعدات الحديدية والماكنات، يضيف تعديلات على جرار زراعي موديل عام 1954، ليحرث به أرضه في مدينة سلفيت بالقرب من الجدار والأبراج العسكرية الإسرائيلية.
وقال أبو غانم لـ "وفا": "عزوف الفلاحين عن الزراعة ناتج عن قلة المعدات، وأراضينا صغيرة تحتاج إلى أدوات سهلة الحركة".
وبين، اشتريت الجرار من شخص كان ينوي إتلافه، لأنه كان قطعا حديدية مفككة، وضعته في المخزن أسفل المنزل، وبدأت بإضافة التعديلات عليه، حتى أًصبح يحتوي على عود حراثة، ومخرطة، وماكينة زراعية، وحصادة، تُبدل قطعها حسب الحاجة.
"استخدمه لاستصلاح الأراضي والتعمير في المناطق التي نجد صعوبة في الوصول اليها، حركته خفيفة ولا يصدر ضوضاء، وأضفت عليه مشطا للحراثة ولإزالة الحجارة، وحفار صغير للزراعة وفرامة العشب بحيث تفرم العشب وأوراق الأشجار وتحولها إلى سماد، ونحاول اتباع الزراعة العضوية بدون كيماويات، وهذا يساعدنا في إعادة تدوير الخضار إلى أسمدة عضوية، وإنتاج مقبول ومحسن"، أضاف.
يعد أبو غانم نموذجا عن فلاحي محافظة الزيتون المتمسكين بأرضهم واستصلاحها، فنجد مواسم زراعة البامية والفقوس والمشمش وغيرها على مدار العام، بالرغم من مصادرة الاحتلال للأراضي الزراعية لصالح مستوطناته.
وتشتهر محافظة سلفيت بزراعة الزيتون والخوخ والتفاح والمشمش والقمح والشعير، حيث تتوافر عوامل عديدة تشجع على تنمية الزراعة، كالينابيع التي توفر مياه الري للمزروعات إضافة إلى خصوبة تربتها واعتدال مناخها، الذي يؤهلها لتنويع مزروعاتها ووفرة محاصيلها .
كما يعتمد اقتصاد المحافظة بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي من الأشجار المثمرة كالزيتون واللوزيات والتين والكرمة.
وتبلغ نسبة المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة والخضراوات والمحاصيل الحقلية في المحافظة لعام 2016/ 2015 حسب جهاز الإحصاء المركزي 67.420 دونما.
ويعد الزيتون من أكثر الأشجار زراعة في سلفيت، وتغطي أرضها بسهولها وجبالها، ومن اشهر مناطق زراعة الزيتون في سلفيت منطقة كرم القصاب وسط المدينة، ومنطقة "الماصية" شرقها، وتعد بلدة دير استيا ثالث بلدة من حيث إنتاج زيت الزيتون في الوطن.
وبلغت مساحة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة 59,232 دونما، وبلغ إنتاجها في عام 2015-2016 حوالي 4,132 طنا من الزيت.
ومما يشير إلى اتساع قطاع زراعة الزيتون وأهميته في الفترات السابقة، وجود وثيقة أملاك أراضي زيتون لأحد سكان سلفيت في الفترة العثمانية، وقد بلغ مقدار الضرائب التي كانت تفرض على الزيت في الفترة العثمانية في سلفيت عام 1597 "200" اوقجة، والأوقجة هي أقدم العملات العثمانية وتساوي نصف درهم، وقد استخدمت في الماضي المعاصر البدائية.
وتشتهر سلفيت بزراعة "الكرمة"، حيث تقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار العنب بحوالي 709 دونما، وهناك نوعان من العنب الأبيض والأسود، حيث يتميز النوعان بصغر الثمرة والمذاق الحلو، ويتوافر في سلفيت أنواع كثيرة من التين الأسود، والأبيض، والعجلوني ومنتوج التين طازجا يكفي حاجة السكان، والفائض يجفف ويسمى (قطين)، وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بأشجار التين في مدينة سلفيت 769 دونم.
كما اشتهرت مدينة سلفيت منذ القدم بزراعة التفاح ، وكان الباعة في المدن ينادون "سلفيتي يا تفاح"، "مال المطوي يا تفاح"، وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالتفاح في سلفيت حاليا حوالي 40 دونما.
وبلغت مساحة الأراضي المزروعة باللوز 790 دونما، وتلك المزروعة بالمشمش 59 دونما.
وتزرع الحبوب في المدينة معتمدة على مياه الأمطار (زراعة بعلية) كالقمح، والشعير، والعدس، والكرسنة، وكانت هناك عدة مطاحن للقمح قريبة من عيون الماء، أهمها مطحنة عين سكر.
وهناك الكثير من المشاريع الزراعية القريبة من عيون الماء أو المناطق السهلية، والتي تزرع فيها الخضروات بكثرة مثل الدفيئات أو البيوت البلاستيكية، والتي تعتمد في ريها على مياه التنقيط، ومن أشهر الخضروات التي تزرع في المحافظة، القرنبيط، والقرع البندورة، والخيار، والكوسا، والملفوف، والبامية، والملوخية، والسبانخ والبصل.