"حماس".. البحث عن سلام مع اسرائيل ورفض الوحدة الوطنية
ضحى سعيد
في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الفلسطينية لتجسيد الدولة والتمسك بالحقوق المشروعة لشعبنا، رغم كل الضغوطات الدولية وعلى رأسها الضغط الأميركي الداعم للاحتلال، تسعى حركة "حماس" وعبر وسطاء دوليين لتحقيق سلام مع اسرائيل رافضة التعاون لتحقيق الوحدة الوطنية.
جهود حثيثة يبذلها بعض قادة حركة "حماس" لتكريس الانقسام، من خلال تجسيد الانفصال بين شطري الوطن مقابل تحقيق بعض المكاسب الحزبية والفئوية الضيقة.
وبالمقابل وفي كل مناسبة يجدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس دعوته لحركة حماس لتمكين حكومة الوفاق من مهامها في قطاع غزة لبدء مرحلة جديدة من الوحدة على الأرض بما يمكن من الصمود أمام المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن حماس تعمل العكس تماما وتسعى عن قصد أو بدونه إلى تنفيذ مخططات اريد منها تصفية القضية وتحويلها إلى قضية انسانية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، أن المطلوب من حركة حماس بشكل واضح، هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء كان في تشرين الأول/ اكتوبر 2017 أو الاتفاق العام 2011 بالقاهرة.
وقال: "نحن لا نريد حوارات أو اتفاقيات جديدة بل تنفيذ حرفي لما اتفق عليه، والحوار من أجل الحوار لم يعد مقبولا وهذا المربع يجب الخروج منه والذهاب إلى مربع التنفيذ وتحمل المسؤولية في كافة القطاعات بشكل كامل، وتقوم الفصائل بدورها في مراقبة الحكومة، وتوحيد المؤسسات وفق القانون وهذا هو مدخل انهاء الانقسام".
وأوضح القواسمي أن حركة حماس تناور وتحاول القفز على العبارات، ولا تدخل في عمق القضية لإنهاء الانقسام وتريد ادارته وتحميل الاخرين المسؤولية، ونحن ننصحها بالنظر للوضع الداخلي الفلسطيني، وانهاء الانقسام، والتصدي لمشروع تصفية القضية على أساس الشراكة، حتى لا نعطي مجالا لنجاح المشروع الصفوي الخطير عبر البوابة الانسانية.
وتابع: أخطر فيما يحدث هو أن اسرائيل تسعى لتحويل القضية الفلسطينية إلى حقوق ومساعدات انسانية، ومنذ العام 48 تعمل لتكون قضيتنا ليست قضية تقرير مصير ودولة وعاصمة وحق العودة للاجئين"
وأضاف القواسمي، "اذا كانت حماس تدرك ذلك فهي مصيبة واذا كانت لا تدرك فهي مصيبة اعظم وعلى الجميع أن يعلم أن الحل الانساني يكون من خلال الحل السياسي عبر انهاء الاحتلال، والقدس الشرقية عاصمة لنا وبهذا ينتهي الوضع المأساوي في الضفة وغزة".
وشدد على أن الذي يمنع حماس من انهاء الانقسام هو مصالح قياداتها النافذة، لافتا إلى أن حماس أصبحت وإن متأخرا تتبنى مواقف المنظمة التي اتخذتها منذ 20 عاما، لكنها تستمر بالانقسام وترفض الوحدة نتيجة لمنافع شخصية وحزبية.
وقال القواسمي: "اسرائيل تحاول السيطرة على الضفة على حساب قطاع غزة، والحديث عن مشاكل انسانية واستمرار الانقسام يعطي مبررا أن تحل القضية من خلال حل المشاكل الانسانية، من تأمين فرص عمل، وحل مشاكل المياه والكهرباء والحدود، لكن نؤكد أن هذه القضية هي قضية دوله وحق تقرير المصير واحتلال يجب أن ينتهي".
وشدد القواسمي على أن الرئيس محمود عباس والقيادة بذلت كل الجهود لإنهاء الانقسام، وكنا دائما مرنيين وتحلينا بمسؤولية عالية لإنهائه، و"فتح" لم تغلق الباب يوما وملتزمة باتخاذ كافة الاجراءات على قاعدة القانون الواحد والاتفاقيات الموقعة بالقاهرة، ومتمسكون بالرعاية المصرية وجهودها لإنهاء الانقسام، والقيادة تدرك أن الوحدة أحد السبل للتصدي لصفقة العار الذي لن تجد لها طريق للمرور.
بدوره، قال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن أميركا تحاول للحل تحت اطار القضايا الانسانية، وبالتالي هناك محاولات للحديث عن اغاثات انسانية واقتصادية، ونحن أكدنا وما زلنا على أهمية انهاء الانقسام ومسؤولية حركة حماس الذهاب للوحدة وليس الحديث عن سلام أو تهدئه هنا أو هناك.
ولفت إلى أن المرحلة خطيرة جدا لتصفية القضية الفلسطينية، ,نؤكد أهمية الدور المصري لإنهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقيات بعيدا عن الحوارات الجديدة، ومعالجة قضايا قطاع غزة سياسيا وليس انسانيا لرفع الحصار الظالم على شعبنا.
وقال أبو يوسف: هناك مسؤولية مضاعفة على حركة حماس للاستجابة لنداء الوحدة وقطع الطريق على مراهنة اعداء شعبنا بحلول جزئية ومؤقتة، وأي حديث الآن هو محاولة للإيحاء عن هدنة أو اتفاق بين حماس والاحتلال قطع وضرب للمشروع الوطني ومساهمة في تحقيق ما يسعى له الاحتلال بفرض واقع جديده على الأرض.
وبين أن الاستمرار في ادارة الانقسام أمر خطير أمام كل التحديات، والمطلوب اليوم هو التوحد لمواجهة المخاطر الكبيرة على قضيتنا العادلة في ظل ما تسعى له الولايات المتحدة الأميركية لتمرير ما تسمى صفقة القرن، ونحن نحتاج إلى ارادة جديدة حقيقية ومواصلة الجهود معا لمواجهة كل التحديات، واستمرار المقاومة الشعبية السلمية للارتقاء للمستوى المطلوب بعيدا عن حسابات فصائلية ضيقه وشخصية.
ولفت أبو يوسف الى أن الرئيس محمود عباس تحدث بالأمس بشكل واضح حول ضرورة استعادة الوحدة، وازالة العراقيل، وتوحيد جهود الكل الفلسطيني، ومواصلة الجهود دبلوماسيا وسياسيا مع المنظومة الدولية.
وتابع: "يجب أن يدرك الجميع أن الاصوات النشاز التي تخرج هي لا تمثلنا، وعندما نتحدث عن مواجهة الضغوط الامر يتطلب وحدة وتضافر، وهنا اقول لحماس عليها أن تستجيب لمنطق العقل، وتحقق الوحدة لا أن تسعى وراء مكاسب حزبية، ومواجهة المشروع التصفوي يتطلب منا مواصلة كفاحنا ونضالنا حتى نيل حقوقنا، وسنبقى متمسكون بتضحيات شعبنا مستندون لعدالة قضيتنا".
وحذر أبو يوسف من أن الاحتلال وحكومته يراهنون على بقاء الانقسام، وحل اقتصادي وانساني ويروجون لذلك، في حين نؤكد أن الموضوع سياسي ويجب انهاء للاحتلال.