"عين فرعه" تقاوم الاستيطان
صلاح طميزي
تصارع "فرعه" إحدى المناطق الأثرية والسياحية الواقعة بين بلدتي اذنا ودورا جنوب غرب الخليل جنوب الضفة الغربية، شبح الاستيطان الذي يحاول التهام أراضيها وترحيل سكانها من البدو ورعاة الأغنام.
وتتدفق في فرعi التي تجاورها على بعد كيلو مترات قليلة الى الشمال، مستوطنة "ادورا"، عين ماء تحمل اسمها "عين فرعه".. عين تشق الصخور وتنساب منها المياه بسلاسة لتتجمع في بركة أثرية كانت وما زالت تشكل احد مقومات صمود البدو والمزارعين في هذا المنطقة التي يجهد المستوطنون بمساندة قوات الاحتلال السيطرة عليها منذ وقت طويل، وذلك لصالح المشاريع الاستيطانية التوسعية، وضمها الى مستوطنة "ادورا" المجاورة.
يقوم المستوطنون المسلحون بين الفينة والأخرى بالتجمع حول هذه العين.. يتنزهون ويسبحون، وينصبون خياما ويقيمون صلوات تلمودية وحفلات صاخبة، وذلك تحت حماية جنود الاحتلال.
"هذه المنطقة التي تعود ملكيتها الى عشيرة حجة، تصنف ضمن المنطقة "ج" وتعتبر من المناطق الحيوية الأثرية والسياحية التي يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها"، يقول ناصر حجة أحد اصحاب أراضي فرعه، والذي ما زال صامدا على أرضها وحارسا لها من أطماع المستوطنين منذ اكثر من عشرين عاما.
وأضاف لـ"وفا"، أن المستوطنين يعتبرون منطقة فرعه توسع وامتداد طبيعي لمستوطنة "ادورا". وتابع: "هناك اكاذيب وحجج دينية، فهم يعتقدون ان النبي موسى عندما قدم الى فلسطين وعاش في منطقة بيت جبرين التي هجر الاحتلال سكانها، وحسب عقيدتهم فإن عين فرعه تعتبر امتدادا لمملكة بيت جبرين، وأن هذه العين قام سيدنا موسى بالشرب منها، لذلك يقومون بزيارتها والتبرك منها واقامة صلواتهم التلمودية فيها".
وفي سياق الاجراءات والممارسات التعسفية التي يزاولها الجيش والمستوطنون لمحو الوجود الفلسطيني من فرعه، يتم منع بدو العزازمة الذين يعتمدون على مياه العين في حاجاتهم وسقاية اغنامهم منها، من البناء فيها، ولا يسمح الا بإقامة بيوت من الصفيح والخيام للسكن فيها.
حجه، ناشد كافة المواطنين والأهالي تعزيز تواجدهم وزيارة عين فرعه التي تتميز بجمالها وعذوبة مياهها، للوقوف امام الاطماع الإسرائيلية الرامية للسيطرة عليها، كما دعا المؤسسات الأهلية والرسمية لتوفير مقومات الدعم والصمود للمزارعين والبدو الصامدين في وجه الاستيطان.
الشاب محمد العزازمة الذي ولد وترعرع في منطقة فرعه، يقول ولدنا في هذه المنطقة وسنبقى فيها، وان أجدادي واقاربي لهم ما يقارب خمسة عقود فيها، سكنوا الخيام وبيوت الصفيح، ويرعون الأغنام ويعتمدون على عين الماء التي عززت تواجدهم وثبتتهم بالرغم من كل المضايقات التي يواجهونها من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
كما تقوم قوات الاحتلال التي تساند المستوطنين الذين يرتادون هذه العين بالاعتداء على رعاة الاغنام وتمنعهم من الوصول الى العين لسقاية اغنامهم والحصول على مياة الشرب اللازمة، وذلك ضمن مساعيها الرامية لترحيلهم واجبارهم على ترك هذه المنطقة التي تتميز بخصوبة تربتها وجمالها لا سيما في فصل الربيع.
ويقول العزازمة، إن عين فرعه تعتبر من المعالم المحفورة في ذاكرة الشيب والشباب، حيث يتوافدون اليها من بلدات اذنا، وترقوميا، ودورا وتفوح للسباحة في بركتها، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تضاؤلا في روادها بفعل المضايقات الاسرائيلية من جانب، ولوجود المتنزهات والمسابح التي اقيمت في البلدات المحيطة.
وتقتصر مساعدة سكان فرui وتعزيز صمودهم من قبل المؤسسات الأهلية والرسمية، بحسب العزازمة، على تقديم المظلات والخيام والعرائش والاعلاف وشبكات الري.
المهندس الزراعي في مديرية زراعة الخليل محمود الزير، قال إن عين فرعه لها اهمية كبيرة في تعزيز صمود المزارعين والبدو في هذه المنطقة لما توفره من مياه يعتمد عليها السكان في مزروعاتهم وسقاية اغنامهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.
واشار الزير الى أن مديرية الزراعة بالشراكة مع البلديات والمؤسسات الاجنبية توفر احتياجات السكان ضمن امكانياتها وضمن المشاريع المتوفرة، وذلك من خلال توفير الأعلاف، والحظائر، وشبكات الري، وغيرها من ادوية بيطرية وبيوت زراعية.
وقال رئيس بلدية اذنا معمر طميزي، إن بلدية اذنا تولي اهتماما خاصا لبدو هذه المنطقة، وتقدم لهم المساعدات الاغاثية لا سيما في فصل الشتاء، وتقدم لهم الاغطية والخيام وتسعى الى تثبيت صمودهم في هذه المنطقة التي يسعى الاحتلال لتهويدها.