المجتمع المحلي.. رافعة حقيقية للتنمية
ساهر عمرو
تلعب مكونات المجتمع المحلي من أفراد أو شركات أو مؤسسات في محافظة الخليل، دورا هاما في دعم القطاعات التعليمية والصحية والخيرية، مما جعلها رافعة حقيقية أنقذت العديد من المؤسسات والجمعيات، ومكنتها من الاستمرار بدورها وتقديم خدماتها للمواطنين.
وقال مدير تربية الخليل عاطف الجمل، إنه تم ومنذ عام 1994 بناء 84 مدرسة جديدة في المدينة، ساهم المجتمع المحلي ببناء 54 مدرسة منها بشكل كامل، وجارٍ العمل حاليا على إنشاء 16 مدرسة جديدة تم التبرع بها من قبل المجتمع المحلي، ناهيك عن الإضافات والتوسعات الجديدة التي نفذها المجتمع المحلي سواء من حيث إضافة طوابق كامله أو ملاحق لما هو قائم.
وأضاف أن ارتفاع معدل النمو السكاني في محافظة الخليل، شكل ضغطا كبيرا على الأبنية المدرسية، وجعل الحاجة الى التوسع أمرا ملحا، فجاءت هذه المساهمات من المجتمع المحلي لتشكل رافعة حقيقية، تساند الدور الرسمي على استمرار وتطور العملية التعليمية في المدينة، الأمر الذي ساعد على استيعاب ما يزيد عن 25 ألف طالب، وقضى بشكل شبه كامل على التعليم المسائي.
وتأخذ مساهمة المجتمع المحلي في دعم العملية التعليمية شكلان، الأول قانوني وهو ما يعرف بضريبة المعارف وهي ضريبة تذهب للتعليم مباشرة، تجمع من قبل البلدية تخصص فقط لتجهيز وسد احتياجات بعض المدارس، وتدار من قبل لجنة تشمل في عضويتها مدير التربية والتعليم الذي أشار الى أن حجم هذه الضريبة في المدينة يصل الى ما يقارب 5 مليون شيقل سنويا، يجمع منها ما بين 2-3 مليون، مطالبا كافة المكلفين بضرورة تسديد التزاماتهم.
وتابع الجمل أن المبادرة الذاتية للأفراد والمؤسسات هي الشكل الثاني: وتمثل العمود الفقري لعملية الدعم، والذي تطور بشكل كبير خلال السنوات السابقة، وقد استعانت المديرية في تطويره وتحفيزه بما يعرف بالمجلس التأسيسي لأولياء الأمور، وهو عبارة عن مجموعة من أولياء الأمور المتطوعين، يعملون وبالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم والمديرية في الخليل على توفير الاحتياجات الخاصة بالعملية التعليمية، من خلال التواصل مع باقي أطراف المجتمع المحلي.
من جانبه تحدث الحاج عبد حسونة أحد نشطاء مجلس أولياء الأمور عن الدور الذي يقومون به، فهم يشرفون على البناء الكامل للمدارس، ويعملون على توسيع ما هو قائم، وذلك من خلال توفير التبرعات اللازمة من المجتمع المحلي، وقال: "نحمل احتياجات التربية والتعليم وننطلق ضمن طواقم للبحث عن المتبرعين"، مشيرا إلى أنهم وخلال الأعوام السابقة نجحوا بشكل كبير في تجنيد المتبرعين.
وتابع، أنهم نجحوا خلال العامين الماضيين بتنفيذ العديد من المشروعات شملت 19 مدرسة جديدة، وإضافة العديد من الغرف الصفية لأكثر من 11 مدرسة قديمة، فقد بلغ حجم التبرعات خلال العامين ما يزيد عن 20 مليون دولار تشمل أراضي ومواد بناء وغيرها، وجميعه موثق، وأن طواقم العمل لديهم تضم عددا من المهندسين المتطوعين الذين يتابعون الأمور الهندسية والإشرافية بجانب مهندسي وزارة التربية والتعليم، بالإضافة الى عدد من المحامين المتطوعين يتابعون كافة الأمور القانونية.
وعلى الصعيد الصحي قال مدير مستشفى عالية الحكومي وليد زلوم، إن المجتمع المحلي أظهر مستوى عالٍ من الاهتمام والشعور بالمسؤولية تجاه احتياجات هذه المؤسسة، مستعرضا أهم مساهماته في دعم المستشفى فقد تم توسيع قسم الكلى وبناء وتجهيز طابقا كاملا بمساحة 2300 مترا مربعا، وإعادة تأهيل ما مساحته 1400متر مربعا، توسيع ICU من 5 أسرة لتصبح 19 سريرا، تزويد المستشفى ب 23 جهازا لغسيل الكلى بكلفة تزيد عن 20 ألف دولار للجهاز الواحد تم شرائها جميعا من متبرعين في المجتمع المحلي.
وأضاف أن حجم مساهمة المجتمع المحلي في توفير احتياجات المستشفى خلال الأربعة أعوام الماضية تجاوزت 4 ملايين دولار، لا تشمل عمليات الترميم والتأهيل الصغيرة لبعض أجزاء المستشفى وهي كثيرة. معتبرا ان تحفيز هذا المجتمع للمساهمة لا يتطلب سوى الشفافية وبناء الثقة، وإطلاعه على أهمية هذه الاحتياجات لتجده معطاءً دون حدود..
وعلى المدخل الخاص بالمستشفى الأهلي تجد واجهات زينت بقوائم المتبرعين، مقسومة الى قسمين، قائمة كبار المتبرعين والتي يزيد قيمة تبرعهم عن 50 ألف دولار، يتزين رأس القائمة باسم الشهيد القائد ياسر عرفات، تضم ما يقارب 13 متبرعا من المجتمع المحلي، والقسم الثاني قائمة المتبرعين بتكلفة بناء غرفة (10000 دولار) تضم 377 متبرعا أي بقيمة 3.8 مليون دولار.
واستعرض رئيس الهيئة الادارية لمستشفى الأهلي عبد الكريم الزغير دور المجتمع المحلي في دعم المستشفى خلال عامي 2017-2018، والتي في أغلبها تأخذ شكل المبادرة الذاتية، الانتهاء من بناء وتشطيب ما يقارب 900 متر مربعا كغرف عمليات بقيمة 2 مليون شيقل، وبناء وتشطيب كلية تمريض بمساحة 3200 متر مربعا بقيمة 3.5 مليون شيقل، وإضافات ومشاريع تأهيلية بقيمة 250 ألف دولار، موضحا أن المجتمع المحلي يعتبر من أهم ممولي صندوق المريض الفقير برأس مال يقارب 2 مليون شيقل، والذي يخصص لتسديد تكاليف علاج المرضى الفقراء.
كما أن هناك العديد من أوجه الدعم المحلي لجمعيات محلية وخيرية، بشكل ساهم في تعزيز وجودها وتطويرها وبناء مقرات ومرافق تابعة لها في المحافظة.