صديقا اللعب والشهادة
خضر الزعنون
أمير النمرة ولؤي كحيل طفلان بعمر الزهور اختطفتهما يد الغدر الإسرائيلية، وهما يلهوان في ساحة الكتيبة، حينما باغتتهم ثلاثة صواريخ من طائرات الاحتلال، استهدفت مبنى الكتيبة غرب مدينة غزة.
النمرة(15عاماً) وكحيل(16عاماً) يقطنان في حي الصبرة وسط مدينة غزة، صديقان لا يفارقا بعضهما يخرجان للتنزه معاً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعانيها أطفال غزة بفعل الحصار الإسرائيلي الجائر، والأزمات التي يعانيها أهل القطاع سيما أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
خرج الطفلان عصر امس السبت، للعب في أرض ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، التي تعج عادة بالأطفال وأهاليهم بشكل يومي، ليلعبا ويلهوا، كباقي الأطفال في المكان، إلا أن طائرات العدوان، أبت إلا أن تسرق منهما روحهما البريئة، وتدمي قلوب ذويهما.
والد الطفل النمرة محمد(40عاماً) لم يقدر ان يقاوم دموع حزنه على فراق فلذة كبده، وهو يتمتم بشفتيه "الله يرحمك يابا الله يرحمك يابا...مش خسارة فيك حبيبي، والله كسرت ظهري...أنا بحبك يا أمير".
وقال لـ"وفا":"أمير خرج من البيت راح يلعب في الكتيبة قلت له روح يابا لا تتاخر، ومعه صاحبه لؤي كحيل، وهما يلعبان ويخرجان للعب معاً، ويلعبان الكرة مع بعض في نادي غزة الرياضي".
وأضاف: "أنا بقول شو ذنب طفل خرج من بيته يلعب ويلهو على قدميه، حتى يرجع الى بيته جثة...راح مني حسبي الله ونعم الوكيل...أنا بطالب العالم كله يرى ما تفعل إسرائيل في أطفالنا وهم يلهون ويلعبون، قصفهم الطيران الإسرائيلي بالصواريخ...والله حرام طلع دماغه بشظية صاروخ هو وصاحبه".
اما والدة الطفل ميسون(38عاماً) بقيت تبكي بحرقة على فقدها ابنها، ويلتف حولها بناتها وابناها الذين شاركوا والدتهم البكاء على فراق شقيقهم، وهم يحتضنوه ويقبلوه في لحظات الوداع الأخير في منزلهم وسط حي الصبرة وسط مدينة غزة.
وقالت ميسون لـ"وفا":"أنا بأودع ابني أمير عريس في الجنة وعصفور من عصافير الجنة عند الله سبحانه وتعالى، الله ينتقم من إسرائيل التي قتلت أبناءنا الصغار وهو يلعبون في مكان مكشوف ومعروف للعب والفرح، لكن إسرائيل دائما تحرم أطفالنا الفرحة وتقتلهم وتقطع أجسادهم بالصواريخ".
رسالتي لأمهات العالم كله شوفو شو إسرائيل وجرائمهما فينا...نحن ناس نريد العيش بحرية وسلام لكن إسرائيل تقتلنا وتيتم أطفالنا...على العالم محاسبتها"
وودع أطفال من حي الصبرة الطفلين النمرة وكحيل وهما ملفوفان بالعلم الفلسطيني، وعيون الأطفال المودعين تذرف دمعاً وهم يحملون صورهما.
وكان الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي، قد قصف بالأمس مبنى دار الكتب الخالي، المعرف بمبنى الكتيبة غرب مدينة غزة، ما تسبب بتدمير المبنى وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات المجاورة، من بينها منازل المواطنين ومؤسسة فلسطين المستقبل للشلل الدماغي، إضافةً إلى أضرار في جامعة الأزهر، ومسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمحال التجارية القريبة من الاستهداف، ما أوقع خسائر مادية جمة.
وقصف طائرات الاحتلال أيضا، بعشرات الصواريخ مواقع وأراضي وممتلكات للمواطنين في غزة، على مدار الساعة منذ فجر أمس وحتى ساعات فجر اليوم الأحد.