المسنة أبو هيكل في مواجهة غول الاستيطان
جويد التميمي
منزلي مغلق منذ ما يزيد عن 20 عاما، نحن محاصرون من عدة جهات بمستوطنة "رمات يشاي" المقامة على أراضي وممتلكات المواطنين في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، يجب فتحه، هذا ما قالته المسنة هناء أبو هيكل.
وتضيف المسنة أبو هيكل، سلطات الاحتلال تفرض أرقاما تنادي بها من يسكن بالحي، لا أسماء منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، ولا يسمح بزيارات أهل وأقارب جميع سكان المنطقة، والاعتداءات اليومية المتواصلة والتي كان آخرها عرقلة وصول اسعاف الهلال الأحمر الى منزلي لنقلي الى المستشفى لتلقي العلاج.
المستوطنون يحملون اسلحة يحيطون بمنزلي من جميع الجهات، جنود اصابعهم على الزناد متمركزون في ثكناتهم وعلى الطرقات، لا يبرحون المكان ليل نهار، ممارسات عنصرية وحواجز عسكرية إسرائيلية تغلق كافة السبل المؤدية لمنزلي كما المنازل الواقعة في تل الرميدة وشارع الشهداء وسط مدينة الخليل، تفتيش دقيق ومذل، توضح المسنة أبو هيكل.
وتقول أبو هيكل وهي في العقد الستين من العمر لــ"وفا": "أعلنت الاضراب المفتوح عن الطعام اليوم مطالبة كافة الجهات الحقوقية والإنسانية بالضغط على حكومة الاحتلال لفتح الطريق الرئيسي المؤدي الى منزلي، ومطلبي عادل ومشروع لتكفل لنا العيش بكرامة.
وتتابع "انا مسنة لا أقوى على الحركة، تعرضت لعدة اعتداءات من مستوطني "رمات يشاي" المقامة بمحاذاة منزلي، تسببوا خلال اعتداءاتهم الهمجية لي بكسور في قدمي وساقي، حرقوا مركبتي سابقا، هم يحاولون ارغامي على الرحيل، لكنني عاهدت الله والرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات ووالدي أن هذا لن يكون ما دمت على قيد الحياة واوصيت عائلتي بمواصلة المشوار والتشبث بالأرض والمكان.
وتشير أبو هيكل إلى أن مستوطني المستوطنة المذكورة المحيطة بمنزلها، يمارسون الأفعال والممارسات الوحشية وغير الأخلاقية ضد المواطنين الآمنين والعزل المقيمين في تل الرميدة، بهدف تهجيرهم عن منازلهم وتنفيذ مخططات توسعية استيطانية، وفي كثير من الأحيان لا تستطيع فتح نوافذ منزلها بسبب ممارساتهم.
وتتابع "الاحتلال ومستوطنوه يحاولون دوما بث الرعب في المنطقة بمجملها لإفراغها من السكان الفلسطينيين بغية السيطرة عليها، سرقوا مقتنيات منزلنا عدة مرات، واعتدوا علينا بالضرب، وهاجمونا ورشقونا بقاذوراتهم وشتمونا بألفاظهم النابية، هي معاناة يومية مستمرة".
وتقول المسنة أبو هيكل "الجيش ومستوطنوه يمنعوننا من ادخال ابسط متطلبات الحياة اليومية الى منزلنا، وما يسمى ضابط الإدارة المدنية الإسرائيلية قال لي قبل أيام "هناء، اذا بدك تتنفسي بدك ترخيص منا".
وأفادت مصادر طبية لــ"وفا"، بأن أبو هيكل تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية لوعكة صحية استدعت نقلها على الفور من قبل اسعاف الهلال الأحمر لتلقي العلاج بالمستشفى، وأثناء دخول الإسعاف للمنطقة تعرضت لاعتداءات ومضايقات من قبل مستوطني مستوطنة الدبويا "بيت هداسا" المقامة في شارع الشهداء وسط المدينة وارغموا الإسعاف اثناء عودة أبو هيكل على البحث عن طريق بديل لإعادة المسنة الى منزلها.
وارتفعت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق أهالي حي تل الرميدة وشارع الشهداء، منذ بداية 2018 بهدف التضييق على السكان وارغامهم على الرحيل، لزيادة رقعة الاستيطان الذي يتوغل وسط مدينة الخليل.