الزيتون.. ازدياد المساحة والإنتاجية على حالها
عُلا موقدي
تستعد فلسطين في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لاستقبال موسم الزيتون، بـ11 مليون و500 ألف شجرة زيتون، منها 9 ملايين و500 ألف شجرة مثمرة، حيث إنها تستحوذ على 45% من المساحة الزراعية الكلية في فلسطين.
وبحسب مدير دائرة الزيتون في وزارة الزراعة الفلسطينية، رامز عبيد، فإن فلسطين تنتج ما معدله 100 ألف طن زيتون، يذهب 10% منها لزيتون المائدة والباقي إلى المعاصر.
وأضاف عبيد، تعتمد 100 ألف عائلة فلسطينية "أي ما يزيد عن 600 ألف نسمة"، بصورة مباشرة أو غير مباشرة على ما توفره أشجار الزيتون المنتشرة بمساحة تزيد عن 85% من مساحة أشجار البستنة المزروعة في فلسطين، من غذاء، ومصدر للدخل، وفرص عمل من خلال التجارة بالمواد الزراعية، وعمال متعهدين لاستصلاح الأراضي وقطاف الزيتون، وأصحاب المشاتل، وسيارات النقل، وأصحاب المعاصر، والتجار والمسوقين.
ومع اقتراب الموسم، أكد مختصون سعيهم الحثيث لتحليل واقع الزيتون، من أجل تحسين إنتاجية الزيت، وذلك ضمن سلسلة ورشات تنفذها وزارة الزراعة بالتعاون مع مجلس الزيتون الفلسطيني، والإغاثة الزراعية، و"أوكسفام"، لتحديد واقع الزيتون وتطويره والنهوض به في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويتم من خلال هذه الورشات عرض أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع الزيتون، وتحليلها من خلال عدد من الرياديين والمتميزين في هذا القطاع، من أصحاب المعاصر، والجمعيات، والمنظمين، والهيئات المحلية، والحكومية.
عبيد قال لـ"وفا"، يعتبر قطاع الزيتون أكبر قطاع زراعي تم دعمه من قبل الممولين، ومساحته الزراعية اتسعت، إلا أنه يتجه نحو التدهور، ولم يتطور أسوة بالقطاعات الزراعية الأخرى، حيث إن معدل الإنتاجية في العام 2000-2001 قدرت بحوالي 20 ألف طن، وبقيت هذه النسبة ثابتة حتى العام 2017.
ويرجع عبيد السبب في عدم تطور هذا القطاع إلى هرم أشجار الزيتون، وانتشار الأمراض التي ظهرت مؤخرا، مثل ذبابة ثمار الزيتون، وذبابة أوراق الزيتون، ومرض عين الطاووس الفطري، بالإضافة إلى الوضع المريب لمعاصر الزيت في فلسطين.
خسائر سنوية تقدر بـ55 مليون شيقل بسبب الزيت الفاقد في الجفت
"في فلسطين تعمل حوالي 275 معصرة في الموسم اغلبها اوتوماتيكية، تنتج منذ عام 2010 ما معدله 21 ألف طن زيت"، قال عبيد.
ويكمل: المعاصر وضعها مأساوي جداً وهناك ضعف في إدارتها وأدائها، اذ تقدر نسبة الزيت الفاقد في الجفت بمعدل 12% من وزن الجفت الجاف، وهذا يعني أننا نخسر سنويا حوالي 55 مليون شيقل زيت يذهب للجفت، وعلى ضوء القانون الجديد الذي تم من خلاله تحويل المعاصر من منشآت صناعية إلى منشآت زراعية، سيتم إصدار تعليمات فنية لآلية عمل المعاصر وفق معايير ومقاييس محددة، والمراقبة الصارمة عليها، ووضع التشريعات التي تحد من إدخال الماكنات للمعاصر بشكل عشوائي.
ونوه عبيد، إلى ضرورة تغير نمط المشاريع المنفذة في قطاع الزيتون والابتعاد عن المشاريع الإغاثية النابعة من مشاكل آنية، وإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع من خلال خطط استراتيجية متكاملة طويلة الأمد واضحة المعالم والمخرجات، مع ضرورة نقل خبرات المزارعين وتجاربهم الناجحة بين بعضهم، من خلال ورشات العمل والمحاضرات التفاعلية بين مختلف محافظات الوطن، فهناك مزارعون رياديون لديهم إنتاج متميز على مدار السنين.
ومن الجدير بالذكر، أن أشجار الزيتون تتعرض إلى الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال ومستوطنيه تتمثل في عمليات القطع، والحرق، ومصادرة المحصول وترهيب المزارعين، ومنذ العام 1987 تم قلع ما يزيد عن 400 ألف شجرة زيتون، ففي الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، تم اقتلاع وحرق حوالي 7500 شجرة زيتون على يد المستوطنين.