رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 5-8-2018 ولغاية 11-8-2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ59 رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما ويستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي.
لا يخفى على من يتابع الإعلام العبريّ أنّ عاصفة «قانون القوميّة» وخصوصًا الأسبوعين الأخيرين تشغل معظم الحيّز العام من كافة وسائل الإعلام العبريّة.
وجاء هذا التصعيد في متابعة هذا الملف على صعيد خاص بعد مظاهرة الدروز الرافضة لقانون القومية نهاية الأسبوع المنصرم مساء السبت في تل أبيب، وما تبعها من تحريضٍ على الدروز أو محاولة نزعهم عن النسيج «العربي» والتعامل معهم كمجتمع مستقل منفصل! وصولًا إلى مساء سبت البارحة عقب المظاهرة الضخمة التي قادتها لجنة المتابعة العربيّة في تل أبيب بذات موقع إقامة المظاهرة السابقة، والتعقيبات اللاذعة حول رفع أعلام فلسطين في تل أبيب بهذه المظاهرة.
تحليل المقال: يعتبر المقال الذي كتبه جلعاد شارون ابن اريئيل شارون مقالًا عنصريًّا بامتياز، تتماهى به نزعة الفوقيّة اليهوديّة، يمسح كل حقٍّ فلسطينيّ في كل شبرٍ من فلسطين، يلغي كونَ القدس هي عاصمة فلسطين التاريخيّة، يشرعن الاستيطان، والتوطين، واستقطاب اليهود من كل العالم، التعامل مع فلسطين أنها وطن اليهود منذ الأزل، وكأن لم يكن هنالك وجود فلسطينيُّ هنا.
بالإضافة إلى كلّ هذاـ فإنّ المقال يسخر من المواطنين الفلسطينيّين، العرب، ويمكن القول المسلمين المتواجدين في دولة «إسرائيل» ويحملون المواطَنة الإسرائيليّة، في نوع من الاستهزاء الأسود.
كُتب المقال بلهجة استفزازيّة استعلائيّة، تحمل أسئلة تظهر وكأنّها «استنكارية» ولا تحتاج لإجابة حيث كرّر سؤال «هل لأحد مشكلة بذلك» بالحديث عن المواطنة، الاستقلال والمحرقة، وان الدولة يهودية عاصمتها القدس، وان من لديه مشكلة مع هذا يجب إعادة النظر ان كان يستحق ان يكون مواطنًا، وبهذا طردٌ صريح لكل من لا يتماهى مع أسس الاحتلال بنزع شرعية الفلسطينيّين وسلب أراضيهم وحقوقهم وجذورهم من هذه الأرض
كتب جلعاد شارون مقالة عنصرية ضد الفلسطينيين تتماهى بها نزعة الفوقيّة اليهوديّة، ومسح كل حقٍّ فلسطينيّ في كل شبرٍ من فلسطين، وتلغي كونَ القدس هي عاصمة فلسطين التاريخيّة، تشرعن الاستيطان، والتوطين، واستقطاب اليهود من كل العالم.
وقال شارون: "إن كان من الصعب قول ما هو واضحٌ أساسًا، يبدو أنه يجب قوله على أيّ حال- هذا هو قانون القوميّة. ما الذي يزعج المعارضين له؟".
وأضاف: "قرأت القانون مرة تلو مرة، ولم أجد به أي مشكلة. هو دمج مع قوانين الأساس الأخرى، الأساس هو: لكل فرد بدولة إسرائيل حقوق سويّة، للقومية اليهودية هنالك أفضليّة. هذا هو، بالأخص المساواة الديمقراطية، هنالك أفضليّة قومية للقوم اليهودي، هذه هي «اليهوديّة».
وتابع: "هنالك من يحتج على أن القانون لم يذكر به مصطلح «المساواة». صحيح أن هذه قيمة مهمّة، ولكن مكانه هو بقانون حقوق الانسان وحريّته، حيث يتم التعامل مع حقوق الإنسان، وليس في قانون القومية، الذي يفسر ما الذي يجعل الدولة «يهوديّة». الكلمة مساواة يجب إضافتها بذاك القانون (حقوق الانسان) وليس في قانون القومية".
وحرض الصحفي اليميني بن درور في مقالة كتبها على العرب، وقال: "لم تكن مظاهرة واحد مساء أمس، أنما مظاهرتين. الأولى لرافعي علم فلسطين. وهم لا يطلبون المساواة، انما نزع الشرعية عن إسرائيل. الثانية، كانت لمطالبي المساواة. الفريق الأول يعد عدو من داخل البيت فيما يعد الفريق الثاني شركاء".
وأضاف: "لم تكن مظاهرة واحدة مساء أمس، إنما مظاهرتين. الأولى لحاملي أعلام فلسطين، من باب التحريض. هم لا يطلبون المساواة وليس التعايش، أنما نزع الشرعية عن إسرائيل كدولة الشعب اليهودي. المظاهرة الثانية كانت لهؤلاء الذي يحتجون على التمييز ويناضلون من أجل المساواة، وباعتقادهم أن قانون القومية أثر على مكانتهم للأسوأ. الفريق الأول يرغب في تعميق الصراع، فيما يرغب الفريق الثاني بالتغيير عبر الاحتجاج الشرعي. اغلبية عرب إسرائيل تصوت للقائمة المشتركة، والتي تقودها قيادة مستغلة طهارة الجمهور. قيادة مُحرّضة. قيادة تنزع الشرعية عن إسرائيل. قيادة معظم شعاراتها تحمل المقولة "بالروح، بالدم، نفديك يا فلسطين". وأمس كم كان من المؤسف سماع هذه الهتافات في ساحة رابين".
وتابع: "من جهة أخرى، كل استطلاعات السنوات الأخيرة تؤكد أنه في آخر السنوات الأخيرة 30-50 بالمئة يدعمون تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. هم لا يدعمون حماقات القيادة، كما لا يدعم مصوتو الليكود كل إعلان بناء مثير للغضب خارج أو داخل المستوطنات أو جدار الفصــــل. التصويت هو أمر متعلق بالهوية، وليس الاتفاق أو الاختلاف مع تصريح معيّن".
تحليل المقال: يعود الكاتب إلى فصل العرب إلى عربين، الجيد والآخر السيئ، علمًا أنّ النقاش في الداخل الفلسطيني حسم عبر صناديق الاقتراع، فكافة العرب تقريبًا، يدعمون القيادة العربية بتوجهاتها المدنية والقومية.
من الصعب على الكاتب أن يستوعب أنّ العلم الفلسطيني حاضر ليس من باب التأجيج، إنما من باب التأكيد على الهوية. هو يدعي أنّ هنالك عرب لم يرفعوا العلم الفلسطيني، وهذا صحيح، إلا أنه لم يذكر أن هؤلاء العرب يرفضون رفع العلم الإسرائيلي لأنه لا يمثلهم ويهابون رفع العلم الفلسطيني كي لا يضطروا مواجهة تحريض كما الذي يقوم به.
الكاتب يقسم العرب إلى عربين، في حين أنّ الصوت في تظاهرة السبت كان واضحًا، نرفض قانون القومية وكافة الممارسات القمعية الإسرائيلية، هذا صوت موحد لكافة فلسطيني الـ 48.
وقال آفريم جينور في مقالة كتبها في صحيفة "معاريف": "بخلاف الانتقاد المشروع على قانون القومية، ماذا فعلت قيادات الوسط العربي لكي تقرب بين الشعوب؟. على خلاف الدروز، البدو، الشركس، وباقي المعترضين والشاكين، عرب إسرائيل هم اخر من يحق له الاعتراض على الاقصاء او التفاضل".
وأضاف: "هذه الاسطر موجهة بشكل خاص لأعضاء الكنيست العرب، ولصديقي الجيد الذي انسحب من المعسكر الصهيوني زهير بهلول: عذرًا، أيها الأصدقاء، ولكن ماذا فعلتم خلال هذه الأعوام كي تتقربوا وتقربوا المجتمع العربي لشعب ودولة إسرائيل".
وتابع: "ماذا قدمتم حتى يتولد لديكم الإحساس ان يوجد لكم حاجة بهذه الأرض، هذه الجنة التي تعيشون بها حياة اجتماعية ليس لها مثيل في العالم العربي؟ كيف يمكنكم أن تشتكوا من الاقصاء؟ العنصرية؟ بالوقت الذي تعارضون به بل وتحاربون ان يشارك العرب بواجباتهم الأساسية المطلوبة من كل مواطن بصورة سويّة، مثل الخدمة المدنية على سبيل المثال! ليس الحديث عن التجنّد للجيش، بل للتطوع للمؤسسات التي بها يخدمون حتى انفسهم بصناديق المرضى، بيوت العجزة، مؤسسات الرفاه الاجتماعي. أن تكون مواطنا في إسرائيل ليس فقط التمتع بالحقوق بالتأمين الوطني، ماذا عن واجبات المواطن؟".
وقال: "بتصرّف أعضاء الكنيست العرب اليوميّ في الكنيست، أعضاء الكنيست العرب يستعملون محفزات لمبادرات سخيفة مثل قانون القومية. ولكن لا! عندما ينشر جمال زحالقة من القائمة المشتركة على صفحته على الفيسبوك صورة لخارطة إسرائيل على انها خارطة فلسطين! لدينا بعاداتنا اعتدنا على القول: «اطلب بصورة لبقة، تتلقى بصورة لبقة». ولكن انتم على ماذا تغضبون؟ ومم تتذمرون؟ انتم فقط تستعرضون على مبادرة اسنان القانون. ولكن بالصراع الصادق والصحيح ضد قانون القومية، عرب إسرائيل لا يمكن لهم أن يكونوا جنبا الى جنب بالصف الأول بجانب الدروز والبدو والشركس".
تحليل المقال: رغم ان المقال معارض لقانون القوميّة، ولكنه أيضًا يهاجم العرب في إسرائيل بصورة بالغة، ويربط مبدأ الحقوق بفرض واجبات ليس من واجب المواطن العربي في ارضه المحتلّة ان ينفذها.
يهاجم المقال أعضاء الكنيست العرب، ويتهمهم انهم يبعدون الشعب العربي عن «التماهي» مع الشعب الإسرائيلي ولا يسعون للتقريب بين الشعبين. وكذلك فإن العرب فقط يطالبون بحقوق رفاه اجتماعي دون التقديم للدولة وأجهزتها أي شيء! هذا الربط يجعل الشعب العربي وكأنّه يعيش عالة على الشعب اليهودي وان لليهود أفضليّة أنهم يقومون بواجباتهم كمواطنين.
كذلك فإن الكاتب يحاول ان يشغّل مبدأ «فرّق تسد» للتخفيف من وطأة احتجاجات الدروز على قانون القومية، حيث تعامل مع العرب على أنهم فئة، والدروز والشركس والبدو فئة أخرى لا تتبع لهم، وأن الدروز والبدو والشركس من حقهم الوقوف في الصف الأول ضد القانون لأنهم يقدمون للدولة ولأنهم جزء منها! ولكن لا يحق هذا للعرب.
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كتب على صفحته على "فيسبوك": "بدون قانون القوميّة لا يمكن ضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية للأجيال القادمة. في افتتاح جلسة الحكومة، اليوم، وضحت أهميّة هذا القانون لمستقبلنا".
وقال عضو الكنيست عن الليكود آفي ديختر: "قانون القومية صلب كفاية، لن يتغير. المكان للاعتراف بمساهمة الطائفة الدرزية وجميع الذين يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، هو عبر قانون خاص حسب الاقتراح الرسمي والصحيح لرئيس الحكومة".
وكتبت عضو الكنيست عن الليكود د. عنات بيركو، على صفحتها على "الفيسبوك": "اوقفوا كذب الفلسطينيين. "ادعاء العودة"، هو اللغم القادم الذي يجب تفكيكه، والرئيس ترمب ورئيس الحكومة نتنياهو يعملان من أجل ذلك".
وأضافت "أكثر من سنتين وأنا أعمل من أجل إلغاء الأونروا، التي تكرس "اللجوء الوراثي الفلسطيني". على كل منبر، اتطرق إلى رغبة الفلسطينيين في إزالة إسرائيل، كذلك ديموغرافيًا".
وتابعت: "طرحت الموضوع أمام رئيس الحكومة، التقيت مع برلمانيين من أوروبا وأعضاء سينات وكونغرس في الولايات المتحدة وحتى أني نقلت وثيقة بحثية مع صور لنيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. المثير للاُهتمام هو عدم المعرفة أن هنالك وكالة لاجئين بالأمم المتحدة لكل العالم وللفلسطينيين يوجد وكالة لاجئين خاصة بهم- الأونروا، والتي تحوّلت لشركة قوى بشرية، مصدر تشغيل، ومورد تحريض لحماس. لذلك يجب وضع حد! لا "عودة"، لأننا لن ننتحر من ناحية قومية حتى لو وجد مجانين يؤمنون بهذا. قانون القومية يقوي هوية دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي.
وقالت: "بين الفلسطينيين هنالك أقل من 20000 لاجئ حقيقي. لكن، أنظروا أي نفاق. أبو مازن أختلق في خطابه في الأمم المتحدة، الرقم ستة مليون، ذلك لكي يتحدى الشعب اليهودي ويمس بذكرى الكارثة".
ركزت الصحفية نيرياه كراوس مراسلة القناة العاشرة، بتغطية تظاهرة لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل، التي نظمت أمس السبت في ساحة رابين وشارك بها الآلاف، على حضور الأعلام الفلسطينية وكأنها استثناء، علمًا أن فلسطينيي الـ48 يرفعون العلم الفلسطيني في كل تظاهرة، كما وذكرت المراسلة أن منظمي التظاهرة طلبوا من المتظاهرين الوصول دون أعلام في حين أن لجنة المتابعة نفت قيامها بإصدار مثل هذه الأوامر إلى المتظاهرين.