رسائل البريد
فاطمة إبراهيم
بعد ثماني سنوات، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، الإفراج عن البريد المحتجز لديها منذ بدء المراسلات البريدية المباشرة مع الأردن تحديدا منذ العام 2010. اليوم يقف سمير السامري أمام صندوق أحمر مثبت في سور مقهى الهموز القديم في نابلس ويتذكر آخر مرة وضع داخلة رسالة مكتوبة
"كان ذلك أواخر العام 1961، يومها بعثت رسالة بريدية إلى أصدقائي في ألمانيا. هذا هو صندوق البريد الذي كنّا نستخدمه للمراسلات وإرسال المكاتيب".
في مدينة نابلس يوجد خمسة من الصناديق الحمراء كالمثبت على سور مقهى الهموز.. وضعتها الحكومة العثمانية أيام الحكم التركي لفلسطين، كانت تستخدم لوضع المكاتيب والرسائل لنقلها بعد جمعها من سعاة البريد إلى الولايات والمدن العثمانية المختلفة، واستمر استخدامها بنفس الطريقة أيام الانتداب البريطاني وحتى نكسة 1967.
تاريخيا، بدأ العمل بالبريد في فلسطين عام 1884م، وكانت الخدمة البريدية يومية بين حيفا ودمشق.
وبتوالي الأحداث تأثر البريد الفلسطيني بالظروف الحاصلة، ففي العام 1938 مثلا، أصدر الثوار الفلسطينيون طوابع تحمل شعار "فلسطين للعرب"، طبعت في يافا وتم استخدامها بدلا من طوابع حكومة الانتداب البريطاني.
يقول القائم بأعمال مدير البريد في نابلس صالح أبو هندي: "كان البريد يحمل رسائل وسلامات الجنود في الحرب لذويهم، ناهيك عن المراسلات الرسمية التي كانت قائمة بين الدول والمدن. اليوم تطور البريد الفلسطيني بشكل كبير فأصبح يقدم ثلاث خدمات للجمهور الفلسطيني، منها الخدمة الرسمية المتمثلة بإصدار المعاملات الرسمية كجوازات السفر، ومنها التقليدية كنقل الرسائل الورقية وأهمها رسائل الأسرى والتي تقدم مجانا، وأيضا دخلت خدمة البريد التجاري وهو الشراء عن طريق الإنترنت ونقل البضائع بواسطة البريد الفلسطيني، وأخيرا خدمة الطوابع البريدية".
في العام 1995، تسلّمت السلطة الوطنية الفلسطينية قطاع البريد من الاحتلال الإسرائيلي الذي ظل يشترط دخول البريد من جانبه وتفتيشه قبل نقله إلى مكاتب البريد الفلسطينية.