الرئيس: الأرض يجب أن تبقى ملتهبة بالمقاومة الشعبية
دعا الجميع إلى التوجه للخان الأحمر قيادة وقاعدة
المصالحة تعني أن تعود الوحدة كما كانت فلا يوجد دولة في غزة وحكم ذاتي بالضفة
رام الله- أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أهمية المقاومة الشعبية، قائلا "إننا يجب ألا نستهين بها، ولتبقى الأرض ملتهبة بالمقاومة الشعبية"، مشيرا إلى أنها ليست محصورة على الأرض فقط، بل تشمل النشاطات والمقاومة السياسية وهي موجودة وتنطبق أيضا على كل فلسطيني في أنحاء العالم.
وشدد سيادته، في كلمته خلال الجلسة الختامية لاجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني، التي بثها تلفزيون فلسطين اليوم السبت، على ضرورة التواجد الدائم في الخان الأحمر.
وقال: "الكل يجب أن يذهب للخان الأحمر، قيادة وقاعدة، يجب أن يبقى هدفنا الآن التواجد هناك وأن لا نسمح لهم بإقامة مشروعهم، لأننا نعرف أنهم سيفصلون الضفة عن بعضها البعض إذا أخذوا تلك المنطقة، وهذه قضية مهمة ويجب أن تبقى نصب أعيننا"، مؤكدا أنه يجب "أن نسمع صوتنا في كل مكان في العالم، لأن القضية في منتهى الخطورة ونحن أمام هجمة شرسة من الجميع".
وحول المصالحة، قال سيادته "إما أن نستلم السلطة كما هي في غزة وفي الضفة، دولة واحدة، ونظام واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد، وإما يستلمون هم"، مشددا على أن أية أموال ومساعدات تأتي لغزة يجب أن تأتي من خلال الحكومة الفلسطينية الشرعية وهي التي ترسلها إلى القطاع.
وأضاف الرئيس أن "المصالحة بالنسبة لنا لا تعني هدنة أو تهدئة وغيرها، ولا تعني مساعدات إنسانية، المصالحة أن تعود الوحدة كما كانت، فلا يوجد دولة في غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية، وهذا لن نقبل به، ولن نقبل أن تكون غزة منفصلة إطلاقا".
وفي يلي كلمة الرئيس في ختام أعمال الدورة العادية التاسعة والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني دورة "الشهيدة رزان النجار والانتقال من السلطة إلى الدولة"، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله:
نهنئكم بعيد الأضحى المبارك ونقول لكم ولعائلاتكم ولشعبنا في كل مكان كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم ونحن نتمتع بالاستقلال الفلسطيني.
يجب دائما أن نتفاءل لأنه من الضروري أن نعيش الأمل دائما، الكثير يسألني ماذا عندك أقول الأمل، أنا أراها مقفلة من كل الأبواب وكل مكان لكن أقول الأمل.. الأمل بالله أولا وثانيا وثالثا ثم الأمل بهذا الشعب الحي الذي لو لم يكن هو كما هو لانتهت القضية منذ زمن طويل، لكن فعلا لهذا الشعب حيوية ونشاط وإمكانات، استطاع أن يصمد 100 عام من وعد بلفور المشؤوم، ومع ذلك بقي صامدا، وقالوا فيما قالوا منذ زمن وهي مقولة خاطئة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" ليتبين لهم فيما بعد أن الشعب موجود وموجود أكثر من أي وقت مضى، سواء على أرض الوطن أو خارج أرض الوطن، حتى أولئك الذين يعيشون في الخارج كما قلنا دائما وأبدا يعيشون لكي يعودوا للوطن ويأتون بأولادهم إلى الوطن، وأنا سعيد جدا بأي إنسان فلسطيني غادر؛ ونعرف لماذا غادر لصعوبة الحياة ويجد الظروف الأفضل لكن دائما وأبدا عينه على الوطن.
يوجد في التشيلي 400 ألف فلسطيني، غادروا فلسطين منذ عام 1850 وكلهم من منطقة واحدة هي بيت جالا، وعندما زرت المدرسة التي فيها الأطفال من الجيل الخامس كلهم هتفوا باسم فلسطين، والفرقة الموسيقية التي استضافتنا كلهم شباب صغار قدموا الأغاني الوطنية والشعبية القديمة، هذا الشعب لن ينتهي، لذلك يجب أن يبقى عندنا الأمل بأن دولة فلسطين قادمة لا محالة وسنرفع العلم الفلسطيني فوق القدس إن شاء الله.
اليوم تحدثنا عن الخان الأحمر وقلنا لا بد أن نذهب إلى هناك، لا يكفي أن نقول اذهبوا يا شباب، الكل يجب أن يذهب قيادة وقاعدة وأعتقد أن 40 شخصا من هنا ذهبوا إلى الخان الأحمر اليوم، يجب أن نكثف التواجد هناك، وألا نسمح لهم أن يقيموا مشروعهم هناك لأننا نعرف أنهم سيفصلون الضفة الغربية عن بعضها البعض إذا أخذو هذا الموقع. أمامنا مشاريع كثير من استيطان وغيره لكن هذا الموضوع مهم جدا وعلينا وضعه نصب أعيننا، ودائما وأبدا نتواجد هناك حتى نعطي الحيوية للآخرين الشباب الصغار، ونقول لهم نحن معكم نستطيع أن نذهب كل يومين أو ثلاثة لنتضامن مع أهلنا ونعيش التجربة، ونقول للعالم أن هذه القضية من القضايا الصعبة.
ودائما نتذكر ماذا حصل في القدس، كانت القضية انتهت تقريبا وبدأت الكاميرات والعمل والنتيجة انسحبوا وتراجعوا، وبهمتكم سنجعلهم يتراجعون أيضا عن هذه التصرفات ضدنا وضد شعبنا.
نحن يحدونا الأمل بأننا ثابتون على أرضنا وأن الدولة قادمة لا محال، وربنا وعدنا سبحانه وتعالى بقوله الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وأهل الرباط هم الشعب الفلسطيني.
تحدثنا عن المقاومة الشعبية، وهذه المقاومة يجب ألا نستهين بها، ويجب أن تبقى الأرض ملتهبة بالمقاومة الشعبية حتى لا يأخذون علينا أننا نفعل كذا وكذا ونحن لا نريد إلا وسيلة واحدة هي فقط المقاومة الشعبية، وهي ليست محصورة فقط على هذه الأرض. بل النشاطات السياسية والمقاومة السياسية موجودة وتنطبق أيضا على كل فلسطيني في أنحاء العالم، وقال شخص قادم من الولايات المتحدة إلى هذا المجلس ماذا يفعلون هناك، وأتمنى أن أسمع من كل شخص يعيش في أي دولة حول العالم ماذا يفعلون هناك، ونؤكد على الوحدة الوطنية بينهم هناك بالرغم من الصعوبات هنا لأن التركيز علينا وضدنا هنا، أما الجاليات في الخارج يمكنهم أن يفعلوا الأعاجيب.
في أميركا يوجد 700 ألف فلسطيني كلهم توحدوا على كلمة واحدة، نحن فلسطينيون يجب ألا يفرقنا الفصائل أو الأحزاب أو الشعارات، شعارنا الوحيد نحن أبناء فلسطين نتحدث باسم فلسطين لتحرير فلسطين.
في أميركا عملوا هذا، ويمكن أن يفعله أيضا الآخرون في الخارج وهم 7 ملايين، وبالتالي لا بد من هذا النشاط في كل مكان، يجب أن نسمع صوتنا في كل مكان في العالم، هذا هو معنى المقاومة الشعبية، ولا يكفي هنا أن نتكلم بالمناسبات أو نتحدث بالمناسبات، أو بالمناسبات نذهب إلى الخان الأحمر، يجب أن نتواجد في الخان الأحمر بشكل مستمر، وعلى الأقل أن نتواجد هناك بشكل مستمر لأن القضية في منتهى الخطورة ونحن أمام هجمة شرسة من الجميع.
هنالك نقطة مهمة يجب أن نتحدث عنها وهي أهمية دعم الانتاج الوطني وفي نفس الوقت محاربة الإنتاج الآخر، وفي هذا الإطار يوجد على جدول أعمالنا "اتفاق باريس"، وسنفتح اتفاق باريس بعد أن تأمروا أنتم في الجلسة المقبلة أن هذا الموضوع يجب أن ينتهي، لأنه بعد 25 عاما لا بد من إعادة النظر في أشياء كثيرة، فيها مخاطرة كبيرة، لكن أيضا مضطرون أن نقوم بكل شيء في سبيل قضيتنا، الانتاج المحلي يجب أن يعتنى به ويُشَجع، وكذلك الذي لا نحتاجه ليس من الضرورة أن نستعمله خاصة منتجات المستوطنات، لأنه يوجد تجار مع الأسف أو بعض التجار يشتري أي شيء فقط من أجل الربح، نقول لهم هنالك شيء اسمه وطن ومصلحة وطن ويجب أن ننتبه لهذا جيدا.
بالنسبة لأميركا قامت بتصرفات سيئة، ونحن يجب أن نرفض هذه التصرفات ورفضناها، ويجب أن نستمر في رفضها، أميركا عندما حولت القدس إلى عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها وعندما ألغت موضوع اللاجئين والآن الأونروا التي لا أعرف كيف ستدبر أمرها هذا العام، وعندما أباحت وتحدثت بتأييد للاستيطان.
كل قرارات الأمم المتحدة منذ أن بدأ الاستيطان وهي تقول هذا غير شرعي بموافقة أميركا، والآن يقولون إن الاستيطان أمر واقع ولا بد أن نتعامل مع الأمر الواقع، ما هذه الدولة العظمى التي تقول علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع.
إضافة إلى أن أميركا فرضت نفسها وسيطا وألغت الرباعية وألغت غيرها وأقفلت باب سفارتنا في واشنطن، ثم قالت ذلك الكلام، إذا لن يكون بيننا وبينهم حديث ما لم يتراجعوا عن موضوع القدس وموضوع اللاجئين وموضوع المستوطنات، كذلك لن نقبل بهم وسيطا وحيدا، بمعنى أنه بوجود الرباعية أو الخماسية أو السداسية أو أي جهة، لكن لوحدها لا.
بالنسبة لإسرائيل خرقت كل الاتفاقات من أوسلو التي أنا وقعت عليها، وعملوا من أجل تخريبها وخربوها، إذا أوسلو لن تبقى إذا بقيت الأحوال كما هي، واتفاق باريس لن يبقى كما هو، لكن يجب أن يكون لدينا أعصاب حتى نستطيع أن نقف في وجه هذه الهجمة، ونحن لدينا الله يقف معنا. وهذا الموضوع يجب أن نتنبه له جيدا وعندما نعود نحن، لا نقول هذا الكلام في الأمم المتحدة ولكن القرار في عودتنا منكم، إذا أنتم تتحملون مسؤولية تاريخية، ومن هنا إلى أن نلتقي يجب أن تفكروا معنا كأنكم باجتماع، لو فعلنا ذلك ماذا سيحصل ولو لم نفعل ماذا سيحصل، ويجب عليكم أن تفكروا أنتم وتفهمونا وتفكروا معنا في طيلة هذه الفترة المقبلة، ماذا يجب علينا أن نفعل دون أن تكون قفزة في الهواء؟ لا نريد قفزة في الهواء نريد قفزة ونرجع للأرض ثابتين، ولكن يجب أن نأخذ القرار الصعب إذا لزم الأمر وهذا يعود لكم وهذا رأيي، ولن أقول للعالم أنني قررت ولكن سأقول في توصيات المجلس المركزي، وعندما نعود إذا لم يحصل كذا وكذا، فالمجلس المركزي أو نائب البرلمان أو القائم بأعمال البرلمان في حال اجتماعه هو الذي سيقرر.
وإسرائيل إضافة للاستيطان، ستخصم من أموال المقاصة ما ندفعه للأسرى، لن نقبل ولن نقبل لأننا بذلك نخون الشهداء من أحمد موسى إلى الآن ونخون الأسرى من محمود بكر إلى الآن حتى عهد التميمي، وبالمناسبة المرة المقبلة سندعو عهد التميمي ومعها 10-15 من جيلها لحضور المجلس المركزي. وإن شاء الله يحضرون ويشاهدون القرارات التاريخية للمجلس المركزي.
واستكمالا للانتهاكات، إسرائيل عملت قانون القومية وهو الذي سنطلب من الجمعية العامة أن تتخذ قرارا ضده، وأنا هنا أتكلم عن واقع "في أرض إسرائيل الحق لليهود بتقرير المصير"، أولا أين هي أرض إٍسرائيل لا أعرف أين دولة إسرائيل؟، وكل العالم الذي اعترف بإسرائيل وهي دولة بلا حدود هذا لا يجوز لأن الدولة حتى تكون دولة يجب أن يكون هناك سكان وسلطة، وحدود، لديهم سكان، ولديهم سلطة، لكن أين هي حدود دولة إسرائيل؟، فنحن بهذا أيضا القانون سنحارب حربا شعواء.
المصالحة، تعبنا ونحن نقول المصالحة، وأريد أن أتكلم عن آخر لقاء كان بيني وبين الرئيس السيسي في الظهران، قلت له بعد الذي حصل، (محاولة اغتيال رئيس الوزراء واللواء ماجد فرج)، ماشي مررناها، نحن نقول لكم نحن مستعدون لشيء، إما أن نستلم السلطة كما هي في غزة وفي الضفة دولة واحدة، نظام واحد، قانون واحد، سلاح واحد، أو هم من يستلمون، والآن يوجد تهدئة نحن عملنا تهدئة عام 2014، وأنا الذي أعلنتها شخصيا، لكن ما علاقة التهدئة بالمصالحة؟.
كان لدينا مطار وكنا نشتغل على ميناء، ووضعنا حجر الأساس، والآن نحن قلنا لإخواننا المصريين ونحن نشكرهم على جهودهم، لكن بالأخير المصالحة بالنسبة لنا لا تعني هدنة أو تهدئة وغيرها، ولا تعني مساعدات إنسانية، ولذلك نحن قلنا مصالحة، ماهي المصالحة، هي أن تعود الوحدة كما كانت، لا يوجد دولة في غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية، هذا لن نقبل به، ولن نقبل أن تكون غزة منفصلة إطلاقا، الشعب الفلسطيني يجب أن يكون شعب واحد، أرضا وشعبا، وهذا اتفقنا عليه، عندما قلنا ممر آمن، وتبدأ بغزة وأريحا كي نؤكد وحدة البلد.
شيء آخر إننا ندفع مساعدات لغزة، أي شيء أي مساعدات تأتي للسلطة، والسلطة هي التي ترسلها، وعندما حصل العدوان الأخير عام 2014 على غزة، دفعت بعض الدول أموال، من الذي عمّر غزة؟ جاءتنا الأموال وعمرنا ولم نسرق شيئا، لم يعمروا هم ولا بيت، نحن عمرنا حوالي 90% من البيوت، فنحن تأتي الأموال لدينا ونحن نشتغل، أما أن تذهب هناك لا، وبالتالي هذا تعاملنا مع القضايا الثلاث الأساس التي ستقولون رأيكم فيها، وهذا سوف يأتي مباشرة بعد الأمم المتحدة".
غاب 30 شخصا عن المجلس المركزي، هناك أناس معروفة أسبابهم، وأناس لم يقدموا عذرا بذلك، ولتكن لدينا الجرأة لنقول للذي لم يحضر دون عذر مع السلامة، بعذر أهلا وسهلا، ليس لدينا مانع، وزير الخارجية أتت له مهمة الآن، وقلت له اذهب لأن هناك لا أحد يسد مكانك، أما غيره لم يسأل جاء أم لا، برأيي يجب أن يتخذ قرارات، نحن ندرس أخطر قضية في التاريخ، وأعقد قضية في التاريخ، وآخر احتلال في التاريخ وتغيب عنه، إذا لماذا أنت عضوا، من أجل ماذا؟
رأيت الأسماء بعضهم غاب هكذا لله، نحن بيننا امرأة وشباب، وقلت لكم نريد المرأة والشباب، ونريد أن نحاول إنصاف المرأة والشباب، لكن نريد من المرأة والشباب إضافات نوعية، أحضروا واتفقوا مع اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس، لكن يجب أن تأتي إضافات نوعية، تخرج لتتحدث في الخارج ما رأيته في الداخل على الأقل، ومن الضروري أن تنصف المرأة، لأنها فعلا مظلومة يجب أن ننصفها والشباب مظلومين يجب أن ننصفهم، لندرس تماما كيف نستفيد منهم.
هناك أمر آخر وهو ذوي الاحتياجات الخاصة، هؤلاء بشر وضحّوا من أجلك ومن أجلي، أريد أن أراهم هنا في المجلس المركزي، يجب أن يأتوا إلى هنا حتى نفكر كلنا سويا، ليس فقط اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس، لا كل عضو هنا أنتم أخذتم أهم قرار في تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية، وهو أن المجلس المركزي يتولى مسؤوليات المجلس الوطني في حال غيابه.
هناك من سألوا هل ستلغي المجلس الوطني، قلت لهم لا طبعا لكن للضرورة أحكام، وأنا لا أستطيع كل ثلاثة أشهر أن أدعو المجلس الوطني، لكن أستطيع دعوة المجلس المركزي كل عشرة أيام أو كل أسبوع، وبالتالي هناك قضايا خطيرة جدا تواجهنا لا بد أن يحصل على هذه الصلاحية، أنتم من يجب أن تفكروا لشهر ونصف ماذا يجب علينا أن نعمل وبجرأة، هنا نتكلم بجرأة، لا أحد يضع قيدا على أحد في أن يفكر كما يريد، على الأقل أن يفكر.