اللاجئون... واقع تجاوز الأرقام
أسيل الأخرس
أسست نكبة عام 1948 وما شكلته من تطهير عرقي وإحلال سكاني وسيطرة على الأرض، واقعا تاريخيا فرضته قوة الاحتلال واستمرت نتائجه مع استمرار احتلالها للأرض ومنع تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بعودة اللاجئين.
إن النكبة وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية، كانت بداية لمعاناة أجيال حرمت من حقها في أرضها والتصقت بها كلمة لاجئ لحين العودة.
التقديرات الرسمية حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين عشية حرب عام 1948 تعود الى مصادر مختلفة، إلا أن للأمم المتحدة تقديرين: الأول يشير الى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ نحو 726 ألف لاجئ وذلك بناءً على تقديرات عام 1949، والثاني 957 ألف لاجئ بناءً على تقديرات عام 1950.
وبحسب الاحصاءات السنوية لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا) 2018، فإن أعداد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي تعترف بها وكالة الغوث حسب دولة الإقامة 12 مخيما في لبنان، و10 في الأردن، و9 في سوريا، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.
ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لديها عام 2017 في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 5.9 مليون لاجئ، حيث تمثل هذه الأرقام الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، وقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون لدى وكالة الغوث في العام 2017 ما نسبته 17.0% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث مقابل 24.4% في قطاع غزة. أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن 39.0% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين في حين بلغت النسبة في لبنان 9.1% وفي سوريا 10.5%.
ويشكل عدد اللاجئين وفق التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في 2018 ما نسبته 43% من مجمل السكان في دولة فلسطين، وأن 26.6% من السكان في الضفة الغربية هم لاجئون، في حين بلغت نسبة اللاجئين في قطاع غزة 66.2%.
وأشار تقرير الإحصاء الى ان مجتمع اللاجئين الفلسطينيين فتي، حيث بلغت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة 39.9% من إجمالي السكان في دولة فلسطين في العام 2017، فبلغت هذه النسبة للأفراد اللاجئين 39.3% من إجمالي اللاجئين، بينما بلغت النسبة لغير اللاجئين 38.6% من إجمالي غير اللاجئين. وبلغت نسبة كبار السن 60 سنة فأكثر 4.9% من إجمالي للاجئين في دولة فلسطين في حين بلغت لغير اللاجئين 5.0%.
وأفاد التقرير بأن نسبة الإعاقة/ الصعوبة بين اللاجئين تعد أكثر انتشارا، فإن 6.8% من اللاجئين الفلسطينيين يعانون من اعاقة/ صعوبة مقارنة بـ5.1% بين غير اللاجئين، وتبين أن الأفراد الذين يعانون من اعاقة/ صعوبة في النظر ترتفع بين اللاجئين مقارنة بغير اللاجئين، إذ بلغت 3.1% و2.3% على التوالي، في حين بلغت نسبة الأفراد الذين يعانون من اعاقة/ صعوبة في الحركة بين اللاجئين 3.5% مقابل 2.5% بين غير اللاجئين.
ووصلت نسبة الفقر بين اللاجئين الى حوالي 39% خلال عام 2017 وفقا لأنماط الاستهلاك الشهري، بما معناه ان استهلاك اسرهم الشهري كان دون خط الفقر الذي بلغ للأسرة الفلسطينية المكونة من 5 افراد (بالغان و3 اطفال) 2470 شيقلا، أما الفقراء حسب خط الفقر المدقع فقد بلغت نسبة الافراد اللاجئين الذين عانوا من الفقر المدقع 23.0% بما معناه ان استهلاك اسرهم الشهري كان دون خط الفقر المدقع الذي بلغ للأسرة الفلسطينية المكونة من 5 افراد (بالغان و3 اطفال) 1974 شيقلا، وكانت نسبة الافراد غير اللاجئين الذين عانوا الفقر المدقع 12.2% ومقارنة مع المعدل العام نجد أن نسب الفقر بين اللاجئين كانت أعلى من المعدل العام، حيث بلغت نسبة الافراد الفقراء في فلسطين 29.2%، وكانت نسبة الافراد الذين عانوا من الفقر المدقع في فلسطين 16.8% خلال عام 2017.
وأظهر تقرير مسح القوى العاملة لعام 2017، أن نسبة المشاركة في القوى العاملة بلغت 45.3%، بواقع 45.2% بين اللاجئين 15 سنة فأكثر المقيمين في دولة فلسطين مقابل 45.3% لدى غير اللاجئين، وأن معدلات البطالة مرتفعة بين اللاجئين وبلغت 34.7% مقابل 22.8% بين غير اللاجئين.
وأوضح التقرير ان ثلث اللاجئين يعملون كمتخصصين وفنيين ومساعدين وكتبة، حيث ان هذه المهن تعد الأكثر استيعابا للاجئين، وبلغت نسبة العاملين فيها من بين اللاجئين العاملين 32.8% مقابل 22.4% بين العاملين غير اللاجئين. كما شكلت مهنة المشرعين وموظفي إدارة العليا النسبة الأدنى لكل من اللاجئين وغير اللاجئين على حد سواء، بنسبة 2.9% بين اللاجئين العاملين مقابل 4.3% لغير اللاجئين العاملين.
واشارت نتائج التعداد الى أن نسبة العاملين الذين يعملون في الضفة الغربية من بين الافراد المشاركين في القوى العاملة (15 سنة فأكثر) للعام 2017 قد بلغت 57.6% بتفاوت واضح حسب حالة اللجوء، إذ بلغت نسبة العاملين من اللاجئين 40.3% في حين بلغت لغير اللاجئين 67.9%، في المقابل بلغت نسبة العاملين في قطاع غزة للاجئين حوالي 52.3% مقابل 15.8% لغير اللاجئين.
كما أشار التقرير الى ارتفاع نسبة التحصيل العلمي بين اللاجئين، حيث ارتفعت نسبة اللاجئين الفلسطينيين 15 سنة فأكثر الحاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى فبلغت 18.1% من مجمل اللاجئين 15 سنة فأكثر، في حين بلغت لغير اللاجئين 16.6%. وبلغت نسبة الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين 15 سنة فأكثر 3.0% في حين بلغت لغير اللاجئين 3.6%.
اما عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، فأشارت دراسة أعدتها مؤسسة (FAFO) حول الأوضاع المعيشية في المخيمات الفلسطينية في الاردن لعام 2011، إلى أن 39.9% من سكان المخيمات دون سن 15 سنة من العمر، في حين بلغت نسبة الأفراد 65 سنة فأكثر 4.3%، كما بلغ متوسط حجم الأسرة في المخيمات 5.1 فرد، وبلغت نسبة الامية بين الافراد 15 سنة فأكثر 8.6%..
وأظهرت نتائج التعداد العام للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان لعام 2017، أنهم يتمركزون في منطقة صيدا بواقع 35.8% ثم منطقة الشمال بواقع 25.1% بينما بلغت نسبتهم في منطقة صور 14.7% ثم في بيروت بواقع 13.4%، كما بلغت هذه النسبة في منطقة الشوف 7.1% ثم منطقة البقاع بواقع 4%. وأشارت النتائج الى أن حوالي 4.9% من اللاجئين الفلسطينيين يملكون جنسية غير الجنسية الفلسطينية.
وأوضحت نتائج التعداد ان متوسط حجم الأسرة بلغ 4 أفراد، وبلغت نسبة الاسر التي ترأسها انثى 17%، في حين بلغ معدل الخصوبة الكلي للمرأة الفلسطينية 2.6 مولود. كما أشارت النتائج إلى أن حوالي 7.2% من اللاجئين الفلسطينيين (10 سنوات فأكثر) في لبنان أميون (لا يستطيعون القراءة والكتابة). وبلغت نسبة الالتحاق بالتعليم للأفراد (3-13 سنة) 93.6%، بينما بلغت نسبة الحاصلين على شهادة جامعية فأعلى 10.5%.
واظهرت النتائج أن معدل البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين (15 سنة فأكثر) في لبنان قد بلغ 18.4% من المشاركين في القوى العاملة، ويرتفع معدل البطالة بين فئة الشباب 15-19 سنة لتصل الى 44%، في حين تبلغ نسبة البطالة 29% للأفراد من 20-29 سنة.