الشهد في عنب الخليل
جويد التميمي
يواجه محصول العنب في محافظة الخليل رغم شهرته الواسعة، مصاعب عدة تحول دون تسويقه وترويجه بشكل يليق بفاكهة تأتي فلسطينياً بالمرتبة الثانية بعد الزيتون من حيث الأهمية.
ومن أهم هذه المصاعب، التي تواجه انتاج العنب، جرائم المستوطنين بحق اشجار الكرمة من تقطيع وحرق...، وحواجز الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة بالضفة الغربية، إلى جانب ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي، سيما اشتال العنب المطعمة "المركبة" على أصول أميركية مقاومة للحشرات، وارتفاع ثمن الأسمدة والمبيدات، والزحف العمراني، والطرق الاستيطانية والالتفافية التي استنزفت مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة.
ويعكس حجم الاقبال خلال مهرجان العنب السابع 2018، في بلدة حلحول بعنوان الشهد في عنب الخليل "تذوق وتسوق ...دعما للمزارع "، الاهتمام بهذا المنتج ، سواءً على صعيد المواطنين، او التجار الذين يتطلعون لتسويق العنب خارج فلسطين.
وأشارت الحاجة ام محمد البو، بعد شرائها لعدد من منتجات العنب، ان المهرجان راقَ لها بما احتواه من أصناف متعددة هذا العام خاصة الزراعية منها كالجوافة والورود المتسلقة وغير المتسلقة والمصنوعات اليدوية.
وقالت رئيسة الجمعية التعاونية للثروة الحيوانية يسرى عويضات لــ"وفا": "نعرض اليوم للمتسوقين في المهرجان الدبس والملبن والعنبية والشدة والمفتول، وجميعها مأكولات تعود مواطننا على حفظها وتخزينها للاستفادة منها وتناولها في فصل الشتاء، هي تبعث على الدفء".
وقال المزارع محمد طلال الوحوش لــ"وفا"، :"نعاني من سوء المبيدات الحشرية والاسمدة وارتفاع أسعارها، ورغم ذلك وصلت منتجاتنا من العنب رغم كل المصاعب".
وبينت مديرة زراعة شمال الخليل سحر الشعراوي لــ"وفا" إن الهدف الرئيسي من مهرجان العنب هو النهوض بهذا القطاع لأهميته الاقتصادية في الناتج المحلي الاجمالي"، موضحة ان انتاج الخليل من العنب يصل سنويا الى ما يقارب 30 ألف طن.
وأشارت الى ان هذا العام قد شهد انخفاضا في انتاج العنب بسبب الظروف الجوية واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه وما يتعرض له المزارعون من مضايقات مستمرة، لافتة الى ان 23 مزارعا يشاركون في عروض المهرجان، إضافة الى شركة شهد العنب التي تضم مجموعة مزارعين وتعنى بتسويق التمور والعنب والجوافة، وعدد من الجمعيات النسوية التي تهتم بتصنيع منتجات العنب وغيرها من المزروعات.
وقال رئيس بلدية حلحول حجازي مرعب لــ"وفا"، :"يدهش زائر المهرجان، من هذه الاصناف المتعددة من العنب: الشامي، والزيني، والدابوقي، والجندلي، والحلواني، والبيروتي...وغيرها، وجميعنا مطالبون بزيارة هذا المهرجان ليس فقط لأهميته الاقتصادية، بل لمساهمته في توعيتنا الثقافية ورفدنا بمعلومات ثمينة نتعرف من خلالها على أهم زراعة في الخليل وهي العنب".
وخصصت في المهرجان زوايا للعاملين في مجال التراث الفلسطيني، مثل الحفر على خشب الزيتون، والخيزران، والخزف، والرسم على الزجاج، وتشكيل لوحات فنية بالرمل داخل أنابيب الزجاج، والمطرزات والعطور لدعمها وإثراء المهرجان، كما عرضت وصلات فنية فلكلورية نالت إعجاب الحضور.