رصد التحريض والعنصرية في وسائل الاعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 2-9-2018 ولغاية 8-9-2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ63 رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الاعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما ويستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي. يحتوي التقرير على قسمين مختلفين؛ يتطرّق القسم الأول إلى رصد التحريض والعنصرية في الاعلام الإسرائيلي المكتوب من صحف اخبارية مختلفة.
الصحف التي تمّ رصدها هي: "يديعوت أحرونوت/ يتيد نئمان/ هموديع/ معاريف/ هآرتس/ يسرائيل هيوم". أما القسم الثاني، يستعرض رصد العنصرية والتحريض في الصحافة المصوّرة لنشرات الاخبار اليومية لعدة قنوات إسرائيليّة مختلفة؛ قناة "كان"، والقناة الثانية، والقناة العاشرة، والقناة 7 والقناة 20. بالإضافة إلى هذا، تمّ تعقّب أكثر البرامج شعبية في الشارع الإسرائيلي للإذاعة الرئيسيّة "جالي تساهل"، و "ريشيت بيت".
تمحورت اخبار هذا الاسبوع بشكل أساسي حول لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ببعثة أكاديميين إسرائيليين في رام الله، كما وتطرّقت حول رد الرئيس لدعوة الرئيس الأميركي قبل بضعة أيام.
بالإضافة إلى هذا، ما زالت قضية اللاجئين الفلسطينيين والقرار الأمريكي بوقف كل المساعدات المالية لمنظمة "الأونروا" تشغل حيزا من الحديث العام في الإعلام الإسرائيلي.
وتستعرض "وفا" في هذا الملخّص أبرز الأخبار التي ظهرت في التقرير، ففي مقالة عنصرية كتبها افخا مستبرا ومناحم كلوجمان في صحيفة هموديع الدينيّة المتطرّفة، هاجموا الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس، بمقال، بعنوان: أبو مازن فقد صوابه"، وكتبوا: هنالك فكرة رائجة ان المقبل على الموت يظهر علامات صحو كأنه عاد إلى عافيته، إلا انها علامات اللحظات الأخيرة قبل مفارقة الروح الجسد.
كذلك في مقالة تحريضيّة للصحفي اليميني بن درور يميني يحرض بها على "الاونروا"، واللاجئين قال: "لقد أعدت وزارة الخارجية الأميركية التقرير كما طلب منها في تعديل القانون. غير أنه منذ عهد جون كيري في وزارة الخارجية وباراك اوباما كرئيس – أصبح التقرير سريا.
يمكن الافتراض بان قيادة الادارة الاميركية لم ترغب في احداث جلبة أذ تعلن عن عدد اللاجئين الأصلي. فالعدد الرسمي "للأونروا" يبلغ 5.3 مليون. اما العدد الحقيقي فيبلغ نحو 20 حتى 30 الف نسمة في اقصى الأحوال. ولما كان بعضهم حصل على المواطنة، في الأردن مثلا، وآخرون استقروا اقتصاديا، فحسب تعريف اللاجئين في الامم المتحدة – هم ايضا ليسوا لاجئين. هكذا بحيث أن عدد اللاجئين، وفقا للتعريفات المتبعة، يصل الى آلاف غير كثيرة. وفي كل الأحوال، فان قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم( 194) يعنى بهم، وبهم فقط، وليس بأنسالهم من الجيل الثاني والثالث. وما يسمى "مشكلة اللاجئين الفلسطينيين"، كانت ستنتهي لو أن ما هو متبع في موضوع عموم اللاجئين، طبّق بالنسبة للفلسطينيين ايضا.
ان تخوف محافل في جهاز الامن من فراغ تحتله حماس، اذا ما خرجت الوكالة من قطاع غزة – غريب بعض الشيء. لأنه في كل الاحوال، في الانتخابات الاخيرة لمؤسسات الوكالة، والتي صوت فيها قرابة 11.500 موظف في الوكالة، فازت "القائمة المهنية" المتماثلة مع حماس فوزا ساحقا. رغم كل النفي، فإن التعليم في مؤسسات الوكالة ينمي أساسا نشطاء لحماس.
"لقد كان بوسع الولايات المتحدة ان تنفذ التغيير بشكل منسق أكثر قليلا. ولكن الاتجاه صحيح. بعد قرابة 70 عاما من خدعة اللاجئين الكبرى، حان الوقت للتغيير. فوقف المساعدة الامريكية لن يشطب مشكلة اللاجئين عن جدول الاعمال. والانتقال من تنمية اللجوء الى التأهيل يجب أن يكون منسقا، دوليا وتدريجيا".
وحسب ما نشرته وسائل الاعلام الإسرائيلية، فمن الواضح تماما أنه طالما كانت المنظمة هي الاداة الأساس لتخليد مشكلة اللاجئين وتنمية أحلام العودة، فإن الوكالة هي المشكلة وليست الحل.