بسيسو يدعو الاتحاد الأوروبي إلى دعم فلسطين للحفاظ على تراثها وثقافتها
دعا وزير الثقافة ايهاب بسيسو، اليوم الاثنين، الاتحاد الأوروبي إلى دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية، للحفاظ على إرثها وثقافتها، والوقف مع الجانب المضطهد.
وأكد بسيسو خلال مؤتمر صحفي في مدينة رام الله، أن تنظيم مسابقة (اليوروفيجن) في اسرائيل العام المقبل لا ينسجم مع الشرعية الدولية، ويمثل حالة من حالات الاعتراف بسياسات الاحتلال ولا يخدم الجهود الدولية في سياق التأكيد على الحقوق الوطنية والمرجعيات الدولية.
وقال: عندما نتحدث عن فلسطين والاتحاد الأوروبي على مختلف المؤسسات الرسمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني، نتحدث عن شراكة امتدت لعشرات السنوات وتحديدا منذ انشاء السلطة الوطنية، ونحن نثمن هذه الشراكة ذات الطابع السياسي والتنموي الذي يدفع دائما لإيجاد حلول سياسية قائمة على الاستقرار وصون الحقوق الفلسطينية بمرجعية الامم المتحدة والمعاهدات الدولية.
وأضاف: إن دور الاتحاد الاوروبي مهم ومؤثر في دعم الجهود الوطنية الفلسطينية وجهود القيادة من لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف، وهذا الدور الذي تقوم به الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الثقافية المختلفة دور مهم جدا لإرساء دعائم العدالة والاستقرار ولحفظ الحقوق الوطنية الفلسطينية، في الجانب الثقافي قام الاتحاد الأوروبي في السنوات السابقة بدعم العديد من النشاطات الثقافية وبنيتها التحتية، هذا الدعم والتعاون خلق حالة تفاعلية سمحت للرواية الفلسطينية بأن يكون لها حضور على المستوى الدولي.
وتابع: هذه الشراكة بين فلسطين والاتحاد الاوروبي بالنسبة لنا إحدى أهم مفاتيح الاستقرار في المستقبل، هذا الاستقرار القائم على صون الحقوق الوطنية الفلسطينية، ونحن بدورنا سنستمر في العمل على دعم البنى التحتية الثقافية وخلق الفرص، وتهيئة المناخات الثقافية التي من شأنها أن تساهم في التعريف بالإبداع والتراث الفلسطيني.
وأوضح: في هذا السياق لا بد من الإشارة بشكل واضح ومهم إلى مسابقة "اليورفيجن" المزمع عقدها في العام 2019 والتي نقول بأن هذه المسابقة التي تمثل إحدى واجهات الفن في أوروبا وتمثل أيضا حالة من حالات الحراك والتفاعل الثقافي بين دول الاتحاد الأوروبي، التي من شأنها أن يكون لها أيضا الدور في دعم مسار العدالة والاستقرار والسلام هي بالنسبة لنا مسابقة نتطلع دائما باهتمام إلى تفاعلاتها ودورها في تنمية الثقافة والفنون المختلفة والتعريف بمختلف أنواع الثقافات من باب الموسيقى والفنون في هذا السياق.
وقال: أي خطوة حتى بما يشمل مسابقة "اليورفيجن" لا تأتي منسجمة مع المرجعيات الدولية التي تنص بشكل واضح على أن القدس العاصمة هي محتلة بالاستناد إلى القرارات 242 و 338 فهي تسيس في هذا السياق ولا تخدم الجهود الدولية ولا حتى السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي التي هي واضحه في هذا السياق.
وأوضح: كانت هناك جهود على مدار الفترة السابقة نثمنها جميعا من خلال أصوات المثقفين الذين ظهرت من خلال التوقيع للتنديد بسياسات الاحتلال من جهة، وللتأكيد على الحقوق الوطنية الفلسطينية، كما نعتبر بأن الجهود التي قامت بها الجامعة العربية في هذا السياق هي مهمة وضرورية لدعم الجهود الوطنية الفلسطينية.
وبين: إن أي حدث ثقافي يخرج عن سياق الشرعية الدولية يأتي في سياق الاعتراف وكأنه الاعتراف بسياسات الاحتلال ونحن نقول حتى للمشاركين في مسابقة اليورفيجن المزمع عقدها في العام القادم نود منكم أيضا الانتباه إلى معاناة شعبنا الفلسطيني فحيث تكون هذه المسابقة وحيث يكون إجراؤها يكون أيضا هناك شعب لا يبعد كيلومترات عن أماكن الاحتفال، هذا الشعب يعاني بسبب سياسات الاحتلال من حجب حقوقه الوطنية وحقوقه الإنسانية.
واكد أنه لا يمكن أن تستوي الثقافة ما بين الاضطهاد والفعل الثقافي، ولا يمكن للمبدع أن يتجرد من البعد الانساني القائم على الانتصار للعدالة والشعب الفلسطيني في أمس الحاجة الى الانتصار لعدالة قضيته من خلال الثقافة والفعل الثقافي.
وقال: البيان الذي ظهر ووقع عليه نخبة من المثقفين والمثقفات وتحديدا في اوروبا هو بالنسبة لنا يمثل رسالة مهمة بأن فلسطين ليست وحدها والعمل الثقافي الفلسطيني ببعده الانساني والدولي هو ضرورة من أجل تحقيق العدالة، نحن لا نطلب أكثر من تحقيق العدالة لشعبنا الفلسطيني، ولا نطلب أكثر من احترام المواثيق والمعاهدات الدولية، فلسطين تقبع تحت الاحتلال وجزء من سياسات الاحتلال هي الحصار والاضطهاد وبناء الجدار والتوسع الاستيطاني والحواجز العسكرية، هذه هي المفردات التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا بكل مكوناته وأطيافه وضد ثقافتنا الوطنية.
وأضاف: القرار بإقامة اليورفيجن سواء أكان في القدس أو غيرها لا بد من الانتباه الى أنه لا يمكن فصله عن سياسات الاحتلال وضرورة الانتباه الى ما يقوم به الاحتلال ونحن لا نريد للثقافة بأن تصبح أداة لصالح الاضطهاد، بل نريد للثقافة أن تكون جسراً نحو العدالة ونحو الاستقرار، لا نتدخل في عمل المؤسسات الدولية ولا في طبيعة العلاقات الثنائية التي تحكم الدول ببعضها ولا بطبيعة الاتفاقيات التي تقوم بها الدول في الشأن الثقافي وغيره ولكن من حقنا أن ننوه الى أهمية البعد الانساني والوطني والسياسي المنسجم مع الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية.
وتابع: أن العمل الثقافي كما نؤمن به في فلسطين هو جسر نحو العدالة ونتطلع ان تحقق الثقافة من خلال المبدعين والمبدعات في اوروبا وحول العالم بعد يحمي العدالة ويصون الحقوق ولا يميز ولا يمكن بأي شكل أن يخلق حالة من حالات التميز بين الثقافات.
وأكد: شعبنا الفلسطيني ثري بتاريخه وارثه وموروثه، فلسطين شاركت قبل عدة اشهر بمهرجان كان الدولي للسينما وهذه المشاركة التي حققت من خلالها فلسطين حضورا على المستوى الدولي جاءت بالتعاون مع مختلف الجهات الدولية لكي نقول بأن الحق الفلسطيني لا يمكن أن يتم تجزئته ومن حق فلسطين كأي دولة حتى وإن كانت تحت الاحتلال وتعاني من سياسات الاحتلال ان لا يكون لها الحق في المشاركة بالتظاهرات الثقافية الدولية.
وقال: نتطلع الى مستقبل اكثر ثراء وتماسكا وتعاونا مع الاتحاد الاوروبي وكان من الضروري التنبيه الى أن الثقافة والاضطهاد لا يلتقيان والثقافة والاحتلال لا يلتقيان.