لهذا فوضناه
كتب رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
لم يعد خافيا على أحد ان خطاب الرئيس أبو مازن ومن على أي منبر كان، إنما هو دائما خطاب الواقعية النضالية، الذي لا يعرف لغة المهادنة والمساومة، ولا لغة الشعارات الاستهلاكية والاستعراضية، والواقع ان الرئيس أبو مازن كلما اعتلى منبر الأمم المتحدة على نحو خاص، فإنه لا يلقي خطابا فحسب، بقدر ما يواصل رواية فلسطين بكل عذاباتها ومعاناتها، الناجمة عن تواصل الاحتلال الاسرائيلي، وعبث سياساته العنصرية العنيفة.
وبدأب الواثق من قوة كلمة الحق والصدق، والعارف بضرورتها، يواصل الرئيس أبو مازن رواية فلسطين، لتأصيل وعي المجتمع الدولي بحقيقة الصراع وطبيعته الماثلة بواقعية المظلمة الفلسطينية الكبرى، ولأجل تجذير هذا الوعي وحثه على الامتثال الانساني لضرورات الحق والعدل والسلام والحرية، وبهذا المعنى ولأجل هذا الغاية النبيلة، لا يذهب الرئيس أبو مازن إلى الأمم المتحدة في كل مرة، ليقدم رواية فلسطين فقط، وإنما ليكرس ايضا حقيقتها كمعضلة أممية، على المجتمع الدولي السعي لحلها حلا عادلا وفق قراراته الشرعية، وفي الوقت ذاته يذهب ليكرس حضور فلسطين كدولة بمسؤولياتها الاخلاقية وتطلعاتها العادلة والمشروعة.
وفي كل مرة يذهب فيها الرئيس أبو مازن إلى الأمم المتحدة، وكما في هذه المرة المقبلة قريبا، لا يكف الرئيس عن ترديد اللازمات الضرورية لتحقيق السلام العادل وهو الواثق ان الأحلام العظيمة لا تتحقق دفعة واحدة، وان الطرق على جدران الخزان يظل واجبا كي نخرج من العتمة الى نور الحرية وفضائها.
والأمم المتحدة ساحة حضور ونضال سياسي، بالنسبة لفلسطين وقائد مشروعها الوطني التحرري، وساحة علاقات صديقة، وحوارات مسؤولة من أجل عمل مشترك مع الكل الدولي من أجل عالم خال من العنف والعدوان والارهاب، عالم يتفتح بالتبادل النزيه للمصالح المشروعة، وعلاقات الاحترام المتبادل.
لأجل كل ذلك يذهب الرئيس أبو مازن في كل مرة إلى الأمم المتحدة، يذهب بفلسطين ومعها ولأجلها، ومعه تذهب فلسطين بكل أبناء شعبها ولهذا صوته دائما هو صوت فلسطين الحرية والعدل والسلام... ولهذا فوضناه.